ما هي الحرب البيولوجية

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020-01-30
ما هي الحرب البيولوجية

تعرف الحرب البيولوجية باسم (Biological Warfare) ، ويطلق عليها أيضًا الحرب الميكروبية والجرثومية ، وتكون عن طريق الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا أو الفطريات أو الفيروسات التي تنقل الأوبئة أو السموم الموجودة في الطبيعة ، والتي يمكن استخدامها لقتل أو إصابة الأشخاص .ويمكن أن يتراوح عمل الإرهاب البيولوجي من مجرد خدعة بسيطة إلى الاستخدام الفعلي لهذه الأسلحة البيولوجية وتدمير الدول والشعوب ، يشار إليها أيضًا على أنها عوامل ، وهناك عدد من الدول لديها عوامل الحرب البيولوجية ، وهناك مخاوف من أن الجماعات الإرهابية أو الأفراد قد يكتسبون تلك التقنيات والخبرات ؛ لاستخدام هذه العوامل المدمرة، ويمكن استخدام العوامل البيولوجية في عملية اغتيال فردية ، وكذلك للتسبب في عجز أو موت الآلاف من الناس إذا كانت البيئة ملوثة .[1]

خطورة الحرب البيولوجية

الأسلحة البيولوجية هي كائنات مسببة للأمراض والسموم ومصممة خصيصًا ؛ لتؤذي أو تقتل البشر أو الماشية أو المحاصيل الزراعية ، وأيضًا هناك بعض العوامل البيولوجية التي تحدث بشكل طبيعي ، مثل الكائنات الحية التي تسبب الجمرة الخبيثة ، والطاعون ، والجدري حيث يتم معالجته لاستخدامه في الأسلحة .ويمكن نشر هذه الأسلحة بطرق مختلفة ، بما في ذلك من خلال المنصات والأدوات العسكرية التقليدية المتاحة ، وفي بعض الحالات ، لا يمكن اكتشاف آثار الهجوم على الفور ، لأن العدوى تحتاج إلى وقت للتسبب في حدوث المرض ، وبالتالي يحدث الوباء وينتشر بين الناس ويتسبب في وفاة أعداد غفيرة .

أول حرب بيولوجية في التاريخ

التاريخ مليء بأمثلة كثيرة لاستخدام الأسلحة البيولوجية ؛ حيث تعود محاولات استخدام عوامل الحرب البيولوجية إلى العصور القديمة ؛ فقد استُخدمت في العصور القديمة عن طريق السم وغيره لقتل بعض القادة ، وغيرهم من السياسيين .فمثلا خلال الحرب الفرنسية والهندية في القرن الثامن عشر الميلادي ، وفي خطة محددة انتشر مرض الجدري ، حيث قدمت القوات البريطانية تحت إشراف السير جيفري أمهيرست البطانيات التي استخدمها ضحايا الجدري للأمريكيين الأصليين .وفي العصر الحديث ؛ وصلت الحرب البيولوجية إلى التطور خلال القرن العشرين ، فخلال الحرب العالمية الأولى ، طور الجيش الألماني الجمرة الخبيثة ، والغدد ، والكوليرا ، وفطريات القمح خصيصًا لاستخدامها كأسلحة بيولوجية ، وزُعم أنهم نشروا الطاعون في سانت بطرسبرغ ، وحاولوا أن يفعلوا الشيء نفسه مع خيول الفرسان الفرنسيين .وقد تم توقيع بروتوكول جنيف لعام 1925م من قبل 108 دولة ، وهو بروتوكول يمدد حظر العوامل الكيميائية ليشمل العوامل البيولوجية ؛ حيث كان هذا أول اتفاق متعدد الأطراف ، وخلال الحرب العالمية الثانية ، قامت القوات اليابانية بتشغيل منشأة سرية لأبحاث الحرب البيولوجية ، وهي الوحدة 731 في منشوريا والتي أجرت تجارب بشرية على السجناء ، وقد عرّضوا أكثر من 3000 ضحية للطاعون والجمرة الخبيثة والزهري ، وعوامل أخرى في محاولة لتطوير المرض ومراقبته ، ولقد أُعدم بعض الضحايا وتوفوا بسبب إصابتهم .[2]

الحرب البيولوجية والجمرة الخبيثة

هناك عدد من البلدان تواصل البحث في الأسلحة البيولوجية الهجومية ، وتستخدمها منذ الثمانينات ، وقد أصبحت المنظمات الإرهابية من أكثر الجهات المستفيدة من العوامل البيولوجية ، ونستعرض هنا بعض حوادث الإرهاب البيولوجي التي وقعت :– ففي شهري سبتمبر وأكتوبر من عام 1984م أصيب 751 شخصًا عمدًا بالسالمونيلا ، وهو عامل يسبب التسمم الغذائي ، عندما قام أتباع بهجوان شري راجنيش بتلويث حانات سلطة المطاعم في ولاية أوريغون ، وفي عام 1994م ، حاولت طائفة يابانية من عبادة أم شينريكيو أن تطلق الجمرة الخبيثة (التي تم رشها في الهواء من قمم المباني في طوكيو ) .– وفي عام 1995م ، أُدين عضوان من مجموعة ميليشيا في مينيسوتا بحيازتهم مادة الريسين ، التي أنتجها لاستخدامها في الانتقام من المسؤولين الحكوميين المحليين.– وفي عام 2001م ، تم إرسال الجمرة الخبيثة عن طريق البريد إلى وسائل إعلام حكومية أمريكية ، ومكاتب حكومية وكان هناك خمس وفيات نتيجة لذلك .– وفي ديسمبر 2002م ، تم اعتقال ستة من الإرهابيين المشتبه بهم في مانشستر بإنجلترا ، وكان من بينهم عالم كيميائي يبلغ من العمر 27 عامًا كان ينتج السم وهناك الكثير والكثير من الأمثلة .

كيف يتم نشر الفيروسات في الحرب البيولوجية

– يتم نشر تلك الفيروسات بطرق مختلفة ، فمن الممكن نشرها عبر الهواء ، ولكي تكون سلاحًا بيولوجيًا فعالًا ، يجب تفريق الجراثيم المحمولة بالهواء كجزيئات دقيقة ، ويجب أن يتنفس الشخص كمية كافية من الجزيئات في الرئتين لإحداث المرض .[3]– تُستخدم أيضا في المتفجرات (المدفعية والقذائف والقنابل التي يتم تفجيرها) ، ولكن تجدر الإشارة إلى أن استخدام عبوة ناسفة لتوصيل ونشر العوامل البيولوجية ليس بنفس فعالية إيصالها في الهواء الذي يتنفسه الناس ، وذلك لأن العوامل تميل إلى التدمير بسبب الانفجار ، مما يترك عادة أقل من 5٪ من العامل يكون قادر على التسبب في المرض .– يمكن استخدامها أيضًا بوضعها في الغذاء أو الماء ، فتلوث إمدادات المياه في مدينة مثلًا يتطلب كمية كبيرة ، وكذلك إدخالها في الماء بعد أن تمر عبر منشأة المعالجة الإقليمية .– من الممكن أيضًا امتصاصها عن طريق الجلد أو حقنه ، وقد تكون هذه الطريقة مثالية للاغتيال ، ولكن من غير المحتمل أن تستخدم للتسبب في خسائر بشرية كبيرة .

كيف يتم الكشف عن الأسلحة البيولوجية

يمكن العثور على العوامل البيولوجية في البيئة باستخدام أجهزة الكشف المتقدمة ، بعد إجراء اختبارات محددة أو عن طريق الطبيب الذي يبلغ عن تشخيص طبي لمرض ناتج عن أحد العوامل ، وقد تكون الحيوانات أيضًا ضحية مبكرة ويجب عدم التغاضي عنها .يسمح الاكتشاف المبكر للعامل البيولوجي في البيئة بالمعالجة المبكرة والمحددة ، وإتاحة الوقت الكافي لعلاج الآخرين الذين تعرضوا للأدوية الواقية ، ويجب أن يكون الأطباء قادرين على تحديد الضحايا في وقت مبكر والتعرف على أنماط المرض المنتشر .لذا إذا لاحظت وجود أعراض غير عادية أو وجود عدد كبير من الأشخاص الذين يعانون من نفس الأعراض أو الحيوانات الميتة أو غيرها من النتائج الطبية غير المقنعة ، فيجب أن يُشتبه في حدوث هجوم بيولوجي ، وهنا يجب أن يقوم الأطباء بالإبلاغ عن هذه الأنماط إلى مسئولي الصحة العامة حتى يتم السيطرة على الموقف وإيقاف تلك الحرب البيولوجية .