المسجد الحرام
يقع المسجد الحرام في مكة المكرمة، وهي إحدى مدن جزيرة العرب، ويرجع تاريخ عمارتها إلى عهد إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، كما وُلد فيها رسول الإسلام محمدٌ صلّى الله عليه وسلّم، فكانت مهبط الوحي، والمسجد الحرام يعدّ أول مسجدٍ وُضع للناس في الأرض، بدلالة قول الله -تعالى- في القرآن الكريم: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ)،
الحجر الأسود وفضل تقبيله
إنّ للكعبة المشرفة في وضعها الذي هي عليه أربعة أركانٍ، وهي: الركن الغربي، والركن الشمالي، والركن اليماني، وركن الحجر الأسود الذي يعدّ في الحقيقة حجرٌ نزل من الجنة، ودليل ذلك قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (نزلَ الحجرُ الأسوَدُ من الجنةِ، وهُوَ أشَدُّ بياضاً من اللبَنِ، فسَوَّدَتْهُ خَطايا بنِي آدَمَ)،
الحكمة من مشروعية تقبيل الحجر الأسود
يقبّل المسلمون الحجر الأسود بدافع الحبّ، لا بدافع التعظيم، فالعبد إن أحبّ أولاده، أو زوجته قبّلهم، ولو كان التقبيل دالاً على التعظيم؛ للزم أن يكون جميع الرجال يعبدون زوجاتهم، وذلك أمرٌ غير معقولٍ، وبالتالي فإنّ تقبيل المسلمين للحجر الأسود لا يدلّ على عبادتهم له، وتعظيمهم إيّاه، بل هو امتثالٌ واتّباعٌ محضٌ لسنة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأفعاله، وهو تعظيمٌ لشعائر الله، وإظهارٌ للعبودية الخالصة له، والتسليم لأوامره، فالمسلمون مأمورن بالقيام بأوامر الله تعالى، وأوامر رسوله الكريم محمد صلّى الله عليه وسلّم، وليس لهم في ذلك أن يتخيّروا ما يشاؤون، حيث إنّ الله نهى عن عبادة الأحجار، والأشجار، والأوثان، وحرّم ذلك، وهو أيضاً من أمر بالطواف حول الكعبة، وشرع تقبيل الحجر الأسود، ولذلك كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول عند تقبيله للحجر الأسود: (إني أعلَمُ أنك حجَرٌ، لا تضُرُّ ولا تنفَعُ، ولولا أني رأيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُقَبِّلُك ما قبَّلتُك).
المراجع
- 1 - سورة آل عمران، آية: 96. .
- 2 - نبذة عن تاريخ المسجد الحرام في مكة , www.islamqa.info , 2000-6-24، 2018-10-23. بتصرّف. .
- 3 - رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 878، صحيح. .
- 4 - رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6756، صحيح. .
- 5 - رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 961، صحيح. .
- 6 - رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 2432، صحيح. .
- 7 - فضل استلام الحجر الأسود والركن اليماني , www.fatwa.islamweb.net , 2001-3-25، 2018-10-23. بتصرّف. .
- 8 - حكم تقبيل الحجر الأسود , www.al-eman.com , 2018-10-23. بتصرّف. .
- 9 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 1597، صحيح. .
- 10 - د. خالد سعد النجار، " الحجر الأسود تاريخ وأحكام " , www.saaid.net , د. خالد سعد النجار، .
- 11 - الحكمة من تقبيل الحجر الأسود , www.ar.islamway.net , 2008-7-21، 2018-10-23. بتصرّف. .
- 12 - رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 7882، صحيح. .