الحديث الصحيح
بذل علماء المسلمين جهوداً عظيمة في خدمة السنة النبوية الشريفة، فألفوا في ذلك الكتب التي تهتم بالحديث الشريف، جمعاً وذكراً له، ودراسة لما يتضمن من أحكام فقهيّة ومعانٍ تربوية، وكذلك وضعوا القواعد التي تهتم بالحديث الشريف، لمعرفة ما يقبل من الحديث وما لا يقبل منه، وذلك ضمن أسس وقواعد معيّنة، وفيما يأتي تعريف للحديث النبوي الشريف، وذكر لشروطه، وبيان للفائدة المرجوّة من معرفة أنواع الحديث، وكذلك ذكر لأهميّة السنّة النبويّة في التشريع.
تعريف الحديث الصحيح
الحديث الصحيح: يعرف الحديث الصحيح بأنّه ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله من ابتداء السند إلى منتهاه من غير شذوذ أو علة.
أجزاء التعريف:
- سند الحديث: يقصد به سلسة الرواة الذين قاموا بنقل الحديث، عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
- العدل: المتصف بالثقة والأمانة والصدق.
- الضابط: المتصف بالحفظ الجيد.
شروط الحديث الصحيح
- اتصال السند، وأقوى الصيغ التي تفيد اتصال السند ما فيها تصريح بالسماع المباشر، كأن يقول أخبرني أو حدثني.
- عدالة الرواة، بأن يكون راوي الحديث مسلماً بالغاً عاقلاً غير متهم بكذب أو سفه، وغير مخروم في مروءته.
- أن لا يكون معلولاً، والعلة قادح خفي في صحة الحديث.
- الضبط، بأن يكون راوي الحديث متصفاً بالحفظ الجيّد والإتقان.
- عدم الشذوذ، بأن لا يخالف الثقة من هو أوثق منه.
الفائدة من معرفة نوع الحديث الشريف
إنّ الأحاديث المرويّة عن الرسول صلى الله عليه وسلّم ليست بنفس الدرجة من القوّة، فهناك الحديث الصحيح، وهناك الحديث الضعيف، وهناك الحسن، وبين هذه الأقسام هناك أقسام أخرى للحديث أيضاً، ولعلّ في معرفة نوع الحديث وما يتوصل إليه، فيه خدمة عظيمة للسنّة النبويّة، وخدمة لشريعتنا الإسلاميّة تبعاً لذلك، لأنّ أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلّم تتعلّق في معظمها بأحكام شرعيّة، ومعرفة الحديث صحة أو ضعفاً، يجنبنا الوقوع في الزلل في أحكام ديننا الحنيف.
أهمية السنة النبوية الشريفة
السنّة النبويّة الشريفة: هي ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلّم من قول أو فعل أو تقرير، فإننا نعلم أنّ الحديث الشريف
هو من أقسام السنّة النبويّة، والتي تشمل: أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم، وأقواله المتعلقة بالتبليغ، وإقراراته لأفعال وأقوال صدرت عن بعض الصحابة، وعليه فللسنة النبوية بشكل عام، أهميّة عظيمة فهي تفصل ما جاء في القرآن بشكل مجمل، كتفصيلها لكيفيّة الصلاة، فلم يرد في القرآن الكريم آية تبين لنا كيفيّة الصلاة، حيث جاء الأمر بالصلاة بصيغة مجملة وذلك في قوله تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ) [البقرة: 43] بينما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صلُّوا كما رأيتُموني أصلِّي) [حديث صحيح]. كما تبيّن وتفسر السنّة ما أشكل من القرآن الكريم، وتوضح بعض الأحكام الشرعيّة.