ما هو سبب ارتفاع إنزيمات الكبد

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ٠٩:٤٦ ، ١ يونيو ٢٠٢٠
ما هو سبب ارتفاع إنزيمات الكبد

إنزيمات الكبد

تُعرّف الإنزيمات بأنّها بروتينات موجودة في الجسم بهدف تسريع بعض العمليات الكيميائية، وإنّ الإنزيمات التي تُؤدي هذه الوظائف في الكبد تُعرف بإنزيمات الكبد (بالإنجليزية: Liver enzymes)، وإنّ أشهر إنزيمات الكبد اثنان؛ الأول يُعرف بناقلة أمين الأسبارتات (بالإنجليزية: Aspartate transaminase) واختصارًا AST، والثاني يُعرف بناقلة أمين الألانين (بالإنجليزية: Alanine transaminase)، ويُعرف اختصارًا ب ALT،[1] ومن إنزيمات الكبد الأخرى الفوسفاتاز القلويّ (بالإنجليزية: Alkaline phosphatase) واختصارًا ALP، وناقلة الببتيد غاما غلوتاميل (بالإنجليزية: Gamma-glutamyltransferase) والمعروف اختصارًا بGGT،[2] وتجدر الإشارة أنّ تحليل إنزيمات الكبد يُعدّ جزءًا من فحص وظائف الكبد (بالإنجليزية: Liver Function Test)، والذي يُعنى بالكشف عن مدى فعالية الكبد وقدرته على القيام بوظائفه المختلفة، ومن الفحوصات الأخرى التي يتضمنها تحليل وظائف الكبد: البروتينات، والألبومين (بالإنجليزية: Albumin)، والبيليروبين (بالإنجليزية: Bilirubin)، وفي سياق الحديث عن أهمية الكبد يجدر البيان أنّه يؤدي العديد من الوظائف، من بينها: تحطيم المواد السامة والمساعدة على التخلص منها، وتحويل العناصر الغذائية إلى طاقة يُستفاد منها، وأمّا بالنسبة لدواعي إجراء فحص وظائف الكبد فهي عديدة، منها: مراقبة سلامة الكبد في حال أخذ دواء عُرف بإلحاقه الضرر بالكبد، وكذلك لمراقبة سير الأمراض التي تُصيب الكبد كالتهابه مثلًا، وكذلك في حال ظهور أعراض أو علامات تُشير إلى وجود مشكلة في الكبد مثل اصفرار الجلد والحمى وتغير لون البول ليُصبح أفتح والتقيؤ وألم البطن.[3]ولمعرفة المزيد عن إنزيمات الكبد وتحليلها يمكن قراءة المقال الآتي: (تحليل انزيمات الكبد).

أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد

حقيقةً إنّ أغلب حالات ارتفاع إنزيمات الكبد تكون مؤقتة وبسيطة، وعادةً ما تعود الإنزيمات إلى مستواها الطبيعيّ خلال فترة زمنية بسيطة، ولعلّ هذا ما يُفسر أنّ معرفة ارتفاع إنزيمات الكبد عن مستواها الطبيعيّ يكون أثناء إجراء الفحوصات الروتينية، ولكن من جهة أخرى قد يُشير ارتفاع إنزيمات الكبد إلى حدوث التهاب أو ضرر في خلايا الكبد، الأمر الذي يُسبب تسرّب بعض المواد من الكبد إلى مجرى الدم بشكل يفوق الحد الطبيعيّ، ومن هذه المواد الإنزيمات، وبذلك يُلاحظ ارتفاع مستوى إنزيمات الكبد في الدم عند إجراء تحليل لوظائف الكبد،[4] وعلى أية حال فإنّ ارتفاع إنزيمات الكبد لا يُعدّ مرضًا قائمًا بذاته، وإنّما قد يُشير إلى وجود مشكلة صحية معينة، وبذلك فإنّ إجراء المزيد من الفحوصات أمر مهم للغاية لمعرفة السبب الكامن وراء ارتفاع إنزيمات الكبد، ومن الحالات التي تُسبب ذلك ما يأتي:[5]

مرض الكبد الدهنيّ غير الكحوليّ


يُعدّ مرض الكبد الدهني غير الكحولي (بالإنجليزية: Nonalcoholic fatty liver disease) السبب الأكثر شيوعًا لارتفاع إنزيمات الكبد،[6] وهو من المشاكل الصحية الشائعة؛ فبالاستناد إلى نتائج الدراسة المُجراة في عام 2019 م والتي نُشرت في مجلة Journal of Transplantation تبيّن أنّ 25% من البالغين يُعانون من مرض الكبد الدهني غير الكحوليّ،[7] وهو من المشاكل الصحية المرتبطة بما يُعرف بالمتلازمة الأيضية (بالإنجليزية: Metabolic Syndrome)، والمتلازمة الأيضية هي مجموعة من المشاكل الصحية التي تحدث في الوقت ذاته لتزيد فرصة المعاناة من أمراض القلب ومرض السكري من النوع الثاني، وهذه المشاكل عادة ما تتمثل بارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستوى الدهون الثلاثية، وانخفاض مستوى الكوليسترول الجيد المعروف بالبروتين الدهني مرتفع الكثافة، واختصارًا HDL، وغير ذلك،[6][8] وإنّ هذه المشاكل مجتمعة تزيد من فرصة تكون الدهون على الكبد وتراكمها، وبذلك يُعاني المصاب من مرض الكبد الدهنيّ، وقد عُرف هذا المرض بغير الكحوليّ لأنّ المصابين به لا يشربون الكحول في الغالب،[9] ويجدر الذكر أنّ هذا المرض يتسبب في الغالب بارتفاع ALT و AST، وذلك بمعدل مرة إلى أربع مرات أكثر من الحدّ الطبيعيّ لكلّ منهما.[6]

التهاب الكبد الفيروسيّ


يُطلق مصطلح التهاب الكبد الفيروسي أو الوبائي (بالإنجليزية: Viral hepatitis) على الحالة التي تُسبب التهابًا أو تلفًا في خلايا الكبد نتيجة التعرض لفيروس معيّن، وقد بيّن الباحثون وجود خمسة فيروسات قادرة على التسبب بذلك، وتُعرف بفيروس التهاب الكبد A، B، C، D، E.[10] ومن الفحوصات التي يُجريها الطبيب في حال الشك بالإصابة بالتهاب الكبد الفيرسي: تحليل إنزيمات الكبد، وذلك لأنّ هذا الالتهاب قد يُحدث ارتفاعًا في مستويات هذه الإنزبمات، ومن الأعراض التي قد تُرافق هذه الحالة: الحكة، واصفرار الجلد والعينين، وفقدان الشهية، وألم في المفاصل، وغير ذلك.[11]
ولمعرفة المزيد عن التهاب الكبد الفيروسي يمكن قراءة المقال الآتي: (ما هو مرض الوباء الكبدي).
ولمعرفة المزيد عن التهاب الكبد الفيروسي ج يمكن قراءة المقال الآتي: (التهاب الكبد c).


الأدوية


من الأسباب التي تكمن وراء ارتفاع بعض أنواع إنزيمات الكبد: أخذ أدوية معينة، والجدير بالبيان أنّ فرصة ارتفاع إنزيمات الكبد ترتفع في حال كان الشخص المعنيّ يأخذ أكثر من دواء واحد يُلحق الضرر بصحة الكبد،[5] ومن الأمثلة على الأدوية التي قد تُسبب ارتفاعًا في إنزيمات الكبد، ولا سيّما في حال عدم الالتزام بتعليمات الطبيب المختص، ما يأتي:[12]
  • الجرعات المفرطة التي تفوق الحدّ المقبول طبيًا من الأدوية على اختلافها، بما في ذلك الباراسيتامول.

  • بعض الأدوية المُسكنة للألم، مثل النابروكسين (بالإنجليزية: naproxen) والديكلوفيناك (بالإنجليزية: Diclofenac).

  • الأدوية التي تُخفض مستوى الكوليسترول في الجسم مثل الستاتينات (بالإنجليزية: Statins).

  • بعض المضادات الحيوية مثل نيتروفورانتوين (بالإنجليزية: Nitrofurantoin) وسلفوناميد (بالإنجليزية: Sulfonamide).

  • بعض الأدوية المُستخدمة في علاج السلّ مثل آيزونيازيد (بالإنجليزية: Isoniazid).

  • بعض الأدوية المضادة للفطريات مثل فلوكونازول (بالإنجليزية: Fluconazole) وإيتراكونازول (بالإنجليزية: Itraconazole).

  • بعض الأدوية المُستخدمة في علاج الاضطرابات النفسية مثل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (بالإنجليزية: tricyclic antidepressants).

  • بعض الأدوية المُضادة للصرع، مثل: فنيتويين (بالإنجليزية: Phenytoin)، وكاربامازيبين (بالإنجليزية: Carbamazepine)، وحمض الڤالپرويك (بالإنجليزية: Valproic acid).


أمراض الكبد الكحوليّة


توجد ثلاثة أمراض تؤثر في صحة الكبد وترتبط بشرب الكحول، وتُعرف هذه الأمراض بأمراض الكبد الكحولية (بالإنجليزية: Alcoholic Liver Diseases)، وهذه الأمراض هي مرض الكبد الدهني الكحولي (بالإنجليزية: Alcoholic Fatty Liver Disease)، والتهاب الكبد الكحوليّ (بالإنجليزية: Alcoholic Hepatitis)، وتشمع الكبد (بالإنجليزية: Cirrhosis)، وأمّا بالنسبة لمرض الكبد الدهني الكحولي فهو في الغالب ينجم عن شرب كميات كبيرة من الكحول خلال فترات زمينة قصيرة، وإنّ التوقف عن شرب الكحول وعدم العودة إلى ذلك يكون كفيلًا في الغالب باستعادة الكبد لنشاطه وسلامته، وأمّا بالنسبة لالتهاب الكبد الكحوليّ فهو ينجم عادة عن شرب كميات كبيرة من الكحول لفترات زمنية طويلة، الأمر الذي يُحدث التهابًا وتلفًا حقيقيًا في خلايا الكبد، وتتفاوت شدة هذا الالتهاب بين حالة وأخرى، فقد يكون بسيطًا غير مصحوب بأي أعراض أو علامات لدى البعض، وقد يكون شديدًا للغاية إلى حدّ تسببه بالوفاة، وأمّا بالنسبة لتشمع الكبد فيحدث نتيجة تكون النسيج الليفيّ محلّ الأنسجة الطبيعية الخاصة بالكبد، وقد يتطور تشمع الكبد إلى مرحلة ارتفاع ضغط الدم الكبديّ والفشل الكبدي في بعض الأحيان، وأما بالنسبة لعلاقة أمراض الكبد الكحولية بارتفاع إنزيمات الكبد؛ فقد تبيّن أن المصابين بأمراض الكبد الكحولية ترتفع لديهم مستوى إنزيمات الكبد، وقد لُوحظ أنّ ما يُقارب 80% من المصابين بهذه الأمراض يكون لديهم مستوى إنزيم AST أعلى بمرتين من مستوى إنزيم ALT، هذا بالإضافة إلى حدوث ارتفاع حقيقيّ في مستوى GGT أكثر من باقي الإنزيمات، ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ إنزيم GGT يوجد في عدد من الأعضاء الأخرى في الجسم ولذلك لا يُعدّ ارتفاعه عن الحدّ الطبيعيّ دليلًا أكيدًا على شرب الشخص للكحول.[13][14]

داء ترسب الأصبغة الدموية


يُعرف داء فرط حمل الحديد بترسب الأصبغة الدموية (بالإنجليزية: Hemochromatosis)، ويتمثل هذا الداء بتراكم الحديد في الجسم بكميات تفوق الحدّ الطبيعيّ، وإنّ أكثر الأعضاء التي يتراكم فيها هي القلب، والكبد، والبنكرياس، الأمر الذي يزيد فرصة المعاناة من عدد من المشاكل الصحية، بما في ذلك مرض الكبد، وداء السكري، وأمّا بالنسبة للسبب الكامن وراء حدوث هذا المرض فقد يكون وراثيًا في بعض الحالات، وقد ينجم عن أمراض أو مشاكل أخرى، بما في ذلك أمراض الكبد المزمنة وبعض أنواع فقر الدم،[15] وتجدر الإشارة إلى أنّ الأطباء عادة ما يعمدون لفحص وظائف الكبد في حال توقع تسبب مشكلة ترسب الأصبغة الدموية بضرر في الكبد، وذلك بأخذ عينة دم من الشخص المعنيّ والتركيز على مستوى الإنزيمات الخاصة بالكبد، ولا سيّما إنزيم ALT وإنزيم AST، حيث يكونان مرتفعين في حال تضرر الكبد.[16]

أسباب أخرى


إضافة إلى ما سبق توجد العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى ارتفاع مستوى إنزيمات الكبد، وإنّ الطبيب المختص يُجري العديد من الفحوصات المخبرية والتحاليل ويهتم بمعرفة الأعراض والعلامات وطبيعة الأدوية التي يأخذها الشخص المعني، وكل ذلك لتحديد السبب الكامن وراء حدوث هذا الارتفاع، وعلى أية حال يمكن بيان الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى ارتفاع إنزيمات الكبد كما يأتي:[17]
  • نقص ألفا -1 انتيتربسين: (بالإنجليزية: Alpha-1 antitrypsin deficiency)، تُعدّ هذه المشكلة الجينية من المشاكل الصحية التي تُلحق الضرر بصحة الكبد والرئتين، والجدير بالعلم انّ شدة هذه الحالة تتراوح ما بين الضرر البسيط الذي يتمثل بارتفاع في مستوى إنزيمات الكبد إلى درجة شديدة تتمثل بحدوث فشل في الكبد، ومن الأعراض التي تظهر على المصابين بهذه الحالة: اصفرار الجلد والعينين والذي يُعرف باليرقان، وحدوث انتفاخ في البطن والساقين والقدمين.[15]

  • التهاب الكبد المناعي الذاتي: (بالإنجليزية: Autoimmune hepatitis)، يطلق مصطلح المرض المناعي الذاتي على الحالة التي يُهاجم فيها جهاز المناعة أعضاء الجسم على اعتبارها أنّها أجسام غريبة، ويحدث ذلك عن طريق الخطأ، وفي حالة التهاب الكبد المناعي الذاتيّ فإنّ جهاز المناعة يُهاجم الكبد مُسببًا حدوث التهاب فيه، وحقيقةً إنّ أكثر من يتأثر بهذا المرض النساء وخاصة في المرحلة المبكرة من العمر، والجدير بالبيان أنّ مرض التهاب الكبد المناعي الذاتي قد يُسبب ارتفاعًا في مستوى إنزيمات الكبد بشكل يفوق الحدّ الطبيعيّ.[18]

  • أمراض أخرى: إنّ بعض المشاكل الصحية التي تُصيب أعضاء الجسم الأخرى قد تُحدث ارتفاعًا في مستوى إنزيمات الكبد، ومن هذه الحالات والأمراض نذكر ما يأتي:[5][17]

  • أمراض الغدة الدرقية.

  • مرض حساسية القمح (بالإنجليزية: Celiac disease).

  • تكسر خلايا الدم الحمراء بشكل غير طبيعيّ.

  • بعض مشاكل العضلات مثل التهاب العضلات (بالإنجليزية: polymyositis)، وتتمثل هذه الحالة بحدوث ضعف في العضلات.

  • عدوى الفيروس المضخم للخلايا (بالإنجليزية: Cytomegalovirus (CMV) infection).

  • داء ويلسون (بالإنجليزية: Wilson's disease)، وهو مرض يتمثل بتراكم النحاس في الجسم.

  • إنتان الدم (بالإنجليزية: Sepsis)، وهو حالة يُصاب فيها الدم بعدوى، الأمر الذي يُسبب استهلاك أحد أنواع خلايا الدم البيضاء بسرعة تفوق إنتاجها.

  • فيروس إبشتاين-بار(بلإنجليزية: Epstein–Barr virus).

  • سرطان الكبد (بالإنجليزية: Liver Cancer).

عوامل خطر ارتفاع إنزيمات الكبد

توجد مجموعة من العوامل التي تجعل الشخص أكثر عُرضة للإصابة بأمراض ومشاكل في الكبد، وبالتالي فإنّها تزيد فرصة حدوث ارتفاع في إنزيمات الكبد، ومن هذه العوامل نذكر ما يأتي:[2][19]

  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض الكبد.

  • التعرض لأحد فيروسات التهاب الكبد.

  • زيادة الوزن عن الحد الطبيعيّ.

  • الإصابة بمرض السكري.

  • تعاطي المخدرات والمواد غير المشروعة قانونيًا.

المراجع