الأنبياء والرّسل
يُعرّف النبي لغةً على أنه صاحب النبوّة المخبِر عن الله تعالى، وهو إنسان يختاره الله -عز وجل- ليوحي إليه بشريعة أو دين،
عدد الرسل والأنبياء
بعث الله تعالى الأنبياء والرسل إلى أقوامهم ليخرجوهم من الظلمات إلى النور، وقد كانت بعثتهم متتابعة، حيث يتْبع الرسول الرسول، مصداقاً لقول الله تعالى: (ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَىٰ ۖ كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ ۚ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ ۚ فَبُعْدًا لِّقَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ)،
ويبلغ عدد الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم خمسة وعشرين نبياً، ثمانية عشر منهم ذُكروا في سورة الأنعام، والباقي في سور متفرقة، ومنهم أربعة عرب وهم: شعيب، وصالح، وهود، ومحمد صلى الله عليه وسلم، وتجدر الإشارة إلى اختلاف العلماء في نبوّة ثلاثة أشخاص ورد ذكرهم في القرآن الكريم، وهم: الخضر، وتبّع، وذي القرنين، حيث قال بعض العلماء بنبوّة ذي القرنين وتبّع، والصحيح التوقف في ذلك، لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما أدري أَتُبَّعُ أنَبيًّا كان أم لا؟ و ما أَدري ذا القَرنينِ أَنبيًّا كانَ أم لا؟)،
ومن الجدير بالذكر أن العلماء قد اختلفوا في عدد الأنبياء والرسل، ويرجع السبب في خلافهم إلى ثبوت بعض الأحاديث النبوية التي تذكر عددهم عند بعض أهل العلم، وعدم ثبوتها عند بعضهم الآخر، حيث قال بعضهم أن عدد الأنبياء والرسل مئة وأربعة وعشرون ألفاً، واستدلوا على ذلك بالحديث الذي رُوي عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- أنه قال: (يا رسولَ اللهِ كمِ الأنبياءُ؟ قال: مئةُ ألفٍ وعشرونَ ألفًا، فقال: يا رسولَ اللهِ كمِ الرُّسلُ مِن ذلك؟ قال: ثلاثُمئةٍ وثلاثةَ عشَرَ جمًّا غفيرًا، قال: يا رسولَ اللهِ مَن كان أوَّلَهم؟ قال: آدَمُ)،
ومن العلماء من قال بأن عدد الأنبياء والرسل ألف نبي ورسول، واستدلوا بما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إنِّي خاتَمُ أَلْفِ نَبيٍّ، وأكثَرُ ما بُعِثَ نَبيٌّ يُتَّبَعُ إلَّا قد حذَّرَ أُمَّتَه الدَّجَّالَ)،
خصائص الأنبياء والرسل
اصطفى الله -تعالى- الأنبياء والرسل من صفوة البشر، وفضّلهم بخصائص عديدة ميّزتهم عن سائر الناس، ويمكن بيان بعض هذه الخصائص فيما يأتي:
- العصمة من ارتكاب الكبائر: حيث إن الأنبياء والرسل معصومون عن ارتكاب الفواحش والآثام، ويستحيل وقوعهم بها، وقد نقل القاضي عياض -رحمه الله- إجماع المسلمين على عصمة الأنبياء من الفواحش، والموبقات، والكبائر، وقال بعض أهل العلم أن الأنبياء معصومون عن صغائر الذنوب أيضاً.
- الوحي: فقد ميّز الله -تعالى- الأنبياء عن غيرهم من البشر بأن دعوتهم كانت بوحي من الله تعالى، مصداقاً لقوله عز وجل: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ).
[13] - نوم العيون من غير نوم القلب: فقد روت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (تنامُ عيني ولا ينامُ قلبي)،
[14] وروى أنس بن مالك -رضي الله عنه- واصفاً النبي -عليه الصلاة والسلام- في حادثة الإسراء والمعراج: (وتَنامُ عَينُه ولا يَنامُ قَلبُه، وَكذلكَ الأَنبياءُ تَنامُ أَعينُهم وَلا تَنامُ قُلوبُهم)،[15] وقد بيّن الإمام النووي -رحمه الله- أن هذا من خصائص الأنبياء عليهم السلام. - عدم نزع لأْمة الحرب عند لبسها إلا بعد القتال: فقد رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إنَّه ليس لنَبيٍّ إذا لَبِسَ لَأْمَتَه أنْ يَضَعَها حتى يُقاتِلَ).
[16]
مكانة الأنبياء والرسل عند رسول الله
كان محمد -صلى الله عليه وسلم- يحب إخوته في النبوّة ويحترمهم ويقدّرهم، ويعتبر نفسه والأنبياء الذين سبقوه كلبِنات في بناء واحد، أو كحلقات في سلسلة واحدة، ولم يكن -عليه الصلاة والسلام- ينظر إليهم على أساس المفاضلة، أو المنافسة، أو المنازعة، بل كان يقول: (إنَّ مَثَلي ومَثَلَ الأنبياءِ من قبلي، كمَثَلِ رجلٍ بنى بيتًا، فأحسَنه وأجمَله إلَّا موضِعَ لبِنةٍ من زاويةٍ، فجعَل النَّاسُ يطوفونَ به، ويعجَبونَ له ويقولون: هلَّا وُضِعَت هذه اللَّبِنةُ؟ قال: فأنا اللَّبِنةُ، وأنا خاتمُ النَّبيِّينَ).
المراجع
- 1 - تعريف و معنى الأنبياء في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي , www.almaany.com , 14-2-2019. بتصرّف. .
- 2 - تعريف و معنى الرسول في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي , www.almaany.com , 14-2-2019. بتصرّف. .
- 3 - الإيمان بالرسل , www.al-eman.com , 14-2-2019. بتصرّف. .
- 4 - سورة المؤمنون، آية: 44. .
- 5 - سورة النساء، آية: 164. .
- 6 - هل صح في عدد الأنبياء والرسل شيء ؟ , www.islamqa.info , 18-03-2008، 14-2-2019. بتصرّف. .
- 7 - رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5524، صحيح. .
- 8 - عدد الأنبياء والرسل , www.fatwa.islamweb.net , 2001-8-1 ، 14-2-2019. بتصرّف. .
- 9 - رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 361، أخرجه في صحيحه. .
- 10 - رواه ابن كثير، في تفسير القرآن، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2/423، إسناده ضعيف فيه الربذي ضعيف وشيخه الرقاشي أضعف منه. .
- 11 - رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 11752، إسناده ضعيف. .
- 12 - د. أمين بن عبد الله الشقاوي (21-10-2017)، " من خصائص الأنبياء -عليهم السلام- " , www.alukah.net , د. أمين بن عبد الله الشقاوي .
- 13 - سورة النساء، آية: 163. .
- 14 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3569، صحيح. .
- 15 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 7517، صحيح. .
- 16 - رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 14767، صحيح لغيره. .
- 17 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3535، صحيح. .
- 18 - مكانة الأنبياء والرسل عند رسول الله , www.islamstory.com , 2011-05-23، 14-2-2019. بتصرّف. .