صلاة التراويح
تُعرَّف صلاة التراويح بأنّها: صلاة قيام الليل التي تُؤدّى في شهر رمضان، وسُمِّيت التراويح بهذا الاسم؛ لأنّ الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا يجلسون للاستراحة بعد كُلّ أربع ركعات منها، وقد صلّاها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- معهم ثلاثة أيّام، ثُمّ تركها؛ خشية أن تُفرَض عليهم،
للمزيد من التفاصيل عن صلاة التراويح الاطّلاع على مقالة: ((ما هي صلاة التراويح)).
كيف تُصلّى صلاة التراويح
يرى جمهور الفقهاء أنّ صلاة التراويح تُؤدّى ركعتَين ركعتَين؛ لِما رواه ابن عمر -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى)،
وقد وردت كيفيّة الصلاة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وعن الصحابة -رضي الله عنهم-، ومَن جاء بَعدهم من التابعين؛ فالمُسلم يبدأ بالطهارة، وسَتر عورته، ثمّ يستقبل القِبلة بوجهه، ويتوجّه إلى الله -تعالى- بقلبه مُخلصاً عمله له، ثُمّ يبدأ الصلاة بتكبيرة الإحرام؛ فيقولها بلسانه: "الله أكبر"، ثُمّ يقرأ بسورة الفاتحة، ويقرأ بعدها ما تيسّر له من القُرآن الكريم، ثُمّ يركع حتى يطمئنّ في رُكوعه، ثُمّ يرفع من الرُّكوع حتى يطمئنّ وهو قائم، ثُمّ يسجد على أعضائه السبعة، وهي: اليدَين، والرِّجلَين، والرُّكبتَين، والوجه، ثُمّ يرفع من سُجوده، ثمّ يسجد مرّة أُخرى، وبعد الانتهاء من السجدة الثانية يكون قد أنهى الركعة الأولى، ثُمّ يقوم للركعة الثانية، ويفعل كما فعل في الركعة الأُولى، وفي آخر الصلاة يجلس للتشهُّد والصلاة على النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، ثُمّ يدعو بما شاء من الدُّعاء، ثُمّ يُسلّم عن يمينه وشماله ممّن بجانبه من الملائكة والناس.
للمزيد من التفاصيل عن كيفية صلاة التراويح الاطّلاع على المقالة: ((كيفية صلاة التراويح في البيت)).
وقت صلاة التراويح
يبدأ وقت صلاة التراويح بعد الانتهاء من صلاة سُنّة العِشاء وقبل الوتر، ويمتدُّ وقتها إلى أذان الفجر الثاني، ومن صلّاها قبل العِشاء لزمته الإعادة؛ لأنّها من السُّنَن التابعة للفريضة، فلا تُؤدّى إلّا بَعدها، كما لا تصحُّ صلاتها بَعد الفجر؛ لِفوات وقتها، وهي من الصلوات التي لا تُقضى بعد خُروج وقتها، وصلاتها بعد فرض العِشاء وقبل السنّة جائز، إلّا أنّ الأفضل القيام بها بعد السنّة.
للمزيد من التفاصيل عن وقت صلاة التراويح الاطّلاع على المقالات الآتية:
اشتراط النيّة في صلاة التراويح
يُعَدّ تعيين النيّة لصلاة التراويح شرطاً عند الشافعية، والحنابلة، وبعض الحنفية؛ فلا تجوز عندهم الصلاة دون تحديد النيّة؛ إذ ينوي المُصلّي أداء قيام الليل في رمضان؛ لأنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ)،
القراءة في صلاة التراويح
رأى الحنفيّة، والحنابلة أنّ من السنّة خَتم القُرآن في صلاة التراويح، وذلك لتحقيق سماع القُرآن كاملاً في صلاة التراويح، في حين يرى المالكية، والشافعية استحباب ختم القُرآن في صلاة التراويح، وتجوز للإمام قراءة سورة واحدة في جميع صلاته وإن كان ذلك بِخلاف الأولى، وقد ذهب المُعاصرون، ومنهم الشيخ ابن باز إلى أنّ الأمر في ذلك واسع؛ إذ يجوز للإمام أن يقرأ ما شاء من القُرآن بشرط عدم الإخلال بصحّة الصلاة، ومُراعاة أحوال المُصلّين، وإن كان الأفضل خَتم القُرآن في الصلاة.
للمزيد من التفاصيل عن صلاة التراويح الاطّلاع على مقالة: ((كيفية قراءة القرآن في صلاة التراويح)).
عدد ركعات صلاة التراويح
تعدّدت مذاهب الفقهاء في عدد ركعات صلاة التراويح، وذهبوا في المسألة إلى ثلاثة أقوال:
- ذهب جمهور الفقهاء من الشافعية، والحنفية، والحنابلة إلى أنّها تُؤدّى عشرين ركعة، واستدلّوا بعمل الصحابة من المُهاجرين والأنصار.
[12] - ذهب المالكيّة إلى أنّها سِتٌّ وثلاثون ركعة ما عدا الشَّفع والوَتر، واستدلّوا بعمل أهل المدينة في ذلك.
[13]
وقال الإمام ابن تيمية إنّ كُلّ ذلك صحيح، ونصّ الإمام أحمد على عدم وجود عدد مُعيَّن من الركعات في صلاة التراويح، واستدلّ بأنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- لم يُحدّد لها عدداً مُعيَّناً، ويكون عدد الركعات بحسب قُدرة الإنسان على القيام، ويرى الفقهاء أنّ صلاة التراويح تُؤدّى في جماعة، أو على انفراد،
للمزيد من التفاصيل عن كيفية صلاة التراويح الاطّلاع على المقالة: ((كم عدد ركعات التراويح)).
الوَتر بعد صلاة التراويح
يُسَنّ للمُسلم أن يبقى مع الإمام حتى يُصلّي الوَتر، وإذا أراد الصلاة في آخر الليل، فإنّه يُصلّي ما شاء، ويكفيه الوَتر الأوّل الذي صلّاه مع الإمام، ويجوز له إذا نوى القيام بعد ذلك أن ينوي أداء صلاة التراويح عندما يُؤدّي الإمام صلاة الوَتر، وعندما يُسلّم الإمام فإنّه لا يُسلّم معه؛ إذ يقوم ويأتي بركعة أُخرى، ويُوتِر في آخر الليل.
فَضل صلاة التراويح
أجمعَ العُلماء على أنّ حُكم صلاة التراويح سُنّة عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، ولا عِبرة بالأقوال التي تقول بغير ذلك؛ لأنّها شعيرة من شعائر الإسلام الظاهرة، وتُصلّى في كُلّ ليلة من ليالي رمضان؛ فلا يتحصّل قيام رمضان إلّا بقيام جميع لياليه، وممّا جاء في فَضل صلاتها أنّها سبب في مغفرة الذُّنوب؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (مَن قامَ رمضانَ إيمانًا واحتِسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ مِن ذنبِهِ)،
للمزيد من التفاصيل عن فضل صلاة التراويح الاطّلاع على المقالة: ((فضل صلاة التراويح في رمضان)).
وللمزيد من التفاصيل عن صلاة التراويح الاطّلاع على المقالات الآتية:
- ((حكم صلاة التراويح)).
- ((من الذي جمع الناس في صلاة التراويح)).
- ((لماذا سميت صلاة التراويح بهذا الإسم)).
المراجع
- 1 - سعيد بن علي بن وهف القحطاني، <i> " فضائل الصيام وقيام صلاة التراويح " , ، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 52-53، جزء 1 , سعيد بن علي بن وهف القحطاني .
- 2 - رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 749، صحيح. .
- 3 - عبد الكريم الخضير، <i> " شرح مختصر الخرقي " , ، صفحة 6 , عبد الكريم الخضير، .
- 4 - الفِقهُ الميَسَّر , (الطبعة الأولى)، الرياض: مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة , عَبد الله بن محمد الطيّار، .
- 5 - سعيد حوّى (1994)، <i> " الأساس في السنة وفقهها - العبادات في الإسلام " , (الطبعة الأولى)، : دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع , سعيد حوّى (1994)، .
- 6 - محمد صديق خان بن حسن القِنَّوجي (2003)، <i> " الروضة الندية (ومعها: التعليقاتُ الرَّضية على «الرَّوضة النّديَّة» ) " , (الطبعة الأولى)، القاهرة: دَار ابن عفَّان للنشر والتوز , محمد صديق خان بن حسن القِنَ .
- 7 - وَهْبَة بن مصطفى الزُّحَيْلِيّ، <i> " الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ " , (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار الفكر، صفحة 1091، جزء 2 , وَهْبَة بن مصطفى الزُّحَيْ .
- 8 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 1، صحيح. .
- 9 - وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - الكويت، <i> " الموسوعة الفقهية الكويتية " , (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 140-141، جزء 27 , وزارة الأوقاف والشئون الإس .
- 10 - هل يجب تعيين النية لصلاة التراويح؟ , islamweb.net , 2-11-2004، 30-4-2020. بتصرّف. .
- 12 - محمد نعيم ساعي (2007)، <i> " موسوعة مسائل الجمهور في الفقه الإسلامي " , (الطبعة الثانية)، مصر: دار السلام للطباعة والنشر والتو , محمد نعيم ساعي (2007)، .
- 13 - محمد بن أحمد عليش (1989)، <i> " منح الجليل شرح مختصر خليل " , ، بيروت: دار الفكر، صفحة 343 , محمد بن أحمد عليش (1989)، .
- 14 - وَهْبَة بن مصطفى الزُّحَيْلِيّ، <i> " الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ " , (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار الفكر، صفحة 1089-1090، جزء 2 , وَهْبَة بن مصطفى الزُّحَيْ .
- 15 - صلاة التراويح في المسجد جماعة أفضل من صلاتها في البيت , www.islamqa.info , 6-12-2004، 12-10-2020. بتصرّف. .
- 16 - حكم صلاة الوتر مع إمام التراويح أو تركه إلى آخر الليل , www.binbaz.org.sa , 15-4-2020. بتصرّف. .
- 17 - رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2205، صحيح. .
- 18 - رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 1100، صحيح. .
- 19 - أحمد بن محمد بن طاهر الكاف، <i> " القول المليح في أحكام صلاة التراويح " , ، صفحة 12-13 , أحمد بن محمد بن طاهر الكاف، .