لماذا سمي الطائر الحزين بهذا الاسم

حيوانات  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ٠٦:٠٢ ، ٦ فبراير ٢٠١٧
لماذا سمي الطائر الحزين بهذا الاسم

مالك الحزين

مالك الحزين أو البلشون هو اسم يشملُ حوالي ستين نوعاً من الطيور، تمتازُ بطول سيقانها الشديد، وبأنها تعيشُ قرب المُسطّحات المائية مثل البحيرات، والسبخات، والمُستنقعات، وتتغذّى عن طريق النزول في المياه بهدوءٍ شديد واصطياد فرائسها، حيث تتغذى على الحيوانات الصغيرة الأخرى، مثل الأسماك، والضفادع وغيرها من كائنات الماء. في بعض الأحيان قد يعيش مالك الحزين في مستعمراتٍ على الأشجار؛ حيث يُمكن أن تحتوي الشجرة الواحدة على ما يصلُ إلى أكثر من مائة عش.[1]

سبب تسمية مالك الحزين بهذا الاسم

ترجع تسمية الطائر مالك الحزين بهذا الاسم إلى اعتقاد الناس بأنّ لهذا الطائر طابعاً حزيناً؛ فهو يعيشُ في الأصل بالقُرب من البحيرات والمستنقعات الصغيرة، والتي لا يفارقها أبداً حتى تجفّ، ومتى ما جفَّت فإنه يبقى حولها (رغم جفافها) مُطأطأ الرأس، فيبدو وكأنه حزينٌ على جفافها، ولهذا الطائر اسمٌ آخر في اللغة العربية هو البلشون، فهو عادةً ما يُسمّى به في دولة مصر.[2]

أنواع طائر مالك الحزين

تسكنُ طيور مالك الحزين جميع أنحاء العالم تقريباً، ولكنَّها تكون أكثر نوعاً وعدداً في الأقاليم الاستوائية على وجه الخُصوص،[3] ومن أشهر أنواعها البلشون الرمادي، الذي يقطن قارات العالم القديم، والبلشون الأزرق، الذي يَقطن قارات العالم الجديد، ومنها كذلك البلشون ذو الوجه الأبيض المُنتشر في أستراليا، والبلشون الأرجواني الذي يُعدّ مُنتشراً في جنوب أوروبا وآسيا، وكذلك يوجد البلشون الأبيض، وهو نوعٌ يَعيش في معظم أجزاء العالم ما عدا القطبين المتجمّدين، ويبلغ طول البالغ منه ما يصل إلى المتر، وعرض جناحيه أكثر من ذلك، وقد اصطيد بأعدادٍ كبيرة على وجه الخصوص سعياً للحصول على ريشه. يعيش هذا الطائر في مُستعمرات كبيرة من مئات الطيور، وهو يتنقّل لمسافات طويلة بعيداً عن مكان عشّه ومستعمرته الأصلية.[4]

مع أنَّ أنواع هذا الطائر كثيرة ومُنتشرة في العالم، ولكنّ العديد من هذه الأنواع نادرةٌ جداً ولا تتواجدُ سوى في أماكن قليلة، كما أنَّ ما لا يقلّ عن نوع من كلّ خمسة منه يُعدّ مهدداً بالانقراض في الوقت الحالي، ويعودُ هذا بدرجة ما إلى أنَّ الكثير من طيور البلشون كانت تُصطاد وتُقتل لجمع ريشها وبيعه؛[5] فخلال سنةٍ واحدةٍ في أواخر القرن التاسع عشر قُتل ما يزيدُ عن مائتي ألف طائر بلشون للحصول على ريشه فحسب.[1] إلا أنَّ هذه التجارة لم تعُد مجديةً اقتصادياً الآن، ولذلك باتَ الخطرُ الرّئيسي الذي يَتهدَّدُ هذه الكائنات هو تدمير بيئتها الطبيعية، فموائِلها تتناقصُ؛ بحيث إنّها تفقد المساحة التي تستطيع العيشَ فيها.[5]

سلوكيّات طائر مالك الحزين

عادةً ما تقف طيور مالك الحزين في مُسطّحات الماء وأعنقها مُلتوية، وأمّا عندما تحلّق في الهواء فتكون سيقانها متدلّيةً وراء أجسادها ورؤوسها مسحوبةً إلى الخلف، وهو ما يُعاكس معظم الطيور، حيث تَميل الأنواع الأخرى لمدّ أعناقها ورؤوسها إلى الأمام. يمتازُ مالك الحزين بأنّ له جناحين عريضين قويَّين، ومنقاراً رفيعاً وطويلاً ذا نهاية حادَّة، كما أنَّ لديه ريشاً رفيعاً يستفيد منه في التخلّص ممّا يعلقُ بجسمه من زيُوت الأسماك والقذارات.[3]

تبني طيور البلشون لنفسها أعشاشاً من العصي السائبة وحزم الأغصان، وهي تُقيمها على رؤوس الأشجار المُرتفعة، وبعد التزاوج تَضعُ الأنثى في العشّ ما يَتراوح من ثلاث إلى ستّ بيضات، تَحضنها لفترةٍ من الوقت حتى تفقس، ومن ثمَّ تعتني الأمّ بفراخها لعدة أسابيع؛ حيث تكون عاجزةً تماماً عن الحركة أو الطيران، وبالتالي يتولّى الأبوان تقديم الطعام إليها. تقضي هذه الطيور الكثير من وقتها حول البحيرات؛ حيث تقفُ ورأسها بين كتفيها في صمتٍ وانفراد، وتكون تنتظرُ بأناةٍ حتى ظهور فريسة تستطيع الانقضاض عليها والتهامها.[4]

عادةً تصطادُ طيور مالك الحزين طعامها وحيدةً، ولكنّ أنواعاً قليلةً منها - مثل البلشون الأسود - تتنقَّلُ بأسرابٍ لتتغذى بطريقة جماعية، وتصيد طيور البلشون غذائها بطرقٍ كثيرة ومتنوّعة. في إحدى وسائل الصيد، يقفُ الطائر ثابتاً على طرف مُسطّح مائي مُنتظراً ظهور سمكةٍ بصبرٍ كي ينقضَّ عليها ويطعنها بمنقاره، وقد يمشي حول الحشائش أو الماء وهو يرفرف بجناحيه متجهّزاً لينقضَّ بساقه على أيّ سمكةٍ أو مخلوقٍ آخر يظهرُ أمامه، كما يلجأ إلى إزعاج فرائسه أو تشتيتها كي تَخرجَ من مخابئها، وقد يمشي بسُرعةٍ شديدةٍ حول موئِله الطبيعي بحثاً عن كائنٍ صغيرٍ يستطيع الانقضاض عليه، وغالباً ما يأكل هذا الطائر الحيوانات المائية (مثل الأسماك) أو البريّة (مثل الزواحف)، ولكن بعض أنواعه قد تأكل الحَشَرات والكائنات الطائرة الصغيرة.[5]

يُعرف عن البلشون الأسود أنه عندما يصطاد يَهمّ بتغطية رأسه بنفش ريش جناحيه اتقاءً لأشعّة الشمس، وذلك كي تأتي الأسماك إلى بقعة الظل، كما أنّ البلشون الأخضر الّذي يعيشُ في اليابان يجذِبُ الأسماك التي يصيدها بمدّ طُعمٍ لها يكون مُكوّناً من الريش أو الخُبز.[1]

كيفيّة تمييز طائر مالك الحزين

في أحيان كثيرة يخلطُ الناس ما بين مالك الحزين (البلشون) وطائر الكركي الذي يَنتمي إلى فَصيلةٍ مُستقلّةٍ من الطيور، ولكنّها قريبة من حيث الشكل والمظهر، والطريقة الأسهل للتفريق بين الفصيلتين هي بالاعتماد على شكل الرقبة؛ حيث تكون رقبة الكركي قصيرةً نسبياً، وغالباً ما يَرفعُها إلى الأمام أثناء حركته، وخصوصاً عندما يطير، وأمّا مالك الحزين فإنّ رقبته طويلةٌ مُقارنةً بالكركي، وتأخذ دوماً شكلاً منحنياً أو ملتوياً، فعندما يَطير يلتصقُ رأسه - تقريباً - بظهره، وأمّا الكركي فهو يبسطُ عنقه ورأسه إلى الأمام خلال طيرانه.[6]

المراجع