هل يمكن أن يكون كوننا مجرد انعكاس لأكوان أخرى؟!

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/24
هل يمكن أن يكون كوننا مجرد انعكاس لأكوان أخرى؟!

تنبيه: لقراءة هذا الموضوع تحتاج إلى تناول كوب من القهوة أولاً ثم أخذ نفس عميق للتركيز …


تخيل معي الصورة التالية:
كل ما نعرفه عن الكون وكل ما نراه حولنا في أنفسنا وفيما حولنا ليس هو حقيقة الكون، بل هو مجرد صورة هولوجرامية (انعكاس ثلاثي الأبعاد) لأكوان أخرى مسطحة وصغيرة تشبه الـ”فلاش ميموري” التي تحوي بيانات تصف كل ما يحدث في هذا الكون! لا أتحدث عن خيال علمي مبالغ فيه بل عن نظرية علمية جديدة توصل إليها عالم الفيزياء النظرية جوان مالداسينا!


هل يمكن أن يكون كوننا مجرد انعكاس لأكوان أخرى؟!


يعود أصل هذه النظرية العجيبة إلى العام 1997 حين كشف عنها مالداسينا لأول مرة، لكنها قوبلت باستهجان في الأوساط العالمية حتى أثبتها رياضياً مجموعة من العلماء اليابانيين، لتطفو هذه النظرية مجدداً على السطح وتحدث حالة كبيرة من الجدل في الأوساط العلمية بعد نشرها في مجلة Nature.
تقول النظرية أننا نعيش في كون من 10 أبعاد (9 للمكان وواحد للزمان)، وأن كل شيء في كوننا يتكون في حقيقته من أوتار فائقة الصغر، هذه الأوتار في الحقيقة هي انعكاس ثلاثي الأبعاد لأحداث مسجلة في أكوان أخرى أصغر وأكثر تسطحاً.


هل يمكن أن يكون كوننا مجرد انعكاس لأكوان أخرى؟!
صورة تخيلية للكون منذ نشأته

أثبت العلماء رياضياً أن هناك “احتمال” مقبول أن يكون مبدأ الانعكاس ثلاثي الأبعاد صحيح من ناحية النموذج الرياضي !
ويمكن تشبيه ذلك ببطاقتك الائتمانية التي تستخدمها في البنك أو للشراء من المتاجر، فهي مجرد شريحة مسطحة صغيرة لكنها تحوي بيانات تصف كل شيء عنك، لذا فالعلماء يفترضون أن كل ما يحدث في هذا الكون هو انعكاس لأكوان مسطحة تبدو كـ”فلاش ميموري” كبير يصف ما يحدث في كوننا ثلاثي الأبعاد!


هل يمكن أن يكون كوننا مجرد انعكاس لأكوان أخرى؟!


تكمن قوة هذا الكشف العلمي العجيب في أنه يؤكد نظرية الأوتار الفائقة، وهي نظرية قديمة تقترح أن أصل كل شيء في كوننا هو أوتار فائقة الصغر تهتز بتردد فائق، وباختلاف اهتزازها تختلف المادة التي تنتج عنها. تؤكد نظرية الكون الهولوجرامي نظرية الأوتار الفائقة وتجيب عن التناقض بين نظريات آينشتاين ونظريات ميكانيكا الكم. واثبت العلماء أنها رياضياً صحيحة!


فكرة مجنونة لكنها قد تكون صحيحة في عالم يثبت لنا يوماً بعد يوم أنه قد يكون أغرب من أكثر خيالاتنا جنوناً!


المصدر: nature.com