أبيات شعر في الكرم
- يقول الشاعر ابن الرومي :
 
ليس الكريم الذي يعطي عطيتَهُ
- على الثناء وإن أغلى به الثمنا
 
بل الكريم الذي يعطي عطيته
- لغير شيء سوى استحسانه الحسنا
 
لا يستثيب ببذلِ العُرْفِ محْمدةً
- ولا يَمُنُّ إذا ما قَلَّد المِننا
 
حتى لتحسب أن الله أجبَرَهُ
- على السماحِ ولم يَخْلُقْهُ مُمْتَحَنا
 
- يقول الشاعرالبحتري:
 
وما تخفى المكارم حيث كانت
- ولا أهل المكارم حيث كانوا
 
- يقول الشاعرالمقنع الكندي:
 
ليس العطاء من الفضول سماحة
- حتى تجود وما لديك قليل
 
- يقول الإمام الشافعي:
 
تستَّر بالسخاء فكلٌّ عيب
- يغَطيه -كما قيل- السخاء
 
- يقول المتنبي:
 
وآنف من أخي لأبي وأمي
- إذا ما لم أجده من الكرام
 
قصيدة يا سائلي أين حلّ الجود والكرم؟
يقول الفرزدق :
يَا سَائِلِي أَيْنَ حَلَّ الجُودُ وَالكَرَمُ
- عِنْدِي بَيَانٌ إذَا طُلاَّبُهُ قَدِمُوا
 
هَذَا الذي تَعْرِفُ البَطْحَاءُ وَطْأَتَهُ
- وَالبَيْتُ يَعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ
 
هَذَا ابْنُ خَيْرِ عِبَادِ اللَهِ كُلِّهِمُ
- هَذَا التَّقِيُّ النَّقِيُّ الطَّاهِرُ العَلَمُ
 
هَذَا الذي أحْمَدُ المُخْتَارُ وَالِدُهُ
- صَلَّي عَلَیهِ إلَهِي مَا جَرَي القَلَمُ
 
لَوْ يَعْلَمُ الرُّكْنُ مَنْ قَدْ جَاءَ يَلْثِمُهُ
- لَخَرَّ يَلْثِمُ مِنْهُ مَا وَطَي القَدَمُ
 
هَذَا علی رَسُولُ اللَهِ وَالِدُهُ
- أَمْسَتْ بِنُورِ هُدَاهُ تَهْتَدِي الاُمَمُ
 
هَذَا الَّذِي عَمُّهُ الطَّيَّارُ جَعْفَرٌ
- وَالمَقْتُولُ حَمْزَةُ لَيْثٌ حُبُّهُ قَسَمُ
 
هَذَا ابْنُ سَيِّدَةِ النِّسْوَانِ فَاطِمَةٍ
- وَابْنُ الوَصِيِّ الَّذِي في سَيْفِهِ نِقَمُ
 
إذَا رَأتْهُ قُرَيْشٌ قَالَ قَائِلُهَا
- إلَی مَكَارِمِ هَذَا يَنْتَهِي الكَرَمُ
 
يَكَادُ يُمْسِكُهُ عِرْفَانَ راحته
- رُكْنُ الحَطِيمِ إذَا مَا جَاءَ يَسْتَلِمُ
 
وَلَيْسَ قُولُكَ: مَنْ هَذَا؟ بِضَائِرِهِ
- العُرْبُ تَعْرِفُ مَنْ أنْكَرْتَ وَالعَجَمُ
 
يُنْمَي إلَی ذَرْوَةِ العِزِّ الَّتِي قَصُرَتْ
- عَنْ نَيْلِهَا عَرَبُ الإسْلاَمِ وَالعَجَمُ
 
يُغْضِي حَيَاءً وَيُغْضَي مِنْ مَهَابَتِهِ
- فَمَا يُكَلَّمُ إلاَّ حِينَ يَبْتَسِمُ
 
يَنْجَابُ نُورُ الدُّجَي عَنْ نُورِ غُرِّتِهِ
- كَالشَّمْسِ يَنْجَابُ عَنْ إشْرَاقِهَا الظُّلَمُ
 
بِكَفِّهِ خَيْزُرَانٌ رِيحُهُ عَبِقٌ
- مِنْ كَفِّ أَرْوَعَ فِي عِرْنِينِهِ شَمَمُ
 
مَا قَالَ: لاَ قَطُّ، إلاَّ فِي تَشَهُّدِهِ
- لَوْلاَ التَّشَهُّدُ كَانَتْ لاَؤهُ نَعَمُ
 
مُشتَقَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللَهِ نَبْعَتُهُ
- طَابَتْ عَنَاصِرُهُ وَالخِيمُ وَالشِّيَمُ
 
حَمَّالُ أثْقَالِ أَقْوَامٍ إذَا فُدِحُوا
- حُلْوُ الشَّمَائِلِ تَحْلُو عِنْدَهُ نَعَمُ
 
إنْ قَالَ قَالَ بمِا يَهْوَي جَمِيعُهُمُ
- وَإنْ تَكَلَّمَ يَوْماً زَانَهُ الكَلِمُ
 
هَذَا ابْنُ فَاطِمَةٍ إنْ كُنْتَ جَاهِلَهُ
- بِجَدِّهِ أنبِيَاءُ اللَهِ قَدْ خُتِمُوا
 
اللهُ فَضَّلَهُ قِدْماً وَشَرَّفَهُ
- جَرَي بِذَاكَ لَهُ فِي لَوْحِهِ القَلَمُ
 
مَنْ جَدُّهُ دَانَ فَضْلُ الآنْبِيَاءِ لَهُ
- وَفَضْلُ أُمَّتِهِ دَانَتْ لَهَا الاُمَمُ
 
عَمَّ البَرِيَّةَ بِالإحْسَانِ وَانْقَشَعَتْ
- عَنْهَا العِمَأيَةُ وَالإمْلاَقُ وَالظُّلَمُ
 
كِلْتَا يَدَيْهِ غِيَاثٌ عَمَّ نَفْعُهُمَا
- يُسْتَوْكَفَانِ وَلاَ يَعْرُوهُمَا عَدَمُ
 
سَهْلُ الخَلِيقَةِ لاَ تُخْشَي بَوَادِرُهُ
- يَزِينُهُ خَصْلَتَانِ: الحِلْمُ وَالكَرَمُ
 
لاَ يُخْلِفُ الوَعْدَ مَيْمُوناً نَقِيبَتُهُ
- رَحْبُ الفِنَاءِ أَرِيبٌ حِينَ يُعْتَرَمُ
 
مِنْ مَعْشَرٍ حُبُّهُمْ دِينٌ وَبُغْضُهُمُ
- كُفْرٌ وَقُرْبُهُمُ مَنْجيً وَمُعْتَصَمُ
 
يُسْتَدْفَعُ السُّوءُ وَالبَلْوَي بِحُبِّهِمُ
- وَيُسْتَزَادُ بِهِ الإحْسَانُ وَالنِّعَمُ
 
مُقَدَّمٌ بَعْدَ ذِكْرِ اللَهِ ذِكْرُهُمْ
- فِي كُلِّ فَرْضٍ وَمَخْتُومٌ بِهِ الكَلِمُ
 
إنْ عُدَّ أهْلُ التُّقَي كَانُوا أئمَّتَهُمْ
- أوْ قِيلَ: مَنْ خَيْرُ أَهْلِ الارْضِ قِيلَ: هُمُ
 
لاَ يَسْتَطِيعُ جَوَادٌ بُعْدَ غَأيَتِهِمْ
- وَلاَ يُدَانِيهِمُ قَوْمٌ وَإنْ كَرُمُوا
 
هُمُ الغُيُوثُ إذَا مَا أزْمَةٌ أزَمَتْ
- وَالاُسْدُ أُسْدُ الشَّرَي وَالبَأْسُ مُحْتَدِمُ
 
يَأبَي لَهُمْ أَنْ يَحِلَّ الذَّمُّ سَاحَتَهُمْ
- خِيمٌ كَرِيمٌ وَأيْدٍ بِالنَّدَي هُضُمُ
 
لاَ يَقْبِضُ العُسْرُ بَسْطاً مِنْ أكُفِّهِمُ
- سِيَّانِ ذَلِكَ إنْ أثْرَوْا وَإنْ عَدِمُوا
 
أيٌّ القَبَائِلِ لَيْسَتْ فِي رَقَابِهِمُ
- لاِوَّلِيَّةِ هَذَا أوْ لَهُ نِعَمُ
 
مَنْ يَعْرِفِ اللَهَ يَعْرِفْ أوَّلِيَّةَ ذَا
- فَالدِّينُ مِنْ بَيْتِ هَذَا نَالَهُ الاُمَمُ
 
بُيُوتُهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ يُسْتَضَاءُ بِهَا
- فِي النَّائِبَاتِ وَعِنْدَ الحُكْمِ إنْ حَكَمُوا
 
فَجَدُّهُ مِنْ قُرَيْشٍ فِي أُرُومَتِهَا
- مُحَمَّدٌ وَعليّ بَعْدَهُ عَلَمُ
 
بَدرٌ له شَاهِدٌ وَالشِّعْبُ مِنْ أُحُدٍ
- والخَنْدَقَانِ وَيَومُ الفَتْحِ قَدْ عَلِمُوا
 
وَخَيْبَرٌ وَحُنَيْنٌ يَشْهَدَانِ لَهُ
- وَفِي قُرَيْضَةَ يَوْمٌ صَيْلَمٌ قَتَمُ
 
مَوَاطِنٌ قَدْ عَلَتْ فِي كُلِّ نائِبَةٍ
- علی الصَّحَابَةِ لَمْ أَكْتُمْ كَمَا كَتَمُوا
 
قصيدة عن العطاء
يقول الشاعر ابن الرومي في قصديته أحمد الله نيةً وثناءً:أحمدُ اللَّه نيةً وثناءَ
- غُدوةً بل عَشيَّةً بل مساءَ
 
بلْ جميعاً وبين ذلك حمداً
- أبديّاً يُطبِّقُ الآناءَ
 
حَمْدَ مُستعظمٍ جلالاً عظيماً
- من مَليكٍ وشاكرٍ آلاءَ
 
مَلِكٌ يقدحُ الحياة من الموْ
- تى ويَكفي بفضله الأحياءَ
 
صاغنا ثم قاتنا ووَقانا
- بالتي نتَّقي بها الأَسواءَ
 
من بناءٍ يَكِنُّنا ولَبُوسٍ
- ودواء يحارب الأدواءَ
 
ثم أهدى لنا الفواكه شتّى
- والتحياتِ جَلَّ ذاك عطاءَ
 
عَظُمت تلكمُ الأيادي وجَلَّتْ
- فاذكر المَوز واتركِ الأشياءَ
 
إنما الموزُ حين تُمْكَنُ منهُ
- كاسمه مبْدلاً من الميم فاءَ
 
وكذا فقدُه العزيزُ علينا
- كاسمه مبْدلاً من الزاي تاءَ
 
فهو الفوزُ مثلما فقدُهُ المو
- تُ لقد بان فضلُه لا خَفَاءَ
 
ولهذا التأوِيلِ سَماه موزاً
- مَنْ أفاد المعانيَ الأسماءَ
 
رَبِّ فاجعله لي صبوحاً وقَيْلاً
- وغَبوقاً وما أسأت الغذاءَ
 
وأرى بل أبُتُّ أن جوابي
- لا تُغالط فقد سألتَ البقاءَ
 
يَشهَد اللَّه إنه لطعامٌ
- خُرَّميٌّ يُغازل الأحشاءَ
 
نكهةٌ عذبةٌ وطعم لذيذٌ
- سَاعدا نَعمةً إلى نَعْماءَ
 
وتخالُ انْسرابهُ في مجاري
- هِ افتراعَ الأبكارِ والإغفاءَ
 
لو تكونُ القلوبُ مأوى طعامٍ
- نازَعتْهُ قلوبُنا الأحشاءَ
 
إنني لَلْحقيق بالشِّبَعِ السا
- ئغِ من أكلِهِ وإن كان ماءَ
 
مِن عطايا أبي محمدٍ المح
- مودِ ظَرفاً وحكمةً وسخاءَ
 
وجمالاً مُنَمَّقاً وجلالاً
- ووفاءً مُحقَّقاً وصفاءَ
 
ذلك السيدُ الذي قتل اليأ
- سَ بأفضاله وأحيا الرجاءَ
 
سرّني برَّني رعاني كفاني
- جازَهُ السوءُ إنه ما أساءَ
 
وتخطَّته كلُّ بأساءَ لكن
- صادمتْ مِن ورائه الأعداءَ
 
وتعالتْ به سماءُ المعالي
- أو ترى مجدَه السماءُ سماءَ
 
مَلِكاً يَلْبَسُ الطويل من العُم
- رِ ويَحْظى ويَجْبُرُ الأولياءَ
 
وأما والذي حباني بزُلفا
- يَ لديه أليَّةً غرَّاءَ
 
لأكدَّنَّ للمدائح فيه
- فِكَري أو أردَّها أنضاءَ
 
ومَعَاذَ الإله لا مدحَ يأتي
- فيه كَرْهاً بل مُعفياً إعفاءَ
 
وترانا في مدحهِ كيف كنّا
- كالمُعَنَّى في أن يُضيء الضياءَ
 
أيُّ مصباح قادحٍ زاد في الإص
- باح نُوراً إن لم نكن جُهَلاءَ
 
غير أنَّا نُريغُ بالمدح فيه
- رِفعَةً باسمه لنا وسناءَ
 
رُتَباً لم تَشِد لنا مثلها الآ
- باءُ نرجو توريثَها الأبناءَ
 
لا عدِمناه ماجداً بلّغ الأب
- ناء مجداً قد أعجز الآباءَ
 
أجمل أبيات الشعر في مدح الكِرام
- يقول الشاعر ابن نباتة المصري:
 
كريمٌ لنا في فعله ومقاله
- سحاب الغِنى المنهل والروضة الغنَّا
 
يقاسمنا في كلِّ يومٍ جميله
- فنثر العطا منه ونثر الثنا منَّا
 
أخو صدقاتٍ يحبس المنّ جودا
- على أنَّها في الجودِ لا تحسن المنَّا
 
رأى الفكر إعراب الثنا فيهِ كلَّما
- بناه إلى أن صارَ في معربٍ يبنى
 
وأقسم أن لا شيء كالغيث في الندى
- فلمَّا رأى جدوى أنامله اسْتثنى
 
وما فيه من عيب سوى أنَّ عنده
- أيادٍ تعيد الحرّ في يده قنَّا
 
دعاني على بعد المنازل جوده
- وجدَّد لي نعمى وأنجح لي ظنَّا
 
ومجد يردّ السائدين به سدًى
- وعلم يردّ المفصحين به لكنَا
 
لياليَ وَدَّعت المؤيد والثنا
- وفارقت أوقات الغِنى منه والمغنا
 
وزايل نظم الجوهر الفضل منطقي
- وأعوزني من قوتي العرضَ الأدنى
 
أيا جائداً بالتبرِ في حالِ عسرةٍ
- لنا لم نكد من طرفها نجد التّبنا
 
فعلت فلو وفى تطوّلك الثنا
- لقلَّت أفانين الثناء وطوّلنا
 
وأفحمتنا في البرّ حتَّى كأنَّنا
- لدى البرّ ما رمنا المقال فأفصحنا
 
إذا نحن قابلنا صلاتك بالثنا
- تكدَّس من هنّا علينا ومن هنّا
 
وحقك ما ندري أإجراء ذكرنا
- بفكرك أم هذا العطاء لنا أهنا
 
- يقول الشاعر الأمير منجك باشا:
 
عَطاءُ أُولي المَكارم كانَ فَتحاً
- لِأَبواب المَدائح وَالنَشيد
 
وَكَم في الناس مثل أَبي نَواس
- وَلَكن لَيسَ فيهُم مِن رَشيد