حكمة وقت زكاة الفطر
أمرَ الشارع بزكاة الفطر، وجعل الحكمة منها طُهرةً وكفّارةً للمُزكّي على ما حصل من النقص في صومه، أو ما شابَه من الكراهة، أو الإثم فيه، أمّا الحكمة منها بالنسبة للآخذ إغناؤه وأهله عن الناس في أيّام العيد؛ فقد أقَّتَ الشارع زكاة الفطر بوقتٍ وأوجبها فيه، وهذا الوقت فيه سعة على الدافع بحيث يتمكّن من أدائها، وعلى الآخذ بحيث يتمكّن من الاستفادة من المال.
وقت وجوب إخراج زكاة الفطر
تُعرف زكاة الفطر بأنّها الصدقة التي يُخرجها المُسلم عندما يفطر من رمضان، وسميت بزكاة الفطر لارتباط سببها بالإفطار،
- الشافعية والحنابلة: تجب عندهم بغروب الشمس من آخر يوم من أيّام رمضان؛ وهي ليلة العيد،
[3] [4] واستدلّوا بحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الذي يرويه ابن عباس -رضي الله عنه-؛ إذ قال: (فرض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زكاةَ الفِطرِ طُهرةً للصَّائمِ من اللَّغوِ والرَّفَثِ وطُعمةً للمساكينِ)؛[5] فالنبيّ أوجب زكاة الفطر عند الفِطر من الصيام، وهذا الفِطر يتحصّل بغروب الشمس في آخر يوم من رمضان.[6] - المالكية والحنفية: تجب عندهم عند طلوع فجر يوم العيد؛ باعتبار أنّ الفِطر يبدأ في هذا اليوم،
[7] [8] واستدلّوا بحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الذي رواه ابن عمر -رضي الله عنه-: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يُخرجُ صدقةَ الفطرِ قبل أنْ يخرُجَ ... وكان يأمرُنا أنْ نُخرجَها قبلَ الصَّلاةِ ، وكان يُقسِّمها قبلَ أن ينصرفَ ، ويقولُ : أغنوهُمْ عن الطَّوافِ في هذا اليومِ)؛[9] فقد بيّن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّ إغناء الفقراء يكون في يوم العيد، وهو يتحقّق بطلوع الفجر.[6]
وتجدر الإشارة إلى أنّ الفائدة المَرجُوّة من هذا الخلاف تكمن في مسألتَي وجوب صدقة الفطر على المولود الذي يُولَد بعد غروب شمس آخر يوم من شهر رمضان وقبل طلوع فجر يوم العيد، ومن مات بعد غروب الشمس وقبل الفجر؛ وقد ذهب الشافعية والحنابلة إلى أنّ المولود قبل غروب الشمس تجب عليه صدقة الفطر، وأما إذا ولد بعد الغروب فلا تجب عليه، ومن مات قبل الغروب فلا تجب عليه، وأمّا من مات بعده فتجب عليه، وذهب المالكية والحنفية إلى أنّ المولود بعد فجر يوم العيد، وقبل طلوع الشمس تجب عليه صدقة الفطر، وأما إذا ولد بعد طلوع الشمس فلا تجب عليه صدقة فطر، ومن مات قبل طلوع الفجر لا تجب عليه، ومن مات بعده فإنها تجب عليه.
وقت جواز إخراج زكاة الفطر
اختلف الفقهاء في الوقت الذي يجوز فيه للمسلم إخراج زكاة الفطر، على قولين كما يأتي:
- القول الأوّل: ذهب المالكية إلى جواز إخراجها قبل بيوم أو يومين، ولا يجوزإخراجها قبل ذلك،
[7] ووافقهم في ذلك الحنابلة، لفعل ابن عمر -رضي الله عنهما-، فقد كان يخرجها قبل العيد بيوم أو يومين،[13] كما ووافقهم في ذلك الشافعية، وذهبوا إلى جواز إخراجها في نهار يوم العيد، والأفضل أن تكون قبل صلاة العيد في بداية اليوم.[11] - القول الثاني: يرى الحنفية جواز إخراجها من أول أيام شهر رمضان، واستدلوا بأنّ السبب منها الصوم والفطر، فإذا وجد أحد السببين يجوز للمسلم إخراجها.
[14]
وقت كراهة إخراج زكاة الفطر
بين الفقهاء أن هناك أوقاتاً يُكره فيها تأخير صدقة الفطر؛ فقد رأى الشافعية كراهة تأخيرها عن صلاة العيد،
وقت حرمة إخراج زكاة الفطر
اختلف الفقهاء في الوقت الذي يحرم تأخير صدقة الفطر عنه، على قولين، كما يأتي:
- القول الأوّل: حرمة تأخير صدقة الفطر عن يوم العيد، ولكنها لا تسقط بعد يوم العيد، وتبقى في ذمة الشخص، وهذا بالنسبة للغني، وأما إن كان فقيراً يوم العيد ولا يستطيع إخراجها فلا شيء عليه، وهذا ما رآه المالكية،
[7] ووافقهم في ذلك الشافعية والحنابلة؛ لأن القصد منها إغناء الفقير في يوم العيد، لما فيه من إظهار الفرح والسرور.[11] [13]
للمزيد من التفاصيل عن زكاة الفطر الاطّلاع على المقالات الآتية:
- ((بحث عن زكاة الفطر)).
- ((ما حكم زكاة الفطر)).
- ((كيف يتم إخراج زكاة الفطر)).
- ((شروط زكاة الفطر)).
- ((لمن تعطى زكاة الفطر)).
المراجع
- 1 - زكاة الفطر.. فوائدها.. والحكمة منها , www.islamweb.net , 2-10-2005 ، 6-4-2020. بتصرّف. .
- 2 - زكاة الفطر , www.alimam.ws , 28-1-2020. بتصرّف. .
- 3 - سَعيد بن محمد الحضرمي الشافعي ( 2004 م)، <i> " شَرح المُقَدّمَة الحضرمية " , (الطبعة الأولى)، جدة: دار المنهاج للنشر والتوزيع، صفحة , سَعيد بن محمد الحضرمي الشا .
- 4 - سعاد زرزور ، <i> " فقه العبادات على المذهب الحنبلي " , ، صفحة 357 , سعاد زرزور ، .
- 5 - رواه موفق الدين ابن قدامة، في المغني، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 4/284 ، إسناده حسن. .
- 6 - محمد عبد الفتاح البنهاوي، <i> " زكاة الفطر وآثارها الاجتماعية " , ، صفحة 43 , محمد عبد الفتاح البنهاوي، .
- 7 - كوكب عبيد (1986 )، <i> " فقه العبادات على المذهب المالكي " , (الطبعة الأولى)، دمشق - سوريا: مطبعة الإنشاء، صفحة 298 , كوكب عبيد (1986 )، .
- 8 - الاختيار لتعليل المختار , ، القاهرة: مطبعة الحلبي، صفحة 124، جزء 1 , عبدالله بن محمود بن مودود ا .
- 9 - رواه ابن حجر العسقلاني، في الدراية، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1/274، أصله في الصحيحين عن ابن عمر. .
- 10 - محمد عبد الفتاح البنهاوي، <i> " زكاة الفطر وآثارها الاجتماعية " , ، صفحة 44 , محمد عبد الفتاح البنهاوي، .
- 11 - سَعيد بن محمد الحضرمي الشافعي (2004)، <i> " شَرح المُقَدّمَة الحضرمية " , (الطبعة الأولى)، جدة: دار المنهاج للنشر والتوزيع، صفحة , سَعيد بن محمد الحضرمي الشا .
- 12 - أسامة علي محمد سليمان، <i> " التعليق على العدة شرح العمدة " , ، صفحة 3، جزء 31 , أسامة علي محمد سليمان، .
- 13 - الحاجّة سعاد زرزور، <i> " فقه العبادات على المذهب الحنبلي " , ، صفحة 375 , الحاجّة سعاد زرزور، .
- 14 - أخرج زكاة الفطر قبل العيد بأسبوع , islamqa.info , 2-2-2020. بتصرّف. .
- 16 - وَهْبَة بن مصطفى الزُّحَيْلِيّ، <i> " الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ " , (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار الفكر، صفحة 2041، جزء 3 , وَهْبَة بن مصطفى الزُّحَيْ .
- 17 - محمد عبد الفتاح البنهاوي، <i> " زكاة الفطر وآثارها الإجتماعية " , ، صفحة 45 , محمد عبد الفتاح البنهاوي، .