الرسائل النصية القصيرة SMS تحتفل باليوبيل الفضي وتنتظر مستقبلًا مشرقًا

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/24
الرسائل النصية القصيرة SMS تحتفل باليوبيل الفضي وتنتظر مستقبلًا مشرقًا

هل تتذكر أول مرة استخدمت فيها الرسائل النصية القصيرة SMS، وما كان محتوى رسالتك الأولى؟ بالنسبة لي، أذكر أنّ أول رسالة نصية أرسلتها كانت منذ ما يقرب من 18 عامًا، بالتحديد عام 2000 وهو العام الذي شهد نقلةً نوعيةً في حياتي، حيث امتلكت أول هاتف محمول من إنتاج شركة إريكسون السويدية التي اختفت حاليًا بعد مدة من استحواذ شركة سوني عليها، أمّا محتوى الرسالة فكان “لقد أصبح لدي هاتف محمول وهذا هو رقمي”.


لم تكن تلك النقلة استثنائية في حياتي وحسب، بل مثلت الرسائل النصية القصيرة SMS نقلةً للبشرية بأكملها، غيرت من كيفية تفاعلنا وتواصلنا عبر الأميال والمحيطات. لذا، علينا أن نشارك العالم احتفاءه لحدث لم يلتفت إليه الكثير من ملايين بل بلايين البشر الذي يدينون بالفضل في هذه التقنية الرائعة، فبالأمس احتفلت الرسائل النصية القصيرة SMS باليوبيل الفضي على أول رسالة نصية قصيرة في العالم.


منذ 25 عامًا شهد العالم إرسال أول رسالة نصية قصيرة SMS كان محتواها “ميلاد سعيد Merry Christmas”، ومنذ ذلك الحين وعلى مدى عدة سنوات بعد ذلك، احتلت هذه التقنية مكانةً هامةً لدينا جميعًا، فأصبحت بديلًا رائعًا عن المكالمات الصوتية لما تتميز به من تحديد وانخفاض في التكلفة، وأصبحت مثالًا على أسسه بنيت العديد من التطبيقات التي لا تزال تستخدم عبر بلايين البشر شهريًا.


وعلى الرغم من أنّ هذه التقنية لم تعد في قلب الحدث كما كان الحال منذ 10 سنوات مثلًا، وعلى الرغم من نجمها لم يعد ساطعًا بالقدر الكافي، إلّا أنّها لا تزال أفضل حالًا من العديد من التقنيات والمنتجات الأخرى التي كانت مدة 25 عامًا أو أقل كافيةً تمامًا للقضاء عليها واختفائها كليًا، مثل: هاتفي إريكسون الذي حدثتكم عنه في الفقرة الأولى، فلا تزال الرسائل النصية القصيرة SMS قادرة حتى هذه الساعة على البقاء والتواجد، وهذا هو ما تؤكده الإحصائيات وما تؤكده أيضًا معاملاتنا اليومية المعتادة.


فعلى الرغم من ظهور تطبيقات مراسلة أحدث وأغنى بالخصائص وأقل من حيث التكلفة، مثل: ماسنجر فيسبوك وواتساب وغيرها، لا تزال الرسائل النصية القصيرة SMS هي الوسيلة الأكثر استخدامًا في المناطق النامية مثلًا، والتي لا يزال قاطنوها مستخدمين أوفياء للهواتف النقالة القديمة، ولكن الإحصائيات تؤكد أنّ ليس العالم النامي فقط هو الزبون الرئيسي لهذه التقنية، بل تؤكد إحصائيات موقع Statistic Brain أنّ الولايات المتحدة الأمريكية وحدها شهدت إرسال واستقبال 781 مليار رسالة نصية قصيرة في شهر يونيو الماضي فقط.


ويكمن السبب في استمرار شهرة وفعالية الرسائل النصية القصيرة SMS – بالإضافة إلى استخدامها في الدول النامية –  في بناء العديد من الأنظمة التقنية حول طبيعة وتقنية هذه الرسائل، فالمعاملات البنكية مثلًا أصبحت تتم عبر الرسائل النصية القصيرة في الكثير من أنحاء العالم، فعندما تقوم باستخدام بطاقتك الائتمانية أو الدائنة في شراء منتج من متجر ما، يقوم البنك التابعة له البطاقة بإرسال رسالة نصية تعلمك باستخدام البطاقة، ولا يختلف الأمر مع رسائل الشركات المزودة لخدمة الاتصالات التي تمطرك برسائل يومية أكثر من تلك التي قد ترسلها إليك زوجتك أو والدتك.


ولا يتوقف الأمر عند هذا فحسب، بل عن العديد من التطبيقات الجديدة للرسائل النصية القصيرة تؤكد على أنّ نهاية هذا النظام ليست قريبةً بعد، فمنصات مثل: MessageBird و Twilio تسمح للمستخدمين بتطوير تطبيقات معقدة باستخدام الرسائل النصية القصيرة SMS كوسيلة رئيسية للتفاعل، أمّا منصة Textocracy الإنجليزية المنشأ فتتيح استخدام الرسائل النصية لإرسال ردود أفعال العملاء حول الخدمات الحكومية والخاصة المختلفة.