تعريف الفلسفة البراجماتية

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020-03-02
تعريف الفلسفة البراجماتية

منذ أن نشأت الفلسفة وهي محل جدل في الحضارات المختلفة ، وقد تعددت الحركات والمذاهب الفلسفية ، وقد تعددت كذلك أسماء الفلاسفة العظماء على مر التاريخ ، ولعل الفلسفة المعاصرة البراجماتية هي أحد أنواع الحركات الفلسفية ، تلك التي تمت الدعوة إليها منذ الربع الأخير من القرن التاسع عشر .فقد أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن تطبيق مفهوم الفلسفة البراجماتية ، ذلك المفهوم الذي يعتمد على مجموعة من المعايير الثابتة ، التي تتمحور جميعها حول نجاح النتائج النهائية للأفكار والخطط ، لذا اليوم سنتعرف بصورة اكبر على مفهوم الفلسفة البراجماتية ، وكيفية تأثيرها على العالم بداية من القرن العشرين حتى اليوم .

مفهوم الفلسفة البراجماتية

مفهوم الفلسفة البراجماتية قائم على نجاح النتائج النهائية لأي عمل ، فالبراجماتية تدعو إلى التصديق على النتائج الأخيرة لأي فكرة أو عمل يقوم الإنسان به ، وقد أكدت البراجماتية على أن نجاح العمل في النهاية هو وحده الحقيقة الثابتة ، ومن قواعد الفلسفة البراجماتية رفض الأفكار والأيدلوجيات غير العملية .الجدير بالذكر أن الترويج لهذه الحركة الفلسفية ، بدأ منذ الربع الأخير من القرن التاسع عشر ، لكنه كان سائداً مع بداية القرن العشرين ، فالولايات المتحدة الأمريكية قد اعتمدت مبادئ وأفكار الفلسفة البراجماتية ، وذلك في النظام التعليمي والسياسي والأدبي ، بالإضافة إلى اعتماد تلك الفلسفة بالقطاع التعليمي ، و علم النفس وعلم الاجتماع والقانون داخل البلاد .الجدير بالذكر أن الكاتب الفلسفي جون ديوي كان له التأثير الأكبر في نشر مفاهيم الحركة ، وذلك على مدار نصف قرن من الزمان ، حيث انتشرت مؤلفات جون ديوي لتغير من أفكار الشعب الأمريكي ، وبالفعل تم إثبات ذلك من خلال مجموعة من الدراسات التي تم إجرائها بعد الترويج لمؤلفات ديوي .يذكر أن الترويج للفلسفة البراجماتية قد فقد الكثير بعد جون ديوي ، لكن بعض الفلاسفة الجدد حاولوا استكمال المثيرة من بعده ، ولعل ريتشارد رورتي هو أحد الفلاسفة الجدد ، الذين أثروا بشكل كبير في الكتابات الفلسفية البراجماتية .[1]

سلبيات وايجابيات الفلسفة البراجماتية

مثل أي حركة فلسفية تمتلك الفلسفة البراجماتية جانباً مظلماً ، فعلى الرغم من امتلاك تلك الحركة الفلسفية مجموعة من الإيجابيات ، إلا أنها كذلك تمتلك مجموعة من السلبيات ، لنتعرف على إيجابيات وسلبيات الفلسفة البراجماتية .إيجابيات الفلسفة البراجماتيةتتميز الفلسفة البراجماتية بتغلب الجانب العملي عليها ، فالنتائج المطلوبة هي فقط التي تقرر نجاح أو فشل الأفكار المطروحة ، بينما الميول الشخصية وغيرها من العوامل الغير مجدية ، فلا يمكنها التأثير على الفلسفة البراجماتية .سلبيات الفلسفة البراجماتيةرأى بعض النقاد أن الفلسفة البراجماتية غير مرنة ، أي أنها لا تنظر سوى للنتائج النهائية فقط ، فعلى الرغم من نجاح تلك الفلسفة في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل عام ، إلا أن بعض المشاريع تحتاج إلى نوع آخر من الفلسفة ، حتى تنجح وترى النور .[2][3]

الفلسفة البراجماتية لجون ديوي

إذا قمنا بالتحدث عن الفلسفة البراجماتية ، لا يمكننا أن نغفل عن ذكر ” جون ديوي ” ، تلك الشخصية التي أثرت كثيرا في نشر مفاهيم وأفكار الفلسفة البراجماتية ، وذلك في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم بشكل عام ، فعلى الرغم بذل الكثير من الفلاسفة الجدد جهوداً كبيرة في تبسيط مفاهيم تلك الحركة ، لكن ديوي كان بمثابة الأب الروحي لأولئك الكتاب .كان جون ديوي مؤيداً بارزاً للفلسفة البراجماتية ، ومؤيداً لنشر هذا الفكر في المجتمع الأمريكي ، وهذا ما جعله يصبح صاحب المؤلفات الأكثر تداولاً لهذه الفلسفة في العالم ، وذلك من خلال الاعتماد على مفاهيم أساسية ، تلك المفاهيم تتمثل في نشر الديمقراطية ، والاعتماد على العلم ، لذا أصبحت تلك المفاهيم ملازمة لأفكار الشعب الأمريكي على مر التاريخ .يذكر أن ديوي لا يمتلك دوراً بارزاً في نشر أفكار البراجماتية فحسب ، بل هو كذلك يمتلك جهوداً بارزة في نشر مفاهيم التربية الحديثة بالعالم ، وقد تم تداول أفكاره الفلسفية والتربوية في الولايات المتحدة الأمريكية على نطاق واسع ، ولازالت أفكاره حتى اليوم تدرس في الولايات المتحدة .[4][5]

اصول ومبادئ الفلسفة البراجماتية

الاطلاع على مبادئ وأصول الفلسفة البراجماتية ، سيجعلك تتطرق إلى التعرف على أصول تلك الفلسفة على الجانب التعليمي ، لنتعرف على أهم مبادئ الفلسفة البراجماتية بالجانب التعليمي .

  • المنفعة : هذا المبدأ مبني على الاستفادة من كل شيء يقوم الطالب بتعلمه ، فالطالب لا يجب أن يحصل على معلومات مبنية على نظريات مجردة ، بل يقوم بالحصول على معلومات قابلة للتطبيق ، والحصول على نتائج نهائية مُجدية .
  • الاهتمام : هذا المبدأ قائم على اهتمامات الطالب ، إذ يقوم الطالب بالتعلم من خلال مجموعة من الطرق ، وقد أشار جون ديوي إلى 4 اهتمامات أساسية للطلاب ، تلك الاهتمامات تتمثل في المحادثة والتحقيق والبناء والتعبير الإبداعي .
  • التجربة : هذا المبدأ يقوم على استخدام التجارب لتحقيق الخبرات ، فلا يمكن للطالب التعلم ، من دون القيام بتجربة الأشياء بنفسه ، هذا سوف يعمل على تثبيت ما يتعلمه في عقله بشكل أكبر .
  • التكامل : هذا المبدأ يقوم على تكامل العلوم وارتباطها مع بعضها البعض ، فدور المعلم يقوم على ربط العلوم التي يحصل عليها الطالب في سياق متصل ، ذلك يسهّل عملية استيعاب الطالب ، ويجعله أكثر قدرة على الدراسة والتحليل .[6]
  • الطبيعة الانسانية في الفلسفة البراجماتية

    يؤمن الفلاسفة البرجماتيين بمجموعة من الأسس ، تلك التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالطبيعة الإنسانية ، لنتعرف على بعض المفاهيم البراجماتية ، التي ترتبط بالطبيعة الإنسانية .

  • التجربة الإنسانية : الإنسان بإمكانه الاطلاع على العالم فقط من خلال التجربة الذاتية ، فالتجارب الشخصية التي قام بها الإنسان هي التي أثبتت له مفهوم التغير وعدم الثبات ، فلقد حصل الإنسان على خلو العالم والطبيعة من الثبات ، حتى الجبال والأنهار والسماء والأرض ، فعلى الرغم من كونها ثوابت إلا أنها دائمة التغير بسبب العوامل الطبيعية .
  • تحسين المعتقدات الراسخة في العقل البشري على مدار حياته قابلة للتحسين ، فالثبات على المعتقدات من دون تحسين ليس من مفاهيم الفلسفة البراجماتية .
  • عمل الإنسان من المعتقدات البراجماتية بامتياز ، فالعمل في نظر البراجماتيين هو الشيء الوحيد الذي يحقق للشخص والأمة النتائج المنشودة ، فالعمل الإنساني له الأولوية على التفكير العقلاني ، لأن نتائج العمل مؤثرة ومثمرة .
  • الجدير بالذكر أن الفلسفة البراجماتية كانت رافضة لفلسفة ديكارت التي دعا إليها ، تلك التي تدعو إلى التفكير المطلق .[7]

    الفلسفة البراجماتية في التربية

    ارتبطت الفلسفة البراجماتية بالتربية مثلما ارتبطت بالتعليم ، فتلك الفلسفة استغنت عن أفكار الفلسفات الأخرى ، التي كانت مبنية على الأفكار النظرية فحسب ، إذ بحثت الفلسفة البراجماتية عن التطبيق والنتائج النهائية ، وهذا ما انعكس على الجانب التربوي .تشير الفلسفة البراجماتية إلى ضرورة التخلص من القيود المفروضة على العقل ، وتحريره من الأفكار الصلبة في عقله ، ليصبح صاحب تأثير مثمر بشكل أكبر ، كما تدعو الفلسفة البراجماتية إلى تنويع المصادر التربوية والتعليمية ، وذلك فيه تمكين الشخص من التفاعل الاجتماعي ، بل والتطوير من قدراته وتحسين أفكاره .[1]