الإعجاز العلمي في بيت العنكبوت

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2021-04-07
الإعجاز العلمي في بيت العنكبوت

العنكبوت  

العنكبوت هو حيوان من فصيلة مفصليات الأرجل، مصنفة في فئة Arachnida، والتي تجمع جنبًا إلى جنب مع الرتب الأخرى بما في ذلك العقارب والعث. 

العنكبوت من منظور علمي 

ينقسم جسم العنكبوت إلى ورم عريض حيث يتصل الرأس بالثدي وورم غير مقسم يشمل البطن، يحمل أربعة أزواج من الأرجل، واثنين من أزواج من المحسس، واثنين من الأزواج التي تشبه زوجًا من الكماشة أو المخالب التي تحتوي على الغدد السامة، يتم فصل الورم الحميد عن الورم العيني بخصر رقيق. يمتلك العنكبوت عيونًا بسيطة قد يكون عددها ثمانية أو أقل، وهو حيوان مفترس للحشرات وله جلد كثيف مغطى بالشعر يتساقط حوالي 7 إلى 8 مرات حتى يصل إلى مرحلة النضج، وقد تعرف علماء الحيوان اليوم على أكثر من ثلاثين ألف نوع من العناكب التي تختلف في أحجامها (من أقل من مليمتر إلى تسعين مليمترًا وأشكالها وألوانها.  تعيش معظم العناكب في البرية، يعيش معظمها بمفردها باستثناء أوقات التزاوج وتفقيس البيض، وتمتد بيئة العناكب من مستوى سطح البحر إلى ارتفاع خمسة آلاف متر، ويحتوي العنكبوت على ثلاثة أزواج من النتوءات المتحركة البارزة في أسفل البطن، كما تحتوي هذه النتوءات على ثقوب صغيرة يخرج منها السائل المستخدم في صنع خيوط منزلها، ولذلك، يُعرفون بأنهم الغزالون، وهذا السائل الذي يخرج من عدد من الغدد الخاصة إلى خارج جسم العنكبوت، من خلال الغزالات الخلفية، ويجف بمجرد تعرضه للهواء، وعندما يجف، يتم إنتاج خيوط مختلفة تختلف في الأنواع والطول والقوة وفقًا للاختلاف في الغدد المنتجة. ومن الممكن أن يبقى العنكبوت في منزله، حيث يمارس جميع أنشطة الحياة، أو قد يكون له عش أو مخبأ آخر غير المنزل، وهو متصل بالمنزل عن طريق خيط يعرف باسم خيط المصيدة، وقد يهرب العنكبوت إلى هذا المخبأ في أوقات الخطر. 

المؤشرات العلمية في بيت العنكبوت 

إن تسمية سورة العنكبوت بصيغة المفرد “العنكبوت” تدل على الحياة الانفرادية التي يعيشها هذا الحيوان، إلا في أوقات التزاوج وتفقيس البيض، ومن الممكن مقارنتها بسورتين النحل والنمل حيث تكون الأسماء بصيغة الجمع لأن هذه الحشرات تعيش في مجموعات ، ويتضح الإعجاز  العلمي من خلال الآيات القرآنية التالية:

  • قوله تعالى: ” الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا”: 
  • في هذه الآية القرآنية النبيلة، هناك دلالة واضحة على أن أنثى العنكبوت هي التي تتولى بناء المنزل بشكل أساسي، وبالتالي، فإن بناء منزل العنكبوت مهمة تتحملها إناث العنكبوت، والأنثى هي التي تمتلك في جسدها غدد لإفراز مادة الحرير التي يُنسج منها بيت العنكبوت، وفي بعض الأحيان، وقد يشارك العنكبوت الذكر في المساعدة في البناء أو الإصلاح أو التوسع، ومع ذلك، فإن عملية البناء أنثوية بشكل أساسي، وهنا نجد الإعجاز العلمي في قوله تعالى: “الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا”.[1]
  • قوله تعالى: “وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ” 
  • قد يتساءل البعض لماذا وصف الله بيت العنكبوت اوهن البيوت ، ويشير هذا الخط القرآني الإعجازي إلى عدد من الحقائق المهمة، ومنها: 
  • الضعف الجسدي:حيث أن بيت العنكبوت، هو أضعف منزل على الإطلاق، وذلك لأنه مصنوع من عدد من خيوط الحرير الدقيقة للغاية، وهذه الخيوط متشابكة، مما يترك مسافات كبيرة منفصلة في معظم الأوقات، ولذلك، فهي لا تحمي من حرارة الشمس أو البرودة الشديدة، كما أن هذه الخيوط لا تشكل ظلًا مناسبًا، ولا تحمي من المطر أو الرياح العاصفة أو أخطار المهاجمين، وهذا على الرغم من البناء الإعجازي لهذا المنزل. 
  • الضعف في بيت العنكبوت وليس في الخيوط: وذلك لقوله تعالى “إِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ” وهذا مؤشر واضح على أن الضعف داخل بيت العنكبوت وليس خيوط العنكبوت، وهذا مؤشر دقيق للغاية وخيوط بيت العنكبوت مصنوعة من الحرير الرقيق للغاية، وعادة ما يكون سمك خيط واحد مليون من البوصة المربعة، أو جزء واحد من أربعة آلاف جزء من سمك شعر الإنسان العادي، وعلى الرغم من رقتها، إلا أنها أقوى مادة بيولوجية عرفتها البشرية حتى الآن، وتعتبر خيوط الحرير التي تشكل نسيج العنكبوت أقوى من الفولاذ، ويمتد الخيط الرفيع إلى خمسة أضعاف طوله قبل قصه، ولذلك يسميها العلماء “الفولاذ البيولوجي” أو “الفولاذ الحيوي” وهو أقوى بخمس مرات من الفولاذ المعدني من نفس السماكة. 
  • الضعف الروحي:إن بيت العنكبوت من الناحية الروحية، هو أضعف البيوت لأنه محروم من كل محبة ولطف، وهما أركان أي بيت سعيد، حيث أن الأنثى في بعض أنواع العناكب، تقتل الذكر بمجرد حدوث الإخصاب، كونها أكبر حجما وأكثر عنفا، حيث تقتل الأنثى الذكر وتأكل جسده، وفي بعض الحالات، تأكل الأنثى صغارها بلا رحمة، وفي بعض الأنواع تموت الأنثى بعد إخصاب بيضها الذي يتم تربيته عادة في كيس من الحريرـ، وعندما يفقس البيض، تخرج العناكب لتجد نفسها في مكان مزدحم للغاية داخل كيس البيض، ثم يبدأ الأشقاء في القتال من أجل الطعام أو المساحة أو كليهما.  
  • الأخ يقتل أخيه وأخته، والأخت تقتل أختها وشقيقها، حتى ينتهي القتال ويبقى عدد قليل من العناكب، وهذه العناكب تفرز جلدها وتمزق كيس البيض لتخرج واحدة تلو الأخرى، ثم ينتشرون جميعًا في البيئة المحيطة، وتبدأ كل أنثى في بناء منزلها، في الطريق لتحقيق هذا الهدف، كما يموت بعض العناكب، بينما يكرر من ينجو نفس المأساة، وهذا يجعل من بيت العنكبوت أعنف وأقسى البيوت، وتفتقر إلى كل أشكال القرابة، ولهذا جعلها الله تعالى مثلًا في ضعفها وهشاشتها، لأنها تفتقر إلى أبسط أشكال العطف بين الزوج والزوجة، وبين الأم وأولادها، والأخ وإخوتها، والأخت وإخوتها. 
  • قوله تعالى: “لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ”
  • هذه الحقائق لم تكن معروفة لأي إنسان في زمن الوحي، ولقرون طويلة بعد ذلك، وقد تم اكتشافها بعد دراسات مستفيضة لسلوك العنكبوت من قبل مئات العلماء، لعشرات السنين، حتى تم إدراكها في العقود الأخيرة من القرن العشرين، ولذلك قد ختم الله تعالى الآية الكريمة بقوله: “لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ“. 

    العلامات القرآنية المخفية عن بيت العنكبوت 

    بيت العنكبوت ليس مجرد مسكن له، ولكن بسبب كون الشبكة اللاصقة، فإنها تشكل مصيدة للحشرات الطائرة مثل الذباب وغيرها، وهذه الحشرات تعتبر فرئس يتغذى عليها العنكبوت، وبالمثل، فإن المشركين الذين يقدسون الآلهة دون الله، ويدعون الناس إلى تلك الآلهة المبجلة، هم في الواقع يدعونهم إلى الفخ الذي يقودهم إلى الموت والدمار في الدنيا والآخرة، وذلك في قول الله تعالى: “مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ” وأتت الآية للتحذير من دعاء الفاسدين الذين يتوقون إلى غير الله مالاً ونزوة، ويصدر هذا التحذير من خلال الإشارة إلى خيوطهم الخفية التي يصطادون بها ضحاياهم، ويمكن أن تكون هذه الخيوط مالًا أو جنسًا أو قوة أو أي سلسلة خفية أخرى تقضي على الضحية بمجرد أن تُحاصر، وهذة من فوائد سورة العنكبوت .وبالتالي، فإن الوصف القرآني لبيت العنكبوت على أنه أضعف البيوت،  وهذا الوصف الذي نزل على نبي أمي صلى الله عليه وسلم في أمة غالبية الأميين قبل أكثر من أربعة عشر مائة عام، يعتبر إنجازًا علميًا لا يتخيله أي عاقل إلا الله الخالق.[2]