ماهي تقنية الترجمة الآلية العصبونية وكيف تشكل مستقبل الترجمة الآلية ؟

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/24
ماهي تقنية الترجمة الآلية العصبونية وكيف تشكل مستقبل الترجمة الآلية ؟

رغم أن خدمة الترجمة المطورة من قبل شركة جوجل تعمل منذ سنوات طويلة وتغطي أكثر من سبعين لغة إلا أن الكثير من الإنتقادات مازالت توجه إليها نظراً لعدم دقتها في كثير من الأحيان مما يفقد النص في أغلب الأوقات محتواه ويشوه مضمونه.


لذلك ومن أجل الحصول على ترجمات أكثر دقة وطبيعية عملت شركة جوجل على الإعتماد على تقنية الترجمة الآلية العصبونية Neural machine translation وذلك للحصول على ترجمة للنص أو الكلمة بشكل سريع وأكثر دقة من لغة إلى أخرى دون الحاجة إلى اتصال بشبكة الإنترنت، يضاف إلى ذلك أن تقنية الترجمة الآلية العصبونية تعتمد في الترجمة على أسلوب أكثر دقة حيث يتم النظر إلى النص بكامله بدلاً من الكلمات المفردة.


ماهي الترجمة الآلية العصبونية ؟


ماهي تقنية الترجمة الآلية العصبونية وكيف تشكل مستقبل الترجمة الآلية ؟


قبل التعرف على تقنية الترجمة الآلية العصبونية دعونا نعرف ماهي الشبكات العصبية، حسب تعريف جوجل للشبكات العصبية فهي عبارة عن تقنيات مصممة لمحاكاة الطريقة التي يؤدي بها الدماغ البشري مهمات معينة، وتتكون من وحدات معالجة مكونة من عناصر حسابية تسمى عصبونات Neurons مهمتها تخزين المعلومات والبيانات حتى تصبح متاحة للجميع.


ورغم أن الشبكات العصبية لم تستخدم بكثرة سوى منذ وقت قصير إلا أن تطويرها أمتد لسنوات وبالتحديد منذ ستينيات القرن الماضي حيث حاول الكثير من علماء الحاسوب بناء أنظمة للترجمة الآلية مبينة على أساس القواعد النحوية وهياكل اللغات الفردية ورغم أن النتائج لم تكن كبيرة إلا أن التطوير لم يتوقف منذ ذلك الوقت.


تعتمد الترجمة الآلية العصبونية على الشبكات العصبية في طريقة عملها حيث تستخدم الشبكات العصبية من أجل بناء نموذج إحصائي للترجمة الآلية، وتكمن الفائدة في ذلك في أنه يمكن تدريب نظام واحد على النص الأصلي فعلى عكس نظام الترجمة التقليدي القائم على الكلمات، والذي يتكون من العديد من الوحدات الفرعية الصغيرة التي يتم ضبطها بشكل منفصل، تعمل الترجمة الآلية العصبونية على بناء وتدريب شبكة عصبية واحدة كبيرة تقوم بقراءة النص بكامله وإخراج ترجمة أكثر دقة وأقرب لروح اللغة الأم.


كما يمكن للترجمة الآلية العصبونية التعامل مع المفردات والجمل الأكثر غموضاً أو التي ليس لها مقابل في اللغات الأخرى ويمكن أن تولد ترجمة بسرعة أكبر حيث يمكن إعتبارها أنظمة طرف إلى طرف حيث لا يلزم سوى نموذج واحد للترجمة  مما يزيد من قدرتها على التعلم بالتمثيل من النص المدخل إلى نص الناتج المرتبطة به.


مميزات الترجمة الآلية العصبونية


ماهي تقنية الترجمة الآلية العصبونية وكيف تشكل مستقبل الترجمة الآلية ؟


في ظل التطوير الكبير الذي تحظى به فضلاً عن التنافسية المحتدمة بين الشركات لإعتمادها في منتجاتها يمكن القول أن هذه التقنية تمثل مستقبل الترجمة الآلية نظراً للكثير من الميزات التى حظيت بها في السنوات الأخيرة ومنها :


  • ترجمة النصوص وليس الكلمات أي فهم النص بشكل كامل ثم ترجمته للغة أقرب للغة البشر.

  • حل مشكلة الكلمات الغامضة أو التي ليس لها مقابل في اللغات الأخرى.

  • تعدد اللغات التي أصبحت تدعمها والتي بلغت في خدمة جوجل للترجمة إلى 59 لغة حتى الآن.

  • تعمل تقنية الترجمة الآلية العصبونية في وضع عدم الاتصال أي دون الحاجة للإنترنت.

  • سرعة التعلم ودمج المعرفة المسبق.

  • حل مشاكل أخطاء الصرف والتراكيب المعقدة.

  • إعادة ترتيب المسافات البعيدة بين الكلمات.

هل تحل الترجمة الآلية العصبونية محل الترجمة الإحصائية ؟


قبل ظهور تقنية الترجمة الآلية العصبونية إستندت خوارزميات الترجمة على الأساليب الإحصائية لمحاولة تخمين أفضل ترجمة ممكنة لكلمة معينة وسميت هذه التقنية بالترجمة الآلية الإحصائية، ورغم نجاحها بعض الشئ في تطوير الترجمة الآلية إلا أن أحد أوجه قصور الترجمة الآلية الإحصائية أنها تترجم فقط الكلمات في سياق بضع كلمات قبل وبعد الكلمة المترجمة، ويمكن القول أن الترجمة المعتمدة عليها ممكنة للجمل الصغيرة والكلمات المفردة، ولكنها لا تعمل بشكل جيد مع النصوص الكبيرة حيث تتفاوت جودة الترجمة من نص لآخر أو من لغة لأخرى، فضلاً عن قصورها في التعامل مع الصرف والنحو وترتيب الكلمات والتعامل مع المسافات البعيدة.


لذلك فإن إستبدال هذه التقنية بتقنية الترجمة الآلية العصبونية أصبح ضرورة بشكل متزايد خاصة مع التطور التقني الكبير الذي شهده العالم في السنوات الأخيرة، فشركات مثل فيسبوك أعلنت إعتمادها على الترجمة الآلية العصبونية شكل كلى، كما أطلقت شركة أمازون نموذجها للترجمة الآلية العصبونية بدايات هذا العام، فضلاً عن شركات أخرى مثل ميكروسوفت وآي بي إم وإنفيديا وسيستران وبايدو وعلى بابا وغيرها.


إذن فلجميع الأسباب السابق ذكرها نرى أن الترجمة الآلية العصبية ستحقق تقدماً كبيراً في السنوات القادمة وستحل محل الترجمة الآلية الاحصائية وغيرها من تقنيات الترجمة الآلية وستصبح في وقت قريب النظام الرئيسي للترجمة الآلية.