الذكاء البشري في خطر… هل سيحلّ الذكاء الاصطناعي محلّه؟

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/24
الذكاء البشري في خطر… هل سيحلّ الذكاء الاصطناعي محلّه؟

إن كنت تريد أن تقوم بعملية حسابية بسيطة، فعلى الأرجح ستخرج هاتف المحمول وستتجه نحو الآلة الحاسبة، وإن كنت تريد القيام بأمر ما بعد حين فأيضًا ستستعين بهاتفك لتقييد منبه بالأمر، وهكذا إلى اللانهاية من الأمور البسيطة التي أصبحنا نتكل في تنفيذها على ذكاء الأجهزة من حولنا أو على الذكاء الاصطناعي بشكل عام! الأمر المخيف هو مقدار التعلق بكل ما يجعل الحياة “أسهل”، فمع الوقت أصبحنا غير قادرين عن الاستغناء عنها. هل جربت الانفصال عن أجهزتك الذكية ليوم كامل؟ الإجابة المرجحة لمعظمنا هي لا!


يتوجب علينا الخوف من الحماقة الجماعية، وما أود الإشارة إليه هو أنّ ملايين الناس يظهرون قلّةً في الذكاء، ولا سيّما في المجالات التي أحرز فيها البشر إنجازات ذكيّة في الماضي. فكّر في المواضيع المدرسية المشتركة مثل: القراءة والكتابة والحساب، ستجد أنّنا بصورة جماعية اليوم أكثر ذكاءً في هذه المجالات من القرون الماضية، ولكن العديد منا يتراجع إلى الخلف على الرغم من كوننا محاطين بالتكنولوجيا الحديثة.


لماذا هذه الاعتمادية، ولمَ تحصل؟


يحلّ الذكاء الاصطناعي محلّ الذكاء البشري وينافسه، ويُطلق عليه اسم “التكسيل الذهني“.


ويوضّح بوب هاي Bob High في هذا الصدد، وهو كبير موظفيّ التكنولوجيا في شركة آي بي إم IBM:


“إنّ أدواتنا تميل إلى أن تكون أكثر قيمةً، عندما نقوم بتنميتها، وعندما نوسّع نطاق معرفتنا، وعندما نزيد من فعاليتنا، وأيضًا عندما تسمح لنا بالقيام بأشياء لا نستطيع نحن البشر القيام بها بأنفسنا”.


نحن هنا لا نتحدث عن الروبوتات القادرة على القيام بأعمالنا كليًا، فالأمر على نطاق أبسط، نطاق المهارات البشرية الأساسية التي ينبغي على كل فرد تعلمها.


ولِمَ قد أرغب بتعلّم إنجاز مهمة ما إن كان حاسبي ينجزها لي؟


المثال الشائع اليوم هو التهجئة، فمع ظهور التدقيق الإملائي في مايكروسوفت وورد Microsoft Word، والتصحيح التلقائي أو تحويل الصوت إلى كلام في الرسائل الموجّهة، والإكمال التلقائي في جوجل Google، استخدم العديد منّا الذكاء الاصطناعي ليحلّ محلّ ذكائه، وكثير منّا يخطِئ في تهجئة الكلمات الصعبة!!


ومن الممكن أن يكون المثال الشائع في المستقبل هو الترجمة اللغوية القائمة على السماع الآلي، ويُعدّ هذا تقدّمًا في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أنّنا سنكون قادرين على التحدّث مع الجهاز الذي سيترجم على الفور كلماتنا إلى أية لغة نريدها.


يبدو هذا مذهلًا أليس كذلك؟! وهذا سيعتمد على إذا ما كنا سنستخدم الذكاء الاصطناعي بدلًا من ذكائِنا. ولكن الذكاء الاصطناعي لا ينبغي أن يكون ذريعةً للبشر للتوقف عن تعلّم اللغات، وبدلًا من ذلك ينبغي أن يكون فرصةً لنا للوصول إلى مزيد من الناس في جميع أنحاء العالم، أو زيادة السرعة التي يتم بها نشر الرسائل الهامة.


ويُعتبَر الذكاء الاصطناعي أداةً مدهشةً عندما تطبق بشكل صحيح، فعندما نستخدم الذكاء الاصطناعي لزيادة ذكائنا، فإنّ مهاراتنا تزداد بشكل كبير وتظلّ سليمةً. على سبيل المثال، الرؤية المعززة هي مفهوم لتكوين البيانات بالإضافة إلى ما نراه بالفعل.


ثلاث طرق للحفاظ على ذكائِك الحقيقي سليماً


هناك ثلاث طرق بسيطة لضمان عدم استبدال الذكاء الاصطناعي بذكائِك الحقيقي بشكل كامل في أي وقت قريب.



  1. تطبيق الرياضيات بدون الآلة الحاسبة

يمكن أن تكون الآلة الحاسبة عنصرًا موفرًا للوقت، ولكن هذا لا يعني أن تحل محل قدراتنا في التعامل مع الرياضيات، فإذا كنت تستخدم آلةً حاسبةً أو أدوات رياضية أُخرى، حاول الضرب والقسمة باليد، فقدرتنا على القيام بالرياضيات الأساسية سيضمن أنّنا لن ننسى خطوات الحساب.



  1. القيادة إلى مكان اجتماعك بدون مساعدة نظام تحديد المواقع

تنتشر اليوم بكثرة خرائط جوجل وتطبيق الملاحة المرورية ويز Waze، وهذه التطبيقات هي عمليات التحكم القياسية للسائقين. فالتطبيقات الذكية تخطط بدقة التحويل من اليمين إلى اليسار، وتقوم بتحديث الطرق في الوقت الحقيقي. فإذا كنت تستخدم هذا النموذج من الذكاء الاصطناعي في كل مرة تنتقل فيها من النقطة A إلى النقطة B، حاول البحث في الطريق على الخريطة، ومن ثم الذهاب إلى الوجهة بنفسك، فقراءة الخرائط والتنقل من مكان إلى آخر يبني مهارات الاستدلال المكانية، وعلى النقيض من ذلك يسمح لنا نظام تحديد المواقع متابعة الاتجاهات دون تجميع صورة للمكان الذي نكون فيه.