الاكتئاب مصطلح شهير يستخدمه العديد من الناس في الكثير من أنحاء قارات العالم للتعبير عن حزنهم لكنه في الواقع ليس مجرد مصطلح فهو واحد من الأمراض النفسية الخطيرة التي لا يجب التهاون مع مرضاه، وأحد أشكاله التي تصيب الكثير من المراهقين والشباب هو الاكتئاب الدراسي .يعد طلاب المرحلة الثانوية والجامعية هم الأكثر عرضة له عن غيرهم من الطلاب، وبالرغم من كونه أمراً شائعاً بين الطلاب إلا أنه في بعض الأحيان حتى الطلاب أنفسهم قد يعانون منه ومع ذلك لا يعرفون بذلك، لذا من خلال هذا المقال نسلط الضوء على الاكتئاب الدراسي مفهومه وكيفية التعامل معه بالإضافة للعلامات التي تدل عليه فتابعونا.
ما هو الاكتئاب الدراسي
الدراسة في المرحلة الثانوية أو الجامعية تشكل تحدياً في كثير من الأحيان لدى العديد من الطلاب، كونها من المراحل المصيرية التي يتحدد بناءً عليها ما سيكون عليه الطالب في المستقبل، لذا يعاني العديد من الطلاب خلالها بما يسمى باكتئاب الدراسة.في الواقع لا يوجد تشخيص أو مفهوم محدد للاكتئاب الدراسي سوى أنه حالة يمر بها الطالب خلال مرحلة الدراسة، فالاكتئاب هو حالة من الاضطراب المزاجي تتسبب في شعور متصل بالحزن وبالشعور بحالة من فقد الشغف والاهتمام بك شيء لأسبوعين أو أكثر، وهو مغاير تماماً لنوبات الحزن المؤقت الطبيعية التي تصيب الجميع والتعامل معه مختلف تماماً فلا يمكن ببساطة التخلص منه.[1]
أسباب الاكتئاب الدراسي
يعاني الطلاب بشكل عام خلال المرحلة الدراسية من مواجهة العديد من الضغوط والتحديات التي تسبب لهم حالة من الشعور بالقلق والضغط النفسي، لذا تتعدد وتختلف الأسباب التي يمكنها أن تكون السبب وراء معاناتهم من الاكتئاب الدراسي، وفيما يلي نوضح لكم بعضاً من هذه الأسباب:
علامات الاكتئاب الدراسي
الحزن والقلق شعور طبيعي يمر به كثير من الطلاب خلال مرحلة الدراسة وعادةً تختفي هذه المشاعر خلال بضعة أيام على الأكثر، أما الاكتئاب يؤثر على كيفية شعور الطالب بالأشياء والأشخاص من حوله كما يؤثر على سلوكه وكيفية تفكيره مما يتشبب بمشكلات صحية ونفسية عديدة لذا من الأفضل الحصول على الرعاية الطبية اللازمة مبكراً، ومن العلامات التي يمكن الاسترشاد بها لمعرفة إن كان الطالب يعاني من اكتئاب الدراسة هي:
التعامل مع الاكتئاب الدراسي
- عدم تجاهل المشكلة
الخطأ الذي يقع فيه الكثير من الطلاب هو تجاهل الأمر والتظاهر بالقوة والشعور بالسعادة وبأن كل شيء على ما يرام، لكن هذه ليست الطريقة الصحيحة للتعامل مع الاكتئاب خلال مرحلة الدراسة.
فعدم وجود شيء يوحي بأنه لا يوجد ما نتعامل معه في الحقيقة، لذا بدلاً من تجاهله انتبهوا إليه حتى تتمكنوا من التعامل معه قبل أن يؤثر على مستواكم الدراسي وحياتكم بشكل عام، فالتظاهر بالقوة الوهمية سيزيد الأمور تعقيداً وسوءاً ليس أكثر.
- طلب المساعدة
اطلب المساعدة في أي وقت مهما بلغت حالتك فالوقت لا يكون متأخراً أبداً للحصول على بعض المساعدة سواء من الأصدقاء أو المتخصصين، فكثير من الأشخاص يؤخرون خطوة طلب المساعدة كونهم لا يشعرون بالراحة تجاه هذه الفكرة بالرغم من كونها الفكرة الوحيدة التي يجب أن تدعوكم للشعور بالراحة في مثل هذه الأوقات.
لذا ابحث عن مختص للتحدث معه بشأن حالتك النفسية وما تشعر به أو تحدث مع بعض الأصدقاء بالرغم من كون هذا الأمر ليس كافياً فلا بد من وجود متخصص في الصحة النفسية يرشدك للخطوات الصحيحة لمعالجة حالة الاكتئاب إلا أنه يساهم كثيراً في التعافي.
إن كنت تشعر بعدم الارتياح لمواجهة شخص ما وجهاً لوجه للتحدث عما تشعر به، فيمكنك الاستعانة بالإنترنت فاليوم توجد الكثير من الخدمات التي تقدم بشكل مجاني عبر شبكة الإنترنت ومنها تلقي الرعاية الصحية والنفسية على أيدي متخصصين، لذا لا تتردد بالاستعانة بها.
- تنظيم الوقت
تنظيم الوقت والتخطيط للدراسة ووضع جداول منظمة تسير وفقاً لها في المرحلة الدراسية من الخطوات الهامة التي تساعد في تخفيف الضغط عليك كثيراً، فالعشوائية وعدم التخطيط تسبب شعوراً بالقلق والتوتر وهذا الأمر طبيعي فإن لم تكن تعلم ما يجب عليك فعله وكيف يمكنك الانتهاء منه بطريقة صحيحة ستصاب بالتوتر، لذا تنظيم الوقت أمر مهم للغاية.
يمكنك البدء بصنع جدول يتضمن مواعيد دروسك اليومية، وجدول آخر يتضمن مواعيد تسليم المشروعات المطلوب منك، وآخر يتضمن مواعيد الامتحانات، وبذلك ستتمكن من تحديد أولوياتك بسهولة وستنجز المهام المطلوبة منك بنجاح وتسلمها في الوقت المحدد.
والنقطة الأهم في مسألة تنظيم الوقت أن يكون ما تحدده من مهام يومية منطقي وقابل للتنفيذ وملائم لطبيعتك حياتك، حتى لا تتراكم عليك المهام وتسب لك ضغط جديد.[3]