كثيرًا ما نلجأ إلى بعض العقاقير التي لا تحتاج إلى وصفةٍ طبيةٍ لتخفيض الحرارة أو تسكين الألم، وأكثر هذه العقاقير شيوعًا هو الباراسيتامول أو الأسيتامينوفين، وسنتعرف عليه أكثر في مقالنا هذا.
ما هو الباراسيتامول
ينتمي الباراسيتامول إلى فئة العقاقير المسكنة للألم (Analgesics) وخافضات الحرارة (Antipyretics)، ومازالت الآلية الفعلية لتأثيره على الجسم غير معروفةٍ، ويُعتقد أنها تخفف إنتاج مواد كيميائية في الدماغ تسبب التورم والانتفاخ تدعى البروستاغلاندينات (prostaglandins)، وهو يقوم بتسكين الألم عبر رفعه لعتبة الألم، وبالتالي زيادة قدرة الفرد على احتماله فلا يشعر به إلا عند وصوله إلى مراحلَ متقدمةٍ، كما يخفف الحرارة بفضل تأثيره على مركز تنظيم الحرارة في الدماغ.[1]
تاريخ اكتشاف الباراسيتامول
استخدم الناس في العصور الوسطى والقديمة لتسكين الألم مركباتٍ موجودة في لحاء الصفصاف الأبيض، وهي مجموعةٌ كيميائيةٌ تعرف باسم السالسينات وقد ساعدت في تطوير عقار الأسبرين ، إضافةً إلى استخدامهم لمركباتٍ موجودة في أشجار الكينا، والتي استُخدم لحاؤها لصنع ترياق لعلاجالملاريا، وقد حمل هذا الترياق مفعولًا خافضًا للحرارة.كما شهد القرن التاسع عشر منذ منتصفه وحتى نهايته محاولة عزل وتنقية الساليسين وحمض السالسيليك، وقد نجح الكيميائي فيليكس هوفمان (Felix Hoffmann) بذلك، إلا أن كيميائيًّا فرنسيًّا يدعى تشارلز فريدريك غيرهارد (Charles Frederic Gerhardt)، قام بهذا قبل 40 عامًا لكنه أهمل هذا العمل لأنه وصفه بغير العملي.في ثمانينيات القرن التاسع عشر أصبحت أشجار الكينا نادرةً جدًا وبدأ الناس بالبحث عن بدائل، وتم تطوير عاملين بديلين لخفض الحرارة هما الأسيتانيليد عام 1886 والفيناسيتين عام 1887، إلا أن أول من ركب الباراسيتامول كان هارمون نورثروب مورس (Harmon Northrop Morse) عام 1878، ولم يُستخدم في العلاج الطبي إلا بعد مضي 15 عامًا تاليًّا لتركيبه.واكتُشف في عام 1893 وجود الباراسيتامول في بول المرضى الذين أخذوا الفيناسيتين، وفي عام 1899 عُرف الباراسيتامول بكونه مستقلبًا للأسيتانيليد، إلا أنه تم إهمال هذا الاكتشاف لفترةٍ طويلةٍ إلى أن جاء عام 1948 حيث تم تفضيل استخدام الباراسيتامول بعد ربط الأسيتانيلد بميتهيموغلوبينية الدم ( methemoglobinemia )، وتحديد أن المستقلب النشط للأسيتانيليد – أي الباراسيتامول – هو سبب التأثير المسكن للألم، وتمَّ بيع المنتج لأول مرة عام 1955 كخافضٍ للحرارة ومسكن ألمٍ للأطفال، وتمت إضافته في عام 1963 إلى دستور الأدوية البريطاني، وقد زادت شهرة هذا الدواء بسبب قلة آثاره الجانبية وتفاعله القليل مع عوامل دوائية أخرى.[2]
استخدامات البارسيتامول
قواعد أساسية يجب معرفتها عند أخذ الباراسيتامول
قبل البدء بهذا الدواء يجب التأكد من عدم وجود حساسيةٍ تجاه الأسيتامينوفين (الباراسيتامول)، كما يجب سؤال الطبيب أو الصيدلاني إن كان استخدامه آمنًا لمن يعاني مرضًا في الكبد أو كان مدمنًا على الكحول.وتوجد ثلاثة أمورٍ رئيسية يجب مراعاتها عند اللجوء إلى الباراسيتامول وهي:
الآثار الناتجة عن زيادة الجرعة
يجب اللجوء إلى المساعدة الطبية عند أخذ جرعات زائدة، وأولى علامات فرط الجرعة هي فقدان الشهية والغثيان والإقياء وألم المعدة والتعرق والارتباك أو الإحساس بالضعف، أما الأعراض المتأخرة فتشمل ألمًا في أعلى المعدة ولون بول غامق، واصفرار الجلد أو بياض العينين.[5]
المراجع
- 1 - Acetaminophen Uses, Side Effects, and Dosage , 27-3-2020 .
- 2 - The Acetaminophen Molecule-Tylenol , 27-3-2020 .
- 3 - Paracetamol Tablet , 27-3-2020 .
- 4 - Paracetamol dosage: How do you take paracetamol? , 27-3-2020 .
- 5 - Paracetamol , 27-3-2020 .