قصة بياض الثلج (بالإنجليزية: Snow White) والأقزام السبعة هي قصّة أطفالٍ عالميّةٍ، وتُعدّ من أكثر القصص شهرةً لدى الأطفال، وقد تم تمثيلها في عدّة أفلامٍ وبرامج أطفالٍ بكل اللغات، واختلفت بعض التفاصيل في القصة من روايةٍ إلى أخرى، وهنا سردٌ لقصّة بياض الثلج مأخوذٌ من أكثر من نسخةٍ لها، وهو سردٌ مقسّمٌ إلى أربعة فصولٍ.
بياض الثلج ومرآة الملكة والصيّاد
في يوم من أيام الشتاء الباردة، حيث كانت ندفات الثلج تتساقط من الغيوم كأنها ريش حمامٍ أبيض، جلست إحدى الملكات إلى نافذة قصرها، مستمتعة بالمنظر الجميل، ومسليّة نفسها بخياطة بعض قطع القماش. ولمّا استغرقت في النظر إلى الثلج نسيت أن الإبرة في يدها، وأخرجت يديها من النافذة لتلمس الثلج، فوخزت إصبعها، وسقطت قطرات الدم منه على الثلج. ولما رأت الملكة حمرة الدم فوق بياض الثلج، سُرّت نفسها من المشهد، وصلّت أن ترزق طفلةً بيضاء كالثلج، وأن تكون لها شفتان حمراوان كحمرة الدم، وشعراً أسود كسواد خشب الأبنوس الذي كان إطار النافذة مصنوعاً منه. لم يمض وقت طويل على ذلك الموقف، حتّى استُجيبت صلاتها، وأنجبت طفلةً بالصفات نفسها التي تمنّتها، إلّا أن الملكة تُوفّيت بعد ولادة الطفلة مباشرةً.
بياض الثلج في كوخ الأقزام السبعة
وجدت الصغيرة المسكينة نفسها وحيدةً في الغابة، وكانت خائفةً من الأشجار الكثيفة، كما هابت هجوم الحيوانات المفترسة عليها، ولم يكن منها إلا أن بدأت بالركض فوق الحصى الحاد والصخور المدبّبة، وبين الغصون والأشواك، كما أن حيوانات بريّة أخذت تقفز حولها من هنا وهناك ولكن دون أن تؤذيها، فأطلقت بياض الثلج ساقيها للريح راكضةً بأسرع ما تستطيع، وبقيت هكذا إلى أن اقترب حلول المساء، وعندئذٍ رأت بياض الثلج كوخاً صغيراً، فقرّرت أن تدخله لتأخذ قسطاً من الراحة.
قال القزم الثاني: من الذي كان يأكل من صحني؟
قال القزم الثالث: من الذي أخذ بعضاً من خبزي؟
قال القزم الرابع: من الذي أكل من خضرواتي؟
قال القزم الخامس: من الذي استخدم شوكتي؟
قال القزم السادس: من الذي استخدم سكّيني؟
قال القزم السابع: من الذي شرب من كوبي؟
لم تستفق بياض الثلج من النوم على الرغم من الجلبة التي أحدثها دخول الأقزام إلى المنزل لشدّة إرهاقها، وبعد أن لاحظ الأقزام أن أحد الأسرّة فراشه ليس مرتّباً، وفيه تجويف يشي بوجود أحد فيه، انتبه أحدهم إلى بياض الثلج التي كانت نائمة في ذلك السرير، ونادى الآخرين لينظروا إلى هذه الطفلة التي ما إن اقتربوا منها بشمعاتهم، حتى بانت بياض الثلج تحت الضوء الساقط من الشمعات بجمالها الفتّان. وتنهّد الأقزام السبعة جميعهم مأخوذين بجمال هذه الطفلة اللطيفة، وحرصوا على ألا يوقظوها من نومها، فتركوها على السرير، ونام القزم الذي أخذت بياض الثلج مكانه بجانب أصدقائه.
تسمّم بياض الثلج
عندما عاد الصياد بقلب الغزال الذي أحضره للملكة على أنه قلب بياض الثلج، فرحت الملكة وركضت من فورها إلى مرآتها السحريّة، وسألتها السؤال المعتاد: "يا مرآتي يا مرآتي، أخبريني، من هي أجمل امرأة في الدنيا؟" فأجابت المرآة: "ما زالت بياض الثلج هي أجمل الفتيات على الأرض، وها هي تعيش بكامل حسنها في كوخ الأقزام بعيداً في الغابة." استشاطت الملكة غضباً، وأخذت تصيح: "لا بد أن تموت بياض الثلج، لا بد أن تموت".
قبلة الأمير وعودة بياض الثلج إلى الحياة
وقف الأقزام فوق جسد بياض الثلج المسجّى على الأرض يحاولون علاج علّتها ولكن دون جدوى، فأخذوا يبكون بحرقةٍ على فقدانها، ثم وضعوها في تابوتٍ مصنوع من الزجاج، وملؤوه بالورود والزهور، وانطلقوا بها إلى الغابة ووضعوها إلى جانب أرضٍ مزروعةٍ بأنواعٍ مختلفةٍ من الأزهار، وصاروا يزورونها كل يوم، ويضعون في كل زيارةٍ لها زهرةً على تابوبتها.
المراجع
- 1 - Jacob Grimm, Wilhelm Grimm (2013), <i> " Snow White and the Seven Dwarfs " , Page 4-15 , Jacob Grimm, Wilhelm Grimm (2013), .
- 2 - Jacob Ludwig Grimm, Wilhelm Carl Grimm (1812), <i> " GRIMM’S FAIRY TALES SNOW-WHITE AND THE SEVEN DWARFS " , Page 1-7 , Jacob Ludwig Grimm, Wilhelm Carl Grimm (1812), .
- 3 - Gill Munton (2010), <i> " Snow White " , Oxford: Macmillan Education, Page 1-2 , Gill Munton (2010), .
- 4 - Jacob Grimm, Wilhelm Grimm, " Little snow-white " , www.shortstoryamerica.com , 18-11-2017. Edited. .
- 5 - Snow white and the seven dwarfs , www.win.tue.nl , 18-11-2017. Edited. .