زراعة الوجه بين مطرقة إنقاذ الحياة وسندان أخلاقيات المجتمع

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/23
زراعة الوجه بين مطرقة إنقاذ الحياة وسندان أخلاقيات المجتمع

كانت ولا تزال العديد من المشاكل الصحيّة المتعلّقة بالإنسان غير قابلة للحل، وتطول قائمة الأمراض العضال التي لا شفاء منها. وهذا بالرغم من التطوّر الهائل الذي حققته البشرية على صعيد الصحة والدراسات النسيجيّة والفيزيولوجيّة. بالإضافة إلى القفزات الهائلة في علم الكيمياء الحيويّة ووسائل التشخيص السريري والمخبري والشعاعي. ولكون الإنسان لا يقف عند حدٍّ من التطوّر ولا يستسلم لمجريات الأمر الواقع بسهولة؛ استمرت البشرية في تطوير وسائل عديدة وخلق أفكار وتطوير نظريّات متعدّدة منها ما كان قابلاً للتنفيذ ومنها ما يزال محض الخيال. وهنا يجب الحديث عن زراعة الوجه يا رفاق.


تاريخ زراعة الأعضاء بشكلٍ عام


هنا لن نتحدث عن زراعة الوجه بالتحديد؛ فيجب التمهيد أولًا.


إحدى الأفكار التي دخلت حيّز التنفيذ كانت زراعة الأعضاء البشريّة في حال قصورها وعدم قيامها بوظائفها. وهنا بدأ التاريخ بنقل الأعضاء من الحيوانات بدايةً، إلى البشر، ومن ثم أصبح المصدر الرئيسي للأعضاء البشرية من مرضى الموت الدماغي والمتبرعين. ولعلّ المستقبل يجعل من مزارع الأعضاء البشرية في المخبر المصدر الأساسي للأعضاء، وكل ذلك بهدف إطالة عمر البشرية وتحسين حياة الأفراد. وفي هذا الصدد نجحت أول عملية زراعة كلية في عام 1954 وتلاها نجاح زراعة الكبد في عام 1967 والقلب في 1968. وتعدّى الأمر تلك الأعضاء الحيوية وصولاً لأكبر أعضاء الجسم وهو الجلد.