المحتويات
النفس
تعدّدت معاني النفس في القرآن الكريم، وكان لها من الاختلاف بحسب السياق التي وردت به، فقد تأتي بمعنى الروح، وقد تكون بمعنى الإنسان؛ أيّ شخصية الإنسان بكامل هيئتها، بما تتكوّن به من لحمٍ ودمٍ، وجاء لفظ النفس بذلك المعنى كثيراً في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: (قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ)،
الروح
تتميّز الروح بأنّها من أعظم مخلوقات الله تعالى، فكان لها التشريف والتعظيم؛ حيث نسبها الله -تعالى- لذاته الجليلة، حيث قال: (فَإِذا سَوَّيتُهُ وَنَفَختُ فيهِ مِن روحي فَقَعوا لَهُ ساجِدينَ)،
الفرق بين النفس والروح
أجمع الرسل على أنّ الروح مخلوقةٌ محدثةٌ مدبّرةٌ، ويعدّ ذلك الأمر من المعلوم من الدين بالضرورة، وقد سار على ذلك النهج الصحابة والتابعين، ثمّ بعد ذلك ظهر أناسٌ ممّن قَصُر فهمهم، فزعموا بأنّ الروح قديمةٌ، وكان احتجاجهم على ذلك بأنّها من أمر الله تعالى، وأمره لا يُمكن أن يكون مخلوقاً، كما أنّه أضافها إليه، فالروح ليست هي الله، وليست صفةً من صفاته؛ وإنّما هي من مخلوقاته، وقيل في الروح بأنّها جسمٌ، وقيل بأنّها عرضٌ، فحين يُقال: نفس الإنسان؛ يُفهم من ذلك بأنّها حالة الإنسان حين يظهر بغير الحالة المعتاد أن يكون عليها في موقفٍ معينٍ؛ كالحب، والكره، وحين تنفصل الروح عن الجسد فلا وجود للنفس، والنفس هي الموكلة بتنفيذ الأوامر الموجّهة إليها، عن طريق المخ البشري، فهي التي تتولّى التفصيلات، والخطوات، كما وتملك القوة التنفيذية، أمّا الروح فلعِظم خلقها، فإنّها صاحبة السرّ الذي لا يُمكن لأحدٍ إدراكه، أو إنكاره، فجميع المخلوقات على اختلافهم، سواءً أكانوا مؤمنين أم كافرين، لا يستطيع أحدٌ منهم، أن ينكر وجود الروح بداخله، وذلك بسبب عدم القدرة على الحركة دون وجود الروح، فبالموت تكون الأعضاء جميعها سليمةً، ومع ذلك لا يستطيع الميت الحركة؛ بسبب خروج الروح منه، وعلاقة النفس بالروح تتمثّل بأنّ النفس لا تتمكّن من القيام بأيّ حركةٍ دون وجود الروح، ومع ذلك فإنّ الروح لا يمكنها التأثير في سلوك النفس، أو التغيير منه؛ بل هي بمثابة الوقود الذي يحرّك الجسم، والذي يسير وفق ما تُمليه النفس عليه.
المراجع
- 1 - سورة القصص، آية: 33. .
- 2 - سورة المائدة، آية: 32. .
- 3 - صلاح مفتاح (10-9-2017)، " حقيقة النفس في القرآن الكريم ومعانيها " , www.alukah.net , صلاح مفتاح (10-9-2017)، .
- 4 - سورة الحجر، آية: 29. .
- 5 - سورة الإسراء، آية: 85. .
- 6 - سورة الإنسان، آية: 28. .
- 7 - سورة الأنعام، آية: 162-163. .
- 8 - سمير الأبارة (5-9-2015)، " مكانة الروح في القرآن الكريم " , www.alukah.net , سمير الأبارة (5-9-2015)، .
- 9 - علي العبيدي (11-1-2015)، " الفرق بين النفس والروح " , www.alukah.net , علي العبيدي (11-1-2015)، .
- 10 - خالد الدرملي (16-12-2012)، " العلاقة بين النفس والروح " , www.alukah.net , خالد الدرملي (16-12-2012)، .