يعاني معظم الناس من القلق في حياتهم وذلك نظرًا لتعرضهم لمواقف الحياة المشوبة بالضغوطات مثل تركٍ لوظيفة ما أو معاناة أزمة مالية حادة. ومع ذلك عندما تصبح أعراض القلق أكبر من الأحداث المسببة للقلق، تبدأ في التشابك مع حياتك ومن هنا تكون علامات اضطراب القلق قد بدأت.
ولكن أحيانًا يمكن أن تكون اضطرابات القلق ضعيفة لذلك يمكن التحكم بها بمساعدة جيدة من أخصائي نفسي. لذلك دعونا نذهب في رحلة للتعرف على بعض من أعراض وعلامات ذلك الاضطراب.
التوتر الشديد
التوتر الشديد هو أحد أكثر الأعراض شيوعًا لاضطرابات القلق. التوتر المصاحب لاضطرابات القلق لا يتناسب مع الأحداث التي تحدثه، وعادة ما يحدث استجابة للحالات الطبيعية اليومية، ولاعتباره علامة على اضطراب القلق بشكل عام، يجب أن يحدث ذلك التوتر الشديد في معظم الأيام ولمدة ستة أشهر على الأقل ويكون من الصعب السيطرة عليه. ويجب أن يكون القلق أيضًا شديدًا ومزعجًا، مما يجعل من الصعب التركيز وإنجاز المهام اليومية.
الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا هم الأكثر تعرضًا لخطر اضطراب القلق العام وخاصةً الأشخاص العازبون.
الشعور بالبلبلة
عندما يصاب شخص ما بالقلق يصبح جزءًا من نظامه العصبي نشطًا أكثر من اللازم، وينطلق هذا من سلسلة من التأثيرات التي تحدث في جميع أنحاء الجسم، مثل ازدياد نبضات القلب وتعرق اليدين وجفاف الفم. وتحدث هذه الأعراض لأن دماغك يعتقد أنك شعرت بالخطر وأنه على استعداد للرد على هذا التهديد، ومن ثم يقوم جسمك بنقل الدم بعيدًا عن الجهاز الهضمي ونحو عضلاتك في حال احتجت إلى الجري أو القتال. كما أنه يزيد من معدل ضربات القلب ويزيد من قوة حواسك. وفي حين أن هذه التأثيرات ستكون مفيدة في حالة وجود تهديد حقيقي، إلا أنها قد تكون منهكة إذا كان الخوف بالفعل يملأ رأسك.
تشير بعض الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق ليسوا قادرين على الحد من الإثارة بنفس سرعة الأشخاص الذين لا يعانون من اضطرابات القلق، مما يعني أنهم قد يشعرون بآثار القلق لفترة أطول من الوقت.
الأرق
الأرق هو أحد الأعراض الشائعة للقلق خاصة عند الأطفال والمراهقين. وجدت إحدى الدراسات التي شملت 128 طفلاً تم تشخيص إصابتهم باضطرابات القلق أن 74٪ قد أبلغوا عن اصابتهم بالأرق كأحد أعراض القلق الرئيسية لديهم. وعلى الرغم من عدم حدوث الأرق لدى جميع الأشخاص المصابين بالقلق، إلا أنه أحد الاعراض التي يبحث عنها الأطباء كثيرًا عند إجراء التشخيص.
الشعور بالتعب
أصبح التعب بسهولة هو أحد الأعراض المحتملة لاضطراب القلق بشكل عام. قد تكون هذه الأعراض مفاجئة للبعض، حيث يرتبط القلق عادةً باضطربات فرط النشاط أو التيقظ. وبالنسبة للبعض، فالتعب يمكن أن يتبع نوبة القلق، وقد يكون بالنسبة لآخرين التعب مزمنًا.
ولكن ليس من الواضح ما إذا كان هذا التعب ناتجًا عن أعراض شائعة أخرى من القلق، مثل الأرق أو توتر العضلات، أو ما إذا كان مرتبطًا بالتأثيرات الهرمونية للقلق المزمن.
ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن التعب يمكن أن يكون أيضًا علامة على الاكتئاب أو الحالات الطبية الأخرى، لذا فإن التعب وحده لا يكفي لتشخيص اضطراب القلق.
صعوبة التركيز
كثير من الناس الذين يعانون من القلق يعانون من صعوبة في التركيز. وجدت إحدى الدراسات التي ضمت 157 طفلاً ومراهقًا يعانون من اضطراب القلق العام أن أكثر من ثلثيهم لديهم صعوبة في التركيز.
وجدت دراسة أخرى أجريت على 175 شخصًا بالغًا يعانون من نفس الاضطراب أن 90٪ تقريبًا لديهم صعوبة في التركيز، وبطول فترة الاضطراب يزداد الوضع سوءًا.
تظهر بعض الدراسات أن القلق يمكن أن يؤثر في “الذاكرة العاملة” ، وهو نوع من الذاكرة المسؤولة عن الاحتفاظ بمعلومات قصيرة الأجل. قد يساعد هذا في تفسير الانخفاض الهائل في الأداء الذي يواجهه الأشخاص غالبًا أثناء فترات القلق الشديد.
ومع ذلك يمكن أن تكون صعوبة التركيز أيضًا أحد أعراض الحالات الطبية الأخرى، مثل اضطراب نقص الانتباه أو الاكتئاب لذلك فإن صعوبة التركيز ليست دليلًا كافيًا لتشخيص اضطراب القلق.
سرعة الانفعال
معظم الناس الذين يعانون من اضطرابات القلق أيضًا يعانون من الانفعال المفرط. وفقًا لدراسة حديثة شملت أكثر من 6000 شخصًا بالغًا، أفاد أكثر من 90٪ من المصابين باضطراب القلق العام أنهم يمرون بانفعالات شديدة خلال الفترات التي وصل فيها اضطراب القلق ذروته.
نوبات الهلع
يرتبط نوع واحد من اضطرابات القلق يسمى اضطراب الهلع بنوبات الهلع المتكررة، نوبات الهلع تنتج إحساسًا كبيرًا وساحقًا بالخوف وهذا الإحساس يمكن أن يكون منهِكًا. وعادة ما يكون هذا الخوف الشديد مصحوبًا بسرعة في نبضات القلب والتعرق والرعشة وضيق في التنفس والغثيان والخوف من الموت أو فقدان السيطر. يمكن أن تحدث نوبات الهلع في العزلة، ولكن إذا حدثت بشكل متكرر وغير متوقع، فقد تكون علامة على اضطراب الهلع.
تجنب المواقف الاجتماعية
قد تظهر عليك علامات اضطراب القلق الاجتماعي إذا وجدت نفسك تشعر بما يلي:
- الشعور بالقلق أو الخوف من المواقف الاجتماعية القادمة.
- القلق من أن يحكم عليك أو يتفحصك الآخرون.
- الخوف من التعرض للحرج أو الإهانة أمام الآخرين.
- تجنب بعض الأحداث الاجتماعية بسبب هذه المخاوف.
عرضنا لكم بعضًا من أعراض اضطراب القلق، هناك أيضًا بعض الطرق المتبعة للتقليل من حدة الاضطراب مثل اتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة والحد من تناول الكحوليات والمشروبات التي تحتوي على كافيين. أما إذا زاد الأمر عن حده فعليك بالتوجه للطبيب مباشرة.
