منها ما جمع استثمارات بمئات الملايين… قصص شركات ناشئة واعدة انتهت بالفشل

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/24
منها ما جمع استثمارات بمئات الملايين… قصص شركات ناشئة واعدة انتهت بالفشل


   “لولا الفشل لما شعرنا بطعم النجاح” ترومان كابوتي.



هُناك حقيقة سائدة في عالم الأعمال الريادية، بأنّ بعضًا من أفضل قصص النجاح تبدأ بالفشل. وفقًا لتقرير Genome Startup، فإنّ ما يزيد عن 92% من الشركات الناشئة تفشل في الثلاث سنوات الأولى من تأسيسها.


في عام 1997، تأسست منصة SocialNet للتواصل الاجتماعي؛ بهدف ربط الأفراد بالشبكات المهنية، وتشبيك رفقاء السكن، وكذلك المواعدة. لكن فشلت المنصة للأسف، غير أنّ مؤسسها Reid Hoffman استخدم فشله هذا كأساس لنجاحه في تأسيس منصة LinkedIn فيما بعد.


ماذا لو فشلت فى تأسيس شركتك الناشئة الأولى؟ إليك خطواتك التالية…


وهُنا نلقي نظرةً فاحصةً على أحدث سبع قصص لشركات ناشئة واعدة انتهت بالفشل، مع بعض النقاط المتهورة الشائعة وكيف يمكننا تجنبها؛ لنرى ماذا يمكننا أن نتعلّم منهم ومن أخطائِهم، ربما يكون هناك شيء يمكن تعلّمه قبل الوثب نحو تأسيس شركتك الخاصة.


1- Shyp – جمعت تمويلًا قدره 62.1 مليون دولار


منها ما جمع استثمارات بمئات الملايين… قصص شركات ناشئة واعدة انتهت بالفشل


نبدأ مع أحدث حالات الفشل في هذه القائمة Shyp، والتي تأسست بهدف جعل شحن المواد على مستوى العالم أمرًا سهلًا، مثل: “نقرة على هاتف ذكي”، وبعد بضعة أشهر فقط من الإطلاق، تلقت Shyp تغطيةً إعلاميةً من New York Times واهتمامًا كبيرًا من المستثمرين. كان من الواضح أنّ المشاكل التي كانت تعالجها لها صدى لدى جمهور كبير.


أتاح لهم النمو السريع إجراء مقارنات مع أوبر، وكما أوضح الرئيس التنفيذي والمؤسس، Kevin Gibbon، في منشور له حول إغلاق Shyp، قائلًا:


“لقد حول أوبر طريقة تفكير المستهلكين حول وسائل النقل. يمكننا أن نفعل الشيء نفسه. قيل لي، واعتقدت ذلك. لقد أخبرتني الأرقام تلك القصة، وأنا ركزت فيها “.


ومع تباطؤ نمو المستهلك، لم تتمكن Shyp من مواكبة النمو والسير إلى الأمام، وبدلًا من إعادة ضبط الإستراتيجية عبر اكتساب عملاء استهلاكيين، أصبحت Shyp تغوص في الوحل بتثاقل.


في نهاية الأمر، وعلى الرغم من أنّ Kevin Gibbon أخذ بنصيحة إعادة توجيه وهيكلة الشركة، إلّا أنّ الوقت كان متأخرًا للغاية.


لقد أعاقت الأخطاء المبكرة قدرة الشركة على تحقيق مستقبل ناجح، وأدت عقلية “النمو بأي ثمن” في النهاية إلى زوال Shyp.


  • الدرس المستفاد: لا تركز بشكل كبير على مقاييس الغرور والتفاخر. عليك بالتصرف بسرعة، وإعادة الالتفاف والدوران في وقت مبكر إذا لزم الأمر.

2- Beepi – جمعت تمويلًا قدره 149 مليون دولار


منها ما جمع استثمارات بمئات الملايين… قصص شركات ناشئة واعدة انتهت بالفشل


عندما تأسست Beepi لأول مرة، أعطت دفعةً كبيرةً لسوق السيارات المستعملة، في عالم تنفجر فيه ساحات السوق حسب الطلب، بدا مستقبل Beepi مشرقًا جدًا للمستهلكين والمستثمرين، ففي عام 2015 حصلت شركة Beepi على تمويل ضخم بقيمة 60 مليون دولار، من خلال جولتها التمويلية الثانية Series B.


وتعتبر Beepi مثالًا كلاسيكيًا لشركة ناشئة مع “فكرة جيدة وإدارة تنفيذة سيئة”، مما أدى إلى هبوط قيمة Beepi بمعدل كبير، ومن ثم إلى زوال الشركة.


لقد كانت قيادة الشركة سيئة السمعة، حيث ذكر موقع TechCrunch المتخصص، أنّ المديرين التنفيذيين للشركة كانوا ينفقون ما يُقدر بـ 7 ملايين دولار شهريًا على الرواتب العالية جدًا، والإنفاق على إضافات تافهة مثل: “أريكة بقيمة 10.000 دولار” لمكتب خاص.


كما تقول التقارير أنّ القيادة كانت معروفةً أيضًا بقرارات الإدارة الجزئية Micromanage، ولم تمنح موظفيها فرصة التصرف بسرعة والتعلّم، فضلًا عن العدوانية الشديدة عند التفاوض، وبعد أن نجح مستثمر صيني لم يكشف عن اسمه في تقديم الدعم لهم، أجبرت Beepi على تسريح 180 موظفًا.


وفي النهاية، طارت Beepi مع الريح ومعها تمويل بقيمة 149 مليون دولار، وتم دمج الأجزاء المتبقية منها إلى Fair.com، في محاولة للسداد للدائنين.


  • الدرس المستفاد: كن حذرًا، وابتعد عن الغرور، واعلم أنّ المال ينفد.

3- Juicero – جمعت تمويلًا قدره 118.5 مليون دولار


منها ما جمع استثمارات بمئات الملايين… قصص شركات ناشئة واعدة انتهت بالفشل


تم تأسيس Juicero في عام 2013، وكانت معروفةً بالعصّارة الفاخرة، التي ترتبط بشبكة Wi-Fi، والتي يبلغ سعرها 699 دولار، وتعمل بتكنولوجيا عالية، فمؤسسها الأصلي Doug Evans، قارن نفسه بستيف جوبز في مهمته لتحقيق الكمال في عصر العصير.


العصّارة كانت تتطلب حِزم خاصة/أكياس من الفاكهة والخضروات المُقطّعة، والتي تستعمل لمرة واحدة، والمتوفرة بجميع الأطعمة المختلفة، وهذه الحزم تُباع حصريًا من قِبل الشركة، بسعر 5 إلى 8 دولار عن طريق الاشتراك الشهري في خدمتها.


وكانت العصّارة تحتوي على مكان معد لظروف العصير المخصصة للجهاز، وطريقة عمل العصّارة كالآتي: ماعليك سوى أن تضع الظرف بداخله، ثم تضغط زر التشغيل، وإليك العصير قد أصبح جاهزًا. نعم! فقد حولت الشركة فكرة بسيطة جدًا إلى مُنتج غاية في التعقيد.


على الرغم من أنّ الرئيس التنفيذي Jeff Dunn، الرئيس السابق لشركة كوكا كولا أمريكا الشمالية، جادل بأنّ Juicero كان “أكثر بكثير” من مجرد عصارة، لكن يبدو أنّ المستهلكين لم يوافقوا على هذا.


عندما أصدرت Bloomberg شريط فيديو يظهر أنّ ظروف العصير الخاصة بهذه العصّارة يمكن ضغطها باليد بنفس السرعة، إن لم يكن أسرع، تم ثني المستهلكين عن العصّارة التي تبدو عتيقةً وكبيرةً، كما أعرب المستثمرون عن أنّ الجهاز كان أكبر مما كان يعتقد في السابق.



Juicero is shutting down. Turns out, you can just squeeze fruits and vegetables for free.


— Roberto Baldwin (@strngwys) September 1, 2017


وفي ردهم على التقارير الصحفية السلبية، خفضت الشركة تكلفة العصّارة إلى 399 دولارًا. ولكن هذا لم يفلح، فقد أغلقت Juicero أبوابها بعد 16 شهرًا فقط من إطلاقها الأولي.


وقد أوضحت الشركة في منشورها الأخير، أنّها ستحتاج إلى “الاستحواذ على سلسلة وطنية لتوفير الأغذية الطازجة” لمواصلة مهمتها في إنشاء علامة تجارية فاخرة للعصير.


  • الدرس المستفاد: يختبر المستهلك أسعارك ومنتجاتك قبل الذهاب إلى السوق، واستجابتك لردود الأفعال، والتغذية المرتدة.

4- Peppertap – جمعت 51.2 مليون دولار


منها ما جمع استثمارات بمئات الملايين… قصص شركات ناشئة واعدة انتهت بالفشل


تأسست Peppertap في عام 2014، ومقرها Gurgaon، لتكون رسالتها “ثورة تسوق البقالة” كخدمة توصيل مواد البقالة والسلع الهندية مع الحد الأدنى من الرسوم. لتعمل كأول تطبيق للجوال، بدون مخزون، من خلال الشراكة مع متاجر البقالة المحلية، مما جعل التوسع الجغرافي سهلًا بشكل كبير.


ووفقًا لمقالة نشرت على مدونة Peppertap التي تفصّل نجاحاتها وإخفاقاتها، كانت هناك بعض المشكلات في نهجها الأول بالنسبة للجوّال، ومنها: لم يكن دمج تطبيق الجوّال والمتاجر الشريكة سلسًا، مما جلب عددًا كبيرًا جدًا من المتاجر عبر الإنترنت بسرعة كبيرة جدًا، ولبناء قاعدة عملاء كبيرة ومواليّة لها، بنيت الشركة نموذجها الربحي على أساس نموذج الخصومات.


فيما بررت Peppertap خسائرها مع الهدف النهائي من الولاء والاستحواذ على العملاء عبر توسيع نطاقها. ولسوء الحظ، كانت الشركة تفقد المال على أي حال، وكان من المقرر نفادها من التمويل بسرعة، وفي نهاية المطاف قررت شركة Peppertap أنّ إغلاق الأبواب عاجلًا في وقت أقرب.


  • الدرس المستفاد: تحديد أولويات النموذج الربحي لنشاطك التجاري عبر اكتساب العملاء، والتأكد من ولائهم واستدامتهم. تعرف أيضًا متى تغلق شركتك في الوقت المناسب.

5- Sprig – جمعت 56.7 مليون دولار


منها ما جمع استثمارات بمئات الملايين… قصص شركات ناشئة واعدة انتهت بالفشل


أغلقت شركة Sprig الناشئة للأغذية الصحية أبوابها في مايو من عام 2017، مما يثبت أنّ توصيل الطعام هو عمل شاق وعسير جدًا.


عند تقييم بقيمة 110 ملايين دولار، حافظت Sprig على نمو طلباتها، ولكن وفقًا لتقارير نشرت عن Bloomberg، فقد استنفذت Sprig مبلغ 850،000 دولار في الشهر، وفي نهاية المطاف كانت غير قادر على العثور على مشترِ.


شرح Howard Hartenbaum الشريك في August Capital، المنطق الكامن وراء إخفاق النموذج الربحي للأعمال غير المستدامة، مثل: شركة Sprig، قائلًا:


“لقد أصبح من الواضح أنّه لا يمكنك كسب المال من وراء عمليات التسليم الفردية، فتكلفة الوجبة الواحدة منخفضة للغاية لإخفاء الرسوم المرتبطة بها، وبالتالي من يريد دعم شركة بدون مسار للربحية؟”


وعلى الجانب الآخر، لا يزال يتعين على قطاع تسليم الأغذية أن يثبت أنّه مستدام مع منافسين، مثل: Munchery و Zesty و Postmates.


  • الدرس المستفاد: الربحية تأتي أولًا.

6- Yik Yak – جمعت تمويلًا قدره 73.5 مليون دولار


منها ما جمع استثمارات بمئات الملايين… قصص شركات ناشئة واعدة انتهت بالفشل


تأسست شركة Yik Yak في عام 2013، كتطبيق للدردشة السرية، وقد حقق انتشارًا كبيرًا في أوساط الشباب، وطلاب الجامعات، وقد بلغت قيمة الشركة 400 مليون دولار في ذروتها، ولكنه لم يتمكن من مواكبة المنافسة مع تطبيق Snapchat الذي وجد فيه الطلاب البديل المناسب لهم.


إلى جانب عدم قدره التطبيق التركيز على ميزة إرسال الرسائل الجماعية لم يتمكن Yik Yak من الحفاظ على جودته، وبحلول نهاية عام 2016، انخفض عدد مرات تنزيلات التطبيق بنسبة 76٪ عن عام 2015، ليغلق Yik Yak أبوابه في أبريل 2017.


  • الدرس المستفاد: تجنب الوقوع في فخ متابعة الشائع فقط؛ لأنّه شائع.

7- Doppler Labs – جمعت تمويلًا قدره 51.1 مليون دولار


منها ما جمع استثمارات بمئات الملايين… قصص شركات ناشئة واعدة انتهت بالفشل


بعد أربع سنوات لها في مجال الأعمال التجارية، أرادت شركة Doppler Labs المختصة في تطوير معدات الصوتيات وضع سماعات ومكبر صوت في أُذن الجميع مع منتجهم Here One.


ودفعت تحديات التصنيع إلى الإنتاج لفترة أطول من المتوقع، وهذا يعني أنّ Doppler Labs لم تكن قادرةً على التغلب على منافسة AirPods في السوق، أو الاستفادة من مبيعات موسم العطلات.


مما زاد الطين بلة، أنّ سماعات AirPods الجديدة قادرة على العمل لمدة خمس ساعات متواصلة، في حين أنّ بطارية Here One بالكاد تقاوم لساعتين من الاستماع إلى الموسيقى.


للحصول على منتج آخر أو تطوير الإنتاج، ستحتاج Doppler Labs إلى جمع 10 ملايين دولار. ومع وجود خطط لبيع أكثر من 100.000 جهاز سمعي، لم يباع سوى 25000 مما خيب الآمال. ويعني أنّهم لم يتمكنوا من جمع المزيد من الأموال للحفاظ على سير أعمالهم.


مما أجبرهم في النهاية على إعلان التوقف عن النشاط في بيان رسمي يوم 1 ديسمبر 2017، بعد أن بلغ عدد موظفيها 75 موظف، وعن هذا قال مؤسسها Noah Kraft – نوح كرافت:


“لقد بدأنا عملًا سخيفًا في مجال الأجهزة! لا يوجد شيء آخر للحديث عنه. لم يكن يجب علينا فعل ذلك”.


وبصرف النظر عن نمو المبيعات، لم تكن لدى Doppler Labs أية فرصة، إلّا أنّ السبب على ما يبدو يتعلق بضعف وجودها في سوق منتجات أجهزة التقنية الصوتية أمام AirPods.


لقد كانت شركة Doppler Labs الناشئة تخوض معركةً شاقةً جدًا؛ كونها شركةً صغيرةً للأجهزة في عالم الشركات الضخمة، مثل: Apple، و Microsoft، و Google، و Amazon، و Facebook، وجميعها شركات تعمل على تطوير منتجاتها الخاصة. مجال الأجهزة التقنية حقًا صعب.


  • الدرس المستفاد: لا تبدأ شركة أجهزة تقنية، وإذا قمت بذلك. يجب أن يكون منتجك أفضل من العمالقة.

إذًا… لا يكفي الحصول على الاستثمار المطلوب لكي تقوم بإنشاء شركة ناجحة… قصص فشل الشركات الناشئة ليست إلّا عينةً بسيطةً مما يحدث في عالم الأعمال يوميًا، فمن الجيد أن تستفيد من هكذا تجارب في حال كنت تفكر بإطلاق مشروعك الخاص.