أولياء الله في القرآن والسُّنة
وَرد ذكر أولياء الله في القرآن الكريم في قول الله تعالى: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)،
الأمور التي تجعل المُسلم من أولياء الله
لا شكّ في أنَّ بلوغ درجة أولياء الله هو فضلٌ عظيمٌ يناله المُسلم، علماً بأنَّ هناك صفات يجب على المُسلم التحلِّي بها؛ حتى يَبلغ هذه الدرجة الرفيعة، بالإضافة إلى أعمال يجب المواظبة عليها؛ لنيل هذا الفضل العظيم، وممّا يجعل المسلم يبلغ درجة أولياء الله -تعالى- ما يأتي:
- الإيمان بالله تعالى؛ وهو أولى الخُطوات الواجب اتّباعها؛ حتى يكون العبد وَليّاً لله -سبحانه-؛ فالإيمان الحقيقيّ المُستقرّ في القلب يكون شاملاً لعدَّة معانٍ، وهي أركان الإيمان الستَّة، والمُتمثِّلة بالإيمان بالله تعالى، وملائكته، وكُتبه، ورُسله، واليوم الآخر، والقَدَر خيره، وشرّه.
- تقوى الله سبحانه؛ وهذا أمرٌ جَليٌّ قد ذكره الله -سبحانه- في كتابه العزيز، وذلك عندما قَرَن بين أولياء الله، والتقوى في قوله: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ*الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ)،
[9] فقد أبلغ الله -تعالى- عباده المُتَّقين درجة الأمن، والسكينة، والرِّفعة في الآخرة. ومن الجدير بالذكر أنَّ التقيَّ هو: من راقب الله -تعالى- في حركاته، وسَكناته جميعها، فإن لم يكن يرى ربَّه، فإنَّ ربَّه -عزَّ وجلَّ- يراه؛ لذلك عليه أن يُحسِن العمل، ويأتي الحلال، وينتهي عن الحرام؛ حتى يبلغ هذه الدرجة الرفيعة بإذن الله. - الاجتهاد في التقرُّب إلى الله -تعالى- فيما يُحبّ؛ وقد فصَّل الله -تعالى- ذلك في الحديث القُدسيّ الصحيح بقوله: (من عادَى لي وليَاً فقد آذنتُه بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتى أُحبَّه، فإذا أحببتُه: كنتُ سمعَه الذي يسمَعُ به، وبصرَه الذي يُبصِرُ به، ويدَه التي يبطِشُ بها، ورِجلَه التي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه)،
[10] علماً بأنّه عندما يتقرَّب المُسلم إلى ربِّه -عز وجل- بالطاعات، والقُربات، ويحفظها؛ ابتغاء رضوانه، يُقرِّبه الله -تعالى- إليه؛ بحفظه عن الحرام، والزلّات، ويعصمه عن كلّ مكروه، وسوء قد يلحق به، ويُؤمِّنه ممَّا يُخيفه، ويحميه ممَّا يضرُّه بإذنه.
فضل أولياء الله في الدنيا والآخرة
يُؤكِّد الله -سبحانه- في الآيات الكريمة على أنّ فضل أوليائه، والنعيم الذي يلحق بهم يشملُهم في الدنيا، والآخرة، فيقول تعالى: (لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)،
المراجع
- 1 - سورة يونس، آية: 62. .
- 2 - سورة يونس، آية: 63. .
- 3 - رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي مالك الأشعريّ، الصفحة أو الرقم: 4/83، إسناده حسن. .
- 4 - تفسير: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) , www.alukah.net , 2018-8-9. بتصرّف. .
- 5 - سورة البقرة، آية: 257. .
- 6 - سورة المائدة، آية: 56. .
- 7 - حتى تكون ولياً لله , www.ar.islamway.net , 2018-8-9. بتصرّف. .
- 8 - من كان لله تقياً كان لله ولياً , www.alukah.net , 2018-8-16. بتصرّف. .
- 9 - سورة يونس، آية: 62،63. .
- 10 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6502 ، صحيح. .
- 11 - سورة يونس، آية: 64. .