الامتحان في رمضان ليس حجة جيدة للرسوب.. إليك بعض الأفكار لتعيد تنظيم يومك

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/24
الامتحان في رمضان ليس حجة جيدة للرسوب.. إليك بعض الأفكار لتعيد تنظيم يومك

لشهر رمضان خصوصية كبيرة في بلادنا العربية، حيث تجد أن كل شيء – سواء كان مما يتعلق بشعائره أو لا – يتغير وينضبط بطريقة مختلفة عن بقية أوقات السنة… فكل شيء يصبح منسوباً لوقت المغرب، وتنقسم الحياة بين (قبل المغرب) و(بعد المغرب) سواء كان ذلك في العمل أو النوم وطبعاً المذاكرة.


وهذا العام، يصادف الامتحان في رمضان للمرحلة الثانوية والجامعية، وهذا يؤدي إلى أن يختلف كل النظام اليومي الذي كان الطالب يحاول الانتظام به طيلة العام الدراسي أو خلال فترة المذاكرة قبل الامتحان وينقلب كل شيء رأساً على عقب، وسأحاول أن أكون متفائلة وأتخيل دورة حياة طالب يكافح ليقوم بما عليه ويذاكر لينجح دون التأثر بهذا التغيير العجيب الذي يطال كل شيء.


البداية من أين؟


ينقلب ليل رمضان للنهار والنهار لليل وكثيرون يبدؤون يومهم أو يستيقظون بعد الثانية ظهراً.. لذلك سيكون من الصعب أن نحدد بداية لليوم، وسنبدأ بالساعة الثانية عشر صباحاً حين ينقلب التاريخ ليوم جديد، فبعضهم يكون غارقاً في نومه أو يستعد للنوم لبعض الوقت قبل السحر، وآخرون يقضون الليل ساهرين على أمل أن يذاكروا بعض الصفحات بدلاً من المذاكرة مع الصيام.


هنا يتنازعهم الشعور بالواجب والمذاكرة والامتحان الذي اقترب موعده دون أن ينهوا ربع ما عليهم، ويعيدون كل يوم تقسيم المنهج من جديد على عدد الأيام الباقية وتتراكم الدروس والصفحات عليهم دون أن يتحركوا من مكانهم قيد أنملة.. ومن جهة أخرى تأتي المسلسلات الرمضانية التي يتفنن المعلنون بالترويج لها وتشويق المشاهد لمتابعتها، وتكمل معهم وسائل التواصل الاجتماعي مهمة جعل أي مشاهد يترك كل ماعليه ويذهب ليتابع فلان الذي اختطف وآخر قتل ولم يعرف قاتله أو تلك التي يلبسونها تهمة ما ظلماً وقصص الخيانة التي لا تعرف من أين تبدأ أو تنتهي.


وربما يجلس أمام التلفاز والكتاب بيده، وعين على التلفاز وعين في الكتاب حتى يصاب بالحول، فلا هو تابع مسلسلاً ولا قرأ صفحةً! وتمضي الساعات حتى يأتي الوقت الذي يعجز فيه الجسم عن تحمل السهر ويصرخ طالباً من صاحبه النوم وترك كل شيء وراءه.. والصباح رباح!..


 


النهار.. أم ربما هو الليل؟!..


ويبدأ يوم الطالب حين يستيقظ سواء كان هذا في الرابعة عصراً أم الثامنة صباحاً، والحقيقة أن يوم هذا قد لا يختلف كثيراً عن ذاك… لأن الأول سيتيقظ كمن كان في غيبوبة ويستغرق ساعتين حتى يعي أين هو وأن اليوم انتهى ويدرك المعلومة المرعبة أنه لم يذاكر أي شيء كما كان قد وعد نفسه!… وحين يقرر أن يمسك الكتاب ويدرس تتذكر معدته أنه صائم وأنه لم يأكل منذ ساعات طويلة فتبدأ بالقيام بواجبها بالزقزقة وصرف عقله عما عليه فعله، فيقول لنفسه سأدرس بعد الفطور.. ويذهب ليتابع مافاته من مسلسلات لم يشاهدها خلال الليل.


بعد المغرب…


لا داعي هنا لأحكي ما سيكون حال هذا الطالب، لأنه نفس حالنا جميعاً، بعد وجبة دسمة وليترات من المياه وجميع أنواع العصير وتخمة شديدة تضغط على العقل قبل المعدة، ومسلسلات وبرامج أخرى والكثير من الحلويات التي يقضي اليوم وهو يحلم بها… حتى يدخل اليوم الجديد ومازال الكتاب على صفحته لم تقلب بعد.


صنف آخر يذهب للصلاة ويلتقي ببعض الأصدقاء يتسكعون معاً ويجلسون في المقهى، ويندبون حظهم والامتحانات التي جاء موعدها في رمضان ففاتهم منه الكثير وعجزوا عن المذاكرة، وربما يتعاهدون أن يعودوا إلى بيوتهم والبدء بشكل جدي، فالامتحان بعد يومين ولا وقت لديهم للتسكع والتفكير… وهنا تكون الدائرة قد عادت إلى نقطة البداية.


 


ما الحل إذا؟..


  • نظم وقتك كما يناسبك أنت:

كل شخص يعرف نفسه ويعرف ما يناسبه، فإن كنت لا تقدر على الدراسة خلال النهار مع الصيام فاتخذ الإجراءات اللازمة لتسهر ليلاً وتدرس ماعليك، أو استيقظ باكراً واستغل وقت نشاطك قبل أن تفرغ طاقتك.


رمضان شهر العبادة للمسلمين، والأوقات فيه مباركة والأعمال كلها مضاعفة الثواب، وهذه الدراسة جزء من العبادة حين تكون النية لله فيها.. فلا تعتقد أنه سيفوتك الكثير من أجر رمضان حين تقضيه في الامتحانات.


  • كل المسلسلات متشابهة.. فلا تقلق، لن يفوتك شيء:

لا شيء يدفعك لمتابعة هذا الكمّ من المسلسلات في رمضان إلا أنهم يقولون إن عليك هذا، لكن هم يقومون بعملهم وأنت تعرف أنك إن تابعتها الآن فلن تجد جديداً تراه خلال العام، فكلها ستكون معادة حتى تحفظها.. حدد عملاً أو اثنين وانظر في وقت العرض المناسب لك وتابعهما واترك الباقي لما بعد رمضان والامتحان.


  • يوم الامتحان:

إذا اعتدت الدراسة ليلاً فحاول ليلة الامتحان أن تنام ولا تذهب دون نوم، بحيث لا يقل عن خمس ساعات، كي لا تكمل النوم في القاعة فوق ورقة الامتحان وتستيقظ على صوت المراقب وهو يخبرك أن الوقت انتهى وعليك أن تسلم ورقتك وتعود للمنزل وتحلم هناك كما يحلو لك.


اشرب الكثير من الماء بين المغرب والفجر إذا كنت ممن يصوم كي لا يؤثر نقص الماء مع الحرّ الشديد على قدرتك على التركيز فيذهب تعبك سدى.


 


رمضان هو الشهر الذي تنتظم فيه الأعمال ويجلس جميع الناس في وقت واحد للطعام مهما اختلفت عاداتهم، بسبب ارتباطهم بوقتي الفجر والمغرب… فيمكنك عزيزي الطالب أن تستغل هذا النظام لتحديد أوقات مذاكرتك ونومك دون أن تقلل من مستواها فتحصل على نتائج أفضل في الامتحان مما قد تحصل عليه خارج رمضان.