ما هي أسباب الحموضة وعلاجها

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ١٢:٣٢ ، ٦ يوليو ٢٠٢٠
ما هي أسباب الحموضة وعلاجها

حموضة المعدة

تُعرّف حموضة المعدة أو حرقة المعدة أو حرقة الفؤاد (بالإنجليزية: Heartburn) بأنّها الحالة التي يشعر فيها المُصاب بانزعاجٍ في الجزء السفليّ من الصدر، وهذا الانزعاج أقرب ما يكون للشعور بشيءٍ حارق، وذلك بسبب ارتداد جزءٍ من أحماض المعدة منها إلى الجزء المُسمّى بالمريء،[1] والجدير بالذكر أنّ المريء هو أنبوبٌ عضليٌّ يصل بين الحلق والمعدة، ويُقدّر طوله بما يُقارب عشرين سنتيمترًا، وحقيقةً يوجد ما يُشبه الصمامات في أعلى المريء وأسفله، وأمّا الصّمام الموجود في الجزء العلوي من المريء فيُسمّى العضلة العاصرة العلوية للمريء (بالإنجليزية: upper esophageal sphincter)، وهو مجموعةٌ من العضلات إرادية الحركة وتُستخدم عند تناول الطعام، أو التقيؤ، أو التجشؤ، أو حتى التنفس، وتكمن أهمية هذه العضلات في منع الطعام من الوصول إلى القصبة الهوائية، وأمّا بالنسبة للصّمام السفلي فيُعرف بالعضلة العاصرة السفلى للمريء (بالإنجليزية: lower esophageal sphincter)، وهو مجموعةٌ من العضلات الموجودة في الجزء السفلي من المريء حيث يلتقي المريء بالمعدة، وهو غير إرادي التحكّم، وتكمن أهميته في منع ارتداد أحماض المعدة منها إلى المريء.[2]

وبالعودة للحديث عن حموضة المعدة يجدر بيان أنّ الأشخاص الذين يُعانون من هذه الحالة يشعرون بألمٍ حارقٍ في أسفل الصدر وخاصةً بعد تناول الطعام، بالإضافة إلى احتمالية الشعور بذلك أثناء الليل، وقد يزداد هذا الألم أو الانزعاج سوءًا عند الاستلقاء أو الانحناء، فضلًا عن احتمالية شعورهم بطعمٍ لاذعٍ أو مذاقٍ غير مُستساغٍ في الفم، وعلى أيّة حال فإنّ حرقة المعدة غير المُلازمة للمصاب لا تُعدّ مدعاةً للقلق، وفي الغالب يُمكن السيطرة عليها بتناول أحد أنواع الأدوية المُخصصة لهذا الغرض والتي تُباع دون وصفةٍ طبيةٍ أو حتى يُمكن السيطرة عليها في بعض الحالات بإجراء بعض التعديلات الطفيفة على نمط الحياة،[3] ولكن في حال استمرار ظهور أعراض حرقة المعدة وتحديدًا لأكثر من مرتين أسبوعيًّا فإنّ ذلك قد يجعل المُصاب عُرضةً لتشخيص إصابته بمشكلة الارتجاع المعدي المريئيّ (بالإنجليزية: Gastroesophageal reflux disease).[1]ولمعرفة المزيد عن حموضة المعدة يمكن قراءة المقال الآتي: (حموضة المعدة وعلاجها).

أسباب حموضة المعدة

تُعزى حموضة المعدة بشكلٍ رئيسيّ إلى ارتخاء العضلة العاصرة السفلى للمريء في غير الوقت اللازم، أو بسبب ضعف هذه العضلة وعدم قدرتها على العمل على أتمّ وجه، ففي الوضع الطبيعيّ ترتخي العضلة لتسمح للطعام بالعبور من المريء إلى المعدة، ثمّ سرعان ما تنقبض لتحول دون ارتجاع أحماض المعدة إلى المريء، ولكنّ ضعف هذه العضلة أو ارتخائها لغير حاجة يُسبّب ارتجاع أحماض المعدة إلى المريء، فيشعر المصاب بحرقةٍ أو انزعاجٍ في الصدر، هذا بالإضافة إلى احتمالية الشعور بحرقةٍ في المعدة في الأوقات التي يزيد فيها إفراز المعدة لأحماضها كما هو الحال عند التعرّض للتوتر.[4]

ومن الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى المعاناة من حموضة المعدة ما يُعرف بالفتق الحجابي أو فتق الحجاب الحاجز (بالإنجليزية: Hiatal Hernia)، ولفهم العلاقة بينهما لا بُدّ من بيان مفهوم الفتق بدايةً؛ إذ يُطلق مصطلح الفتق على كلّ حالةٍ صحيّةٍ يندفع فيها جزء من الجسم في موقع غير موقعه الأصليّ؛ فمثلًا في الوضع الطبيعيّ يُوجد في الحجاب الحاجز -الذي يفصل بين الصدر والبطن- ثغرة، وهذه الثغرة يمرّ فيها المريء ليرتبط بالمعدة، وفي حال اندفاع المعدة عبر الثغرة تُعرف الحالة بالفتق الحجابي أو فتق الحجاب الحاجز، ومن الممكن أن يُسبّب الفتق الحجابي في بعض الحالات شعور المصاب بحرقةٍ في المعدة.[5][6]

عوامل خطر ومحفزات حموضة المعدة

توجد مجموعةٌ من العوامل التي تجعل الشخص أكثر عُرضةً للمعاناة من مشكلة حموضة المعدة، وبشكلٍ عام إمّا أن تتسبب هذه العوامل بزيادة كمية الأحماض المُفرزة من قبل المعدة، وإمّا أن تُحدث تغيراتٍ هيكليةٍ بصورة تسمح للأحماض بالارتداد إلى المريء، ويُمكن بيان أهمّ هذه العوامل فيما يأتي:[7]

بعض الأطعمة والمشروبات


حقيقةً تختلف طبيعة الأطعمة والمشروبات التي تُحفّز الشعور بحرقة المعدة من شخصٍ لآخر، ومنها ما يأتي:[8]
  • الكافيين: تُسبب المشروبات المحتوية على الكافيين ارتخاء العضلة العاصرة السفلى للمريء، ممّا يسمح بارتجاع جزءٍ من أحماض المعدة إلى المريء، هذا بالإضافة إلى تسبب المشروبات المحتوية على الكافيين بزيادة إنتاج المعدة لإحماضها بعض الشيء، ومن الأمثلة على المشروبات المحتوية على الكافيين: الشاي والقهوة.

  • الشوكولاتة: فقد تبيّن أنّ الشوكولاتة تحتوي على مركب يُسمّى ثيوبرومين (بالإنجليزية: Theobromine)، وهو المركب ذاته الموجود في بعض النباتات مثل نبتة الكاكاو، وإنّ هذا المركب يُحدث ارتخاءً في العضلة العاصرة السفلى للمريء.

  • الأطعمة الدهنية والمُتبّلة: إنّ هضم الأطعمة الدهنية والمقلية بطيءٌ مقارنةً بباقي أنواع الأطعمة، وإنّ بطء الهضم يُتيح فرصة بقاء الأطعمة في المعدة فترةً أطول، الأمر الذي يُحدث ضغطًا في المعدة، وبالتالي يُحدث الضغط على العضلة العاصرة السفلى للمريء وخاصةً إذا كانت ضعيفة.

  • النعناع.

  • الطماطم ومشتقاتها؛ إذ تُحفّز إنتاج المعدة لأحماضها.

  • العصائر والفواكه الحمضية: مثل البرتقال والليمون وغيرها من المشتقات التي تُحفّز إنتاج المعدة لأحماضها.

  • الكحول: إذ يُسبب ارتخاء العضلة العاصرة السفلى للمريء، فضلًا عن تسببه بزيادة إنتاج المعدة لأحماضها.


العادات الغذائية


من العادات الغذائية التي قد تُحفّز الشعور بحرقة المعدة ما يأتي:[9]
  • تناول كمياتٍ كبيرةٍ من الطعام؛ فهذا من شأنه أن يُسبب تمدد المعدة لفترة طويلة من الزمن، الأمر الذي يجعل إغلاق العضلة العاصرة
السفلى للمريء أكثر صعوبة، وهذا ما قد يُتيح فرصة ارتداد الحمض والشعور بحرقةٍ في المعدة.
  • تناول الطعام بسرعة.

  • تناول الطعام في أوقاتٍ متأخرةٍ من اليوم.

  • الاستلقاء أو الانحناء بعد تناول الطعام بأقل من ساعتين إلى ثلاث ساعات.


الأدوية


من الممكن أن تُحفّز بعض الأدوية الشعور بحرقة أو حموضة في المعدة،أو تزيد هذه المشكلة سوءًا، ولكن يجدر التنبيه إلى عدم التوقف عن تناول الدواء الموصوف من قبل الطبيب المختص دون الرجوع إليه، فعند الشعور بحرقة المعدة يجدر الاتصال بالطبيب وإخباره فيما إن كان يوجد خيارٌ بديلٌ أو حلٌّ معيّن لهذه المشكلة، ومن هذه الأدوية نذكر الآتي:[10][11]
  • الآيبوبروفين: (بالإنجليزية: Ibuprofen)، وينتمي هذا الدواء للمجموعة المُسمّاة مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (بالإنجليزية: non-steroidal anti-inflammatory drugs)، والجدير بالعلم أنّ هذا الدواء قد يُحدث تهيجًّا في المعدة أو المريء، ممّا يُسبّب الشعور بحرقةٍ في المعدة، ومن الممكن تجنّب هذه المشكلة بتجنّب تناول الدواء على معدةٍ فارغة، إضافة إلى الالتزام بالجرعات المحددة.

  • الأسبرين: (بالإنجليزية: Aspirin)، وينتمي هذا الدواء أيضًا لمجموعة مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، ومن الممكن أن يُسبب شعورًا بحموضة فيها في حال أخذه على معدةٍ فارغة، وعلى أيّة حال فإنّه يُنصح بإخبار الطبيب في حال ظهور أيّ أثرٍ أو عرضٍ جانبيّ.

  • بيسفوسفونات: (بالإنجليزية: Bisphosphonates)، وتُعدّ هذه المجموعة الدوائية من أكثر الخيارات المُستخدمة في علاج هشاشة العظام، ومن أمثلتها اليندرونات (بالإنجليزية: Alendronate)، وبشكلٍ عامّ فإنّه يُنصح بأخذ هذا الدواء قبل تناول الطعام والشراب، مع الحرص على عدم الاستلقاء أو النوم لنصف ساعةٍ بعد أخذه، ويجدر إخبار الطبيب في حال الشعور بحرقة المعدة بشكلٍ شديد أو ظهور أيّة آثارٍ جانبيةٍ أُخرى.

  • مكملات الحديد: وهي في الغالب تُستخدم لعلاج فقر الدم الناجم عن عوز الحديد (بالإنجليزية: iron-deficiency anemia).

  • بعض أدوية ضغط الدم المرتفع: من الخيارات العلاجية المُستخدمة في حال المعاناة من ضغط الدم المرتفع الأدوية التابعة لمجموعة حاصرات مستقبلات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium channel blockers) وتلك التابعة لمجموعة حاصرات مستقبلات بيتا (بالإنجليزية: beta blockers)، وإنّ بعض هذه الأدوية قد يُسبب حموضة المعدة، ويُنصح بإخبار الطبيب فقد يكون الحل هو الاستعاضة عن الدواء بواحدٍ آخر.

  • أدوية اخرى: مثل بعض أنواع المضادات الحيوية المُستخدمة في علاج العدوى البكتيرية كالتهاب الرئة (بالإنجليزية: Pneumonia)، وكذلك بعض الأدوية النفسية، مثل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (بالإنجليزية: Tricyclic antidepressants) وبعض مضادات القلق مثل دواء ديازيبام (بالإنجليزية: Diazepam).


الحمل


من الممكن أن يُسبّب الحمل شعورًا بحرقة أو حموضة في المعدة، ويُعزى ذلك إلى عدة عوامل، أهمها ما يأتي:[7][12]
  • زيادة الضغط المُحدث في الرحم ومنطقة البطن عامة، الأمر الذي يُضعف قدرة الجسم على التحكم بالعضلة العاصرة السفلى للمريء، فيرتد الحمض.

  • التغيرات الهرمونية التي تطرأ على جسم المرأة أثناء هذه المرحلة.


عوامل أخرى


  • السمنة وزيادة الوزن: يُحدث الوزن الزائد ضغطًا في البطن بصورةٍ تزيد فرصة المعاناة من حموضة المعدة، وكذلك فقد تبيّن أنّ ارتداء الملابس الضيقة قد يُسبّب المشكلة ذاتها.[8]

  • التمارين الرياضية: من الممكن أن تُحفّز بعض الرياضات الشعور بحرقة في المعدة، ويُعزى ذلك غلى الضغط الذي تُحدثه الرياضة على البطن.[9]

  • التدخين: إذ يُسبّب التدخين ارتخاء العضلة العاصرة السفلى للمريء، ممّا يزيد فرصة الشعور بحموضة المعدة.[7]

  • التوتر: إنّ التوتر بحدّ ذاته قد يزيد شدة الأعراض التي يُعاني منها المصاب بحرقة المعدة، وأمّا بالنسبة للرابط بين التوتر وظهور حرقة المعدة كشعورٍ أوليّ فغالبًا ما يكون الرابط غير مباشر، بمعنى أنّ التصرفات الخاطئة التي قد يُقدم عليها الشخص المتوتر هي التي تُحفّز الشعور بحرقة المعدة، مثل التدخين، وشرب الكحول، واختيار بعض أصناف الأطعمة، والإفراط في تناول الطعام.[13]

علاج حموضة المعدة

يعتمد علاج حموضة المعدة بشكلٍ أساسي على مدى شدة الأعراض التي يُعاني منها المصاب وطبيعة الأعراض الأُخرى التي تُرافق الحالة، وقد تتمّ السيطرة على الحموضة بتجنّب المُحفّزات وتعديل أنماط الحياة؛ بممارسة التمارين الرياضية وتعديل طبيعة النظام الغذائي، وقد لا تتطلّب العديد من الحالات اللجوء للعلاجات الدوائية،[14] وبشكلٍ عام توجد ثلاث مجموعات دوائية يُمكن الاعتماد عليها في السيطرة على أعراض حرقة المعدة وحموضتها، وفيما يأتي بيان هذه المجموعات الدوائية وأمثلة على الادوية التابعة لها:[7][15]

  • مضادات الحموضة: (بالإنجليزية: Antacids)، يهدف استخدام هذا النوع من الأدوية في السيطرة على تأثير أحماض المعدة وحماية بطانة المريء منها، والجدير بالعلم أنّه يمكن أخذها بعد تناول الوجبات وقبل الخلود إلى النوم وعند الحاجة بعد استشارة الطبيب المختص، ومن الخيارات الدوائية التي تندرج في هذه المجموعة: كربونات الكالسيوم (بالإنجليزية: calcium carbonate) وهيدروكسيد الألومنيوم (بالإنجليزية: Aluminium Hydroxide).

  • حاصرات مستقبلات الهيستامين-2: (بالإنجليزية: H-2-receptor antagonists)، واختصارًا H2RAs، تُثبط هذه الأدوية عمل الهيستامين، وهو المركب الكيميائي الذي يُحفّز المعدة لإفراز أحماضها، وبالتالي فإنّ تقليل احماض المعدة يُخفف الأعراض التي يُعاني منها المُصاب بالحموضة، ومن أدوية هذه المجموعة: سيميتيدين (بالإنجليزية: Cimetidine)، ورانيتيدين (بالإنجليزية: Ranitidine)، وفاموتيدين (بالإنجليزية: Famotidine)، ومنها ما يُباع دون وصفة ومنها ما يحتاج لوصفة، ولكن يُفضل استشارة الطبيب دومًا قبل أخذ الأدوية التابعة لهذه المجموعة لاحتمالية تفاعلها مع أدوية أخرى.

  • مثبطات مضخات البروتون: (بالإنجليزية: Proton pump inhibitors)، واختصارًا PPIs، وتُثبط الأدوية التابعة لهذه المجموعة إنتاج المعدة لأحماضها أيضًا، ومن الأمثلة عليها: بانتوبرازول (بالإنجليزية: Pantoprazole) وأوميبرازول (بالإنجليزية: Omeprazole)، وإنّ من أدوية هذه المجموعة أيضًا ما يُباع بوصفة ومنها ما لا يحتاج لوصفة، ولكن يُفضل كذلك استشارة الطبيب قبل استخدامها لاحتمالية حدوث تفاعلاتٍ بينها وبين بعض الأدوية الأُخرى.
ولمعرفة المزيد عن علاج حموضة المعدة يمكن قراءة المقال الآتي: (التخلص-من-الحموضة).

دواعي مراجعة الطبيب

كما بيّنّا سابقًا فإنّ مشكلة حموضة المعدة لا تُعدّ في الغالب مدعاةً للقلق، وخاصةً إذا كانت الأعراض التي يشعر بها المُصاب بسيطةً ولا تحدث بشكلٍ متكرر، ولكن في حال زيادة الحالة سوءًا، أو حدوث حرقة المعدة لأكثر من مرتين أسبوعيًا أو في حال كانت الأعراض شديدة؛ عندها لا بُدّ من مراجعة الطبيب المختص لاحتمالية تشخيص الحالة بما يُعرف بالارتجاع المعدي المريئي، ومثل هذه الحالة تتطلب الرعاية الطبية عن قرب.[16]

فيديو عن حموضة المعدة

تتحدث اختصاصية الجهاز الهضمي والكبد والتنظير الدكتورة ريم محمد الحلالشة عن أسباب حموضة المعدة.


المراجع