من منا لا يريد أن يراه الآخرون ذكيًا؟ هل سبق أن أخبرك أحدهم أنّك أذكى بكثير مما تبدو عليه؟
أنت حتمًا تريد أن يبدو عليك الذكاء من البداية، لكن على سبيل المثال يمكن أن يُنظر لمشكلة في نطق أحد الحروف الهجائية على أنّها علامة لكون الفرد أقل ذكاءً، وخاصةً إن لم تحصل على أي فرصة لعرض فكرك الخاص، وإلى جانب أنّ هذا قد يكون مزعجًا على المستوى الاجتماعي، إلّا أنّه ربما يتسبب في انتكاسة على مستوى الحياة المهنية!
نعم، فلو كنت في مقابلة عمل وكان الانطباع الذي أخذه المحاور عنك هو أنّك ” لست ذكيًا جدًا “، فما هي فرص حصولك على هذه الوظيفة؟
بل السؤال الأهم …
ما هو بالضبط الذي يحدد إذا كان سيتم النظر إليك على أنّك ذكي للوهلة الأولى أم لا؟
إذا توجهت بهذا السؤال لأحد العامة في الشارع، فعلى الأرجح أنّه سيشير إلى المظهر ومهارات التواصل والمحادثة باعتبارها العوامل الرئيسية للذكاء.
ولكن ماذا عن العلم؟!
على ما يبدو أنّ العلم يُظهر خلاف ذلك، ويرى “أنّ ما يهم هو … صوتك!”
ففي دراسة نُشرت بمجلة العلوم النفسية، تم تصوير أشرطة فيديو لطلاب ماجستير إدارة أعمال جامعة شيكاغو حول لماذا يجب أن يتم تعيينهم، ثم قُدم لأصحاب العمل المحتملين ومسؤولي التوظيف ثلاثة اختيارات:
- عرض الفيديو
- الاستماع إلى الصوت
- قراءة نص
فكان ما توصلت إليه الدراسة كالتالي “صُنف هؤلاء المقيمون المرشح بأنّه أكثر كفاءة، ذو فكر، وذكي عندما سمعوا التسجيل الصوتي للكلام بدلًا من قراءته، ونتيجةً لذلك، تكوّن لديهم انطباع أكثر إيجابية عن المرشح للوظيفة وكانوا أكثر اهتمامًا ورغبةً في تعيينه. كما أنّ إضافة الصوت إلى الكلام المنمق المكتوب وتسجيله بصوت أحد الممثلين المدربين أو حتى قيام شخص بالغ غير مدرب بقراءته أعطى نفس النتائج، أمّا تشغيل الفيديو (إضافة الصورة إلى المقطع الصوتي المسجل) لم يغير من تقييمات المرشحين، وعلى هذا فمن أجل نقل الفطنة والذكاء، فحرفيًا من الهام جدًا سماع الصوت.”
اختصارًا، عندما يتعلق الأمر بالانطباع الأولي عن الذكاء، فإنّ مظهرك لا يهم وما يهم حقًا هو صوتك، ويرجع السبب وراء هذا إلى التطور البشري إذ أنّ أصواتنا هي الأدوات المجهزة بعناية للتواصل، لكن النص يفتقر إلى نبرة الصوت، وتلك هي التي توفر معلومات هامة هو ذكاء المتكلم.
الآن إليك 3 مفاتيح تجعلك تبدو ذكيًا وتترك انطباعًا جيدًا
بعد أن عرفت أهمية صوتك في ترك انطباع جيد، دعونا نلقي نظرة على أهم المفاتيح التي تساعدك في ذلك:
أولًا: تخفيض درجة الصوت
يربط الناس بين نبرة الصوت العالية والعصبية، كما أنّه يعطي انطباع بالطفولية وعدم النضج، وأنت حتمًا لا ترغب بهذا. لذا، خفّض نبرة صوتك عمدًا إلى الحد الذي يجعله مسموع بوضوح، وتأكد بأنّ ذلك كفيل بجعلك تبدو ناضجًا وواثقًا على السواء.
كما ينبغي عليك أيضًا تجنب أسلوب رفع وتغيير نبرة الصوت في نهاية الجملة؛ ذلك لأنّ من يقومون بهذا عادًة ما يُنظر إليهم على أنّهم أقل دراية بغض النظر عن المحتوى الفعلي، فتلك الانعطافات صعودًا هبوطًا في مستوى أو درجة الصوت تُحدث صخبًا، غير أنّ الإسراف في ذلك قد يجعلك تبدو غير مهذب أو عنيف محب للمواجهة!
ثانيًا: تجنب حشو الكلمات
تجنب كثرة استخدام كلمات الحشو مثل “كما تعرفون، آه، أممم، مثل، لذلك … إلخ” فهذا النوع من العبارات بالرغم من أنّ الجميع يستعملها، إلّا أنّ الإفراط في ذلك يجعلك تبدو كما لو كنت تفتقر للثقة والكفاءة.
لتجنب استخدامها بشكل مبالغ فيه. كن على وعي بها ولا تلجأ إليها إلّا إذا احتجتها بحق. كما تخبرنا خبيرة التواصل ليزا مارشال بأنّه من الأفضل أن تستبدل هذه الكلمات بالصمت؛ ذلك أنّ الوقفات بين الكلام حتى وإن كثرت، فهي لا تزيد إلّا من مصداقية المتكلم، وتقترح أن يقوم 3 من الأشخاص بإجراء محادثات فيما بينهم وتسجيلها، ومن ثم القيام بمعاودة الاستماع إليها لخمس دقائق يوميًا لمدة أسبوعين لاكتشاف الركائز اللغوية أو كلمات الحشو التي تستخدمها باستمرار وتتدرب على تجنبها.
ثالثًا: تحدث أسرع
لا أخبرك بأن تكون سريعًا للغاية بحيث لا يفهم أحدهم كلمة مما تقول، لكن في الواقع يُنظر إلى من يتحدثون بشكل أسرع (ومفهوم بالطبع) على أنّهم أكثر ثقة، ذلك وفقًا لدراسة أجريت بجامعة بريغهام يونغ. كما لاحظت ليزا أيضًا أنّ 150 كلمة في الدقيقة هو معدل التحدث المثالي، وهي نفس السرعة الموصى بها في الكتب المسموعة.
يمكنك أن تقوم بتدريبات بهذا الشأن، غير أنّ تجنب استعمال كلمات الحشو من شأنه أيضًا أن يسرع خطابك بطبيعة الحال.
وأخيرًا، إليك تدريبات تساعدك على سرعة التحدث
قم بقراءة النص بصوت عال وسرعات متفاوتة. بحيث تبدأ القراءة بسرعة عادية، ثم حاول زيادة السرعة ببطء في كل مرة عن المرة التي تسبقها، بالطبع مع مراعاة كل الثلاث نقاط التي قمت بذكرها.
إذا كانت لديك مشكلة مع أحد حروف الأبجدية فاعمل عليه كثيرًا، وبأي حال لا تجعل هذه النقطة عامل مؤثر بالسلب في ثقتك بنفسك، فكثير من العلماء وأصحاب أذكى العقول البشرية كانت لديهم مشاكل كهذه، ودمتم