ما هي الكنيسة الأرثوذكسية
تُعرف الكنيسة الأرثوذكسية الكاثوليكية بشكل عام باسم الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية منذ نشأة الطوائف المسيحية في القرن الأول الميلادي ، ويكون ذلك بشكل جزئي لتجنب الالتباس مع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية .يبلغ عدد أعضائها حوالي 200 مليون عضو تقريبًا ، ومعظمهم في أوروبا الشرقية ، واليونان ، والقوقاز ، وتقع قاعدتها التقليدية في اسطنبول الحديثة ، والتي كانت تعرف قديمًا باسم القسطنطينية .[1]
تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية
تعايشت الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية في الألف عام الأولى مع الكنيسة الكاثوليكية التي تتخذ من روما مقرًا لها ، ومع ذلك تعتبر العلاقات بين الاثنين مليئة بالخلافات اللاهوتية ، والسياسية بشكل دائم .وقد أدت هذه الاختلافات في نهاية الأمر إلى حدوث انقسام بين الشرق والغرب ، وذلك معروف باسم الانشقاق الكبير ، حيث أنه في عام 1054 م انفصلت روما والقسطنطينية عن بعضهما البعض ، وقد ألقى كل طرف باللوم على الآخر في التسبب في ذلك الخلاف بل كل طرف اتهم غيره بالهرطقة .ويرجع الدور الديني للقسطنطينية إلى الإمبراطور قسطنطين ، وهو الذي جعل المسيحية في القرن الرابع الديانة الرسمية للإمبراطورية البيزنطية ، وبالتالي لعاصمتها حيث ظلت اسطنبول هي المقر التاريخي للأرثوذكسية برغم من سقوطها في أيدي الأتراك المسلمين عام 1453 .[2]
تنظم الكنائس الغربية الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية ضباطها الروحيين في ثلاث فئات رئيسية الشمامسة في الأسفل ، ويليهم الكهنة ثم الأساقفة ، حيث أن الاختلاف الأكبر بين الكنيستين هو مكانة البابا الروم الكاثوليك .تم تضمين معتقدات الكنيسة الرومانية الكاثوليكية بدقة في وثيقة من مجلد واحد تعرف باسم التعليم المسيحي ، ونفس الشيء لا يمكنه أن ينطبق على الكنيسة الشرقية .وعلى الرغم من ذلك يلتزم كلاهما بالقرارات التي اتخذتها المجامع المسكونية السبعة الأولى ، التي وحدت قادة الكنيسة بين 325 و787 للاتفاق على العديد من المبادئ الأساسية .حيث أن تلك المبادئ التي تم الاتفاق عليها ، هي أشكال الله الثلاثة الآب في السماء ، والابن يسوع المسيح الذي جاء إلى الأرض وعاد إلى السماء ، والروح القدس الذي هو حضور الله في كل مكان .تتمثل الاختلافات الرئيسية بين الكاثوليك والبروتستانت في إنهم يعبدون نفس الإله لكن مبادئ الإيمان لديهم مختلفة ، حيث أنه بعد خمسمائة عام من الإصلاح ، لا تزال هناك انقسامات شديدة بين البروتستانت والكاثوليك .[3]
ما هي الاختلافات الرئيسية بين الكاثوليك والبروتستانت
يوجد العديد من الاختلافات بين الكاثوليك والبروتستانت والتي من أهمها الآتي :
إعادة تشكيل فهم الكتاب المقدس :نجد أن للكاثوليك والبروتستانت وجهات نظر مختلفة حول معنى وسلطة الكتاب المقدس ، حيث أنه بالنسبة للمسيحين البروتستانت قد أوضح لوثر أن الكتاب المقدس ، هو كتاب الله الوحيد الذي قدم فيه إعلاناته إلى الناس ويسمح لهم بالدخول في شركة معه .الكاثوليك لا يبنوا معتقداتهم على الكتاب المقدس وحده إلى جانب الكتاب المقدس فإنهم مرتبطون ، بالإضافة إلى ذلك بتقاليد الكنيسة الرومانية الكاثوليكية .
فهم الكنيسة :للكاثوليك والبروتستانت وجهة نظر مختلفة حول طبيعة الكنيسة ، حيث أن كلمة جامعة تعني احتضان الجميع ، وترى الكنيسة الكاثوليكية نفسها على أنها الكنيسة الحقيقية الوحيدة في جميع أنحاء العالم تحت قيادة البابا .نجد أن الكنائس البروتستانتية التي نشأت من الإصلاح ، والتي تعرف باسم الإنجيلية لا تشكل كنيسة واحدة موحدة .
البابا :نجد أن البروتستانت ليسوا منفتحين على الإطلاق على الأسبقية البابوية وفقًا لوجهة النظر الإنجيلية ، تتعارض هذه العقيدة مع ما جاء في الكتاب المقدس فهم يرفضون البابوية بشدة .وقد يرى الكاثوليك في البابا خليفة الرسول بطرس أول رئيس لـ كنيستهم الذي عينه يسوع المكتب البابوي له ما يبرره من خلال سلسلة مزعومة ، وغير منقطعة من التكريس .
فهم المكتب :تعتبر السلسلة المستمرة المعروفة باسم الخلافة الرسولية مهمة بشكل عام لمختلف المناصب الروحية في الكنيسة الكاثوليكية مع سر الكهنوت ، حيث ينال الأساقفة ، والكهنة ، والشمامسة ختم من الله مدى الحياة يمنحهم ذلك الختم سلطة سرية على العلمانيين الكاثوليك ، وذلك التكريس لا يمكن أن يعطى إلا للرجال .لا يكرس البروتستانت أشخاص معينين في مناصبهم ، ولكنهم يقبلون مبدأ نقل الكهنوت إلى كل مؤمن حتى للنساء أيضًا .
القربان المقدس أو العشاء الرباني :تنعكس آراء الكاثوليك حول الوظيفة الروحية في القربان المقدس ، وهو يعتبر طقس يحيي ذكرى العشاء الأخير لـ يسوع مع تلاميذه قبل صلبه ، وبمجرد تكريسها من قبل الكاهن باسم يسوع ، ويصبح الخبز والخمر هما جسد المسيح ، ودمه لا يجوز لغير الكاثوليك المشاركة في المناولة .القربان المقدس لها معنى مختلف للكاثوليك والبروتستانت ، حيث أن الخبز المعروف باسم القربان حيث يجسد يسوع ، ويمكن الصلاة من أجله .نجد البروتستانت يفعله هذه الطقوس فقط من أجل إحياء ذكرى موت يسوع ، وقيامته بينما الكاثوليك يمثل الخبز المكرس تمثيل جسد يسوع .
[3]
معتقدات الكاثوليك
تختلف معتقدات الكاثوليك عن معتقدات بقية المذاهب المسيحية وتتلخص فيما يلي :-
الإيمان برب واحد ، وهو الآب القدير صانع السماء ، والأرض ، وصانع كل الأشياء المرئية وغير المرئية .الإيمان برب واحد وهو يسوع المسيح ابن الله الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور .اعتقاد أن الله نور من نور إله حق من إله حق مولود غير مخلوق .الاعتقاد بأن الله موجود من أجل البشر ، ومن أجل خلاصهم ونزل من السماء ، وبروح القدس تجسد من مريم العذراء ، وصار إنسان من أجل البشر .الإيمان بأن الله صلب على عهد بيلاطس البنطي ، ومات ، ودفن ، وقام مرة أخرى في اليوم الثالث وفقًا للكتاب المقدس .الإيمان بأن الله صعد إلى السماء ، وجلس عن يمين الآب ، وسوف يأتي مرة أخرى في مجد لكي يدين الأحياء ، والأموات ، ولن تنتهي مملكته .الايمان بالروح القدس وأن الرب ، واهب الحياة ، ومن يعبد الآب ، والابن هو معبد وممجد من خلال الأنبياء .الإيمان بكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية ، والاعتراف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا والتطلع إلى قيامة الأموات ، وحياة العالم القادم .الإيمان بأن الكتاب المقدس هو كلمة الله الموحى بها منذ بداية المسيحية ، حيث حددت الكنيسة الكاثوليكية قانون الكتاب المقدس .[4]