ما هي أسباب النسيان

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ٠٩:٣٣ ، ٨ أغسطس ٢٠١٧
ما هي أسباب النسيان

النِّسيان

النسيان أحد الأمور المزعجة التي قد يتعرّض لها الإنسان في مختلف الأعمار ولأسباب عديدة، ولكنّه يُعدّ أمراً طبيعيّاً عند الكثيرين، ولكنّهم يعانون من الآثار المُترتّبة عليه؛ إذ يُؤثّر بشكل سلبيّ على الدّراسة، والعمل، وعلى أداء الوظائف اليوميّة، وينعكس ذلك بالآتي على سلوك الأفراد ولكن بنِسَب مُتفاوتة.

أسباب النِّسيان

هناك عدّة أسبابٍ تؤثّر على الذاكرة وتؤدي إلى النسيان، ومن هذه الأسباب:[1]

  • الاكتئاب: قد يجعل الاكتئاب التّركيزَ أو الاهتمامَ بالأمور صعباً، وبهذا تتأثّر عمليّة تخزين المعلومات ويحدث النسيان، والإجهاد والقلق أيضاً يؤثّران على التركيز والتذكر، فإذا كان الإنسان يعاني من القلق أو الاكتئاب فإنّ الدماغ سيتشتّت بهذا الضغط، فتضعف قدرات الدماغ على استرجاع المعلومات، كما أنّ الإجهاد الناجم عن صدمة عاطفيّة يمكن أن يُؤدّي إلى فقدان الذاكرة.

  • نقص التغذية: وذلك مثل تدنّي مستويات فيتاميني (B1,B12) على وجه التحديد، ويمكن لهذا أن يؤثر على الذاكرة؛ فالتغذية الجيّدة التي تتضمّن البروتينات، والفيتامينات، والدهون عالية الجودة مُهمّة جداً؛ ليعمل الدّماغ بالطريقة المُناسبة.

  • الأدوية والعقاقير الطبيّة: يمكن أن تُسبب النسيان، ومن أنواع الأدوية التي قد تُؤثر على الذاكرة: بعض أنواع مضادات الاكتئاب، أو الأدوية المُضادّة للقلق، أو مرخيات العضلات، أو المهدئات، حتّى العقاقير التي لا تحتاج وصفةً طبيّةً تتداخل مع أدوية أخرى، وتؤثر على الذاكرة.

  • الكحول، أو التبغ، أو تعاطي المخدرات: فاستخدام الكحول المُفرِط لمدّة زمنيّة طويلة هو سبب لفقدان الذاكرة، أمّا التدخين فيحُدّ من كميّة الأكسجين التي تصل إلى الدماغ، ويؤثر هذا على الذاكرة، وقد أظهرت الدراسات أنّ المُدخّنين يجدون صعوبةً في ربط الوجوه مع الأسماء مقارنةً بغيرهم من غير المدخنين، كما أنّ تعاطي المخدرات غير المشروعة يمكن أن يؤدي إلى تغيير المواد الكيميائية في الدماغ، وإضعاف عمليّة التذكر.

  • الأرق: فالأرق وعدم النوم بشكل مناسب يؤثّران على الذاكرة، فالحصول على قسط غير كافٍ من النوم، أو كثرة الاستيقاظ في الليل يمكن أن يُؤدّيا إلى الإرهاق والتعب، ممّا ينعكس سلباً مع القدرة على استرجاع المعلومات والتذكّر.

  • السكتة الدماغية: غالباً ما تسبب فقدان الذاكرة قصيرة المدى، وتحدث السكتة الدماغية عندما يتوقف تدفق الدم إلى الدماغ؛ بسبب انسداد الأوعية الدموية المؤدية إليه، فقد يتذكّر الشخص المصاب بسكتة دماغيّة ذكريات حيّة لأحداث الطفولة، لكن لا يستطيع أن يتذكر ماذا كان طعام الغداء الذي تناوله في اليوم نفسه.

  • إصابات الرأس: مثل تلقّي ضربة شديدة على الرأس جرّاء سقوط أو حادث سيارة مثلاً، يمكن أن يؤذي الدماغ، ويتسبب بفقدان الذاكرة قصيرة المدى أو بعيدة المدى، وتتحسّن الذاكرة في مثل هذه الحالات تدريجياً مع مرور الوقت.

  • الأمراض العقليّة: ومنها الخرف أو الزهايمر تُفقد الفرد تدريجياً ذاكرته، وتُؤثر على مجالات التفكير لديه بالمجمل لدرجة تمنعه من القيام بالأنشطة اليوميّة الاعتياديّة، ويحصل هذا نتيجةً فقدان تدريجيّ لخلايا الدماغ، أو أضرار قد لحقت به بسبب الإدمان على الكحول أو المخدرات.

  • أسباب أخرى يُحتمَل أن تُسبّب النسيان: مشكلات الغدّة الدرقية، أو الالتهابات، مثل: فيروس نقص المناعة البشرية، أو السّل.

علامات النِّسيان الطبيعيّ

هناك بعض المؤشرات والأدلّة على أنّ النسيان طبيعيّ وليس أمراً يستدعي القلق، مقارنةً بالعلامات التي تدل على وجود مشكلة في الذاكرة تستدعي مراجعة الطبيب المُختصّ، من هذه الأدلّة والفروقات:[2]

  • تذكُّر واستدراك الأمور التي نسيها الشخص في وقت لاحق، مثل: تذكّر اسم شخص أو مكان ما بعد حوالي خمس عشرة دقيقةً من محاولة التذكّر، وقد يكون تذكر المعلومات بعد التفكير والتركيز، وقد يحدث الاسترجاع تلقائياً، وهذا نسيان طبيعيّ، لكنّ القدرة على نسيان أماكن مألوفة أو شخص ما قد يكون مؤشراً على وجود مشكلة في الذاكرة.

  • تذكُّر الأحداث أو المعلومات التي مرّت على الشخص في حال حاول أحدهم تذكيره بها يُعدّ من أنواع النسيان الطبيعي، أمّا في حالة عدم القدرة على التذكر مطلقاً فإن ذلك ليس طبيعياً.

  • استخدام المفكرة والعمل عليها؛ لتنظيم المواعيد أو تذكر الأشياء أمر طبيعي جداً، وفي حال عدم القدرة على تنظيم مفكرة أو النسيان على الرّغم من وجودها قد يكون مؤشراً لمشكلة نسيان كبيرة.

  • في حال نسيان المعلومة ثمّ تذكرها، فمن المفروض أن يسهُل استرجاعها وتذكرها في المرّات اللاحقة، أمّا النسيان المتكرر للمعلومة نفسها أكثر من مرة، وعدم القدرة على استرجاعها من قبل الدماغ بسهولة فهو ليس أمراً طبيعياً، ويحتاج متابعةً مع الطبيب.

  • مشاكل الذاكرة، وقد تظهر عند محاولة القيام بأشياء كثيرة في وقت واحد وهذا طبيعيّ، لكنّ عدم القدرة على تذكر كيفية القيام بالمهام العادية، أو القيام بالتسلسل الطبيعي والصحيح للمهمّات فهذا ليس نسياناً طبيعياً، ويستوجب المتابعة مع المختص.

  • النسيان قد يسبب الشعور بالإحباط لدى الشخص تجاه بعض الأمور دون أن يُؤثر هذا الشعور على طبيعته، وفي حال كان الشخص يشعر بالغضب على غير العادة، أو كانت هناك تغيرات واضحة في شخصيته مع عدم القدرة على مواجهة التحديات وحل المشكلات، فإن ذلك قد يدل على مشكلة غير طبيعيّة في الذاكرة.

  • القدرة على المساعدة الذاتية وأداء الاحتياجات الأساسية، مثل: الاستحمام، وخلع الملابس، وتناول الطعام، يعني ذلك أنّ مشكلة النسيان طبيعية، أمّا في حالة ظهور الشخص بالملابس المتسخة، أو سوء نظافته بشكل غير معهود، أو التغير في الوزن؛ بسبب نسيان فيما إذا تناول الشخص الطعام أم لا، فهو مؤشر على وجود مشكلة نسيان غير طبيعيّة.

نصائح لتقوية الذاكرة

هناك عدّة أمور من شأنها التخفيف من النسيان والمساعدة على تقوية الذاكرة، منها:[3]

  • إبقاء العقل في نشاط دائم وتفكير فعّال؛ عن طريق ممارسة الألعاب الفكرية، مثل: حلّ الكلمات المتقاطعة والأحجيات بمختلف أنواعها، وتعلّم العزف على آلة موسيقيّة، أو تعلّم لغة جديدة، كل هذه الأمور من شأنها الإبقاء على اللياقة الذهنية.

  • تنظيم الأشياء وترتيبها في أماكنها المُخصَّصة، وتجنّب الإهمال وعدم الترتيب، فالإنسان معرّضٌ لنسيان أماكن الأشياء إذا استمرّ في تغيير أماكنها، ويُساعد تنظيم المواعيد أو المهامّ الواجب تأديتها على دفتر أو مفكرة على تذكرها أكثر من كتابتها على أوراق مبعثرة.

  • التواصل الاجتماعي المنتظم مع الأهل والأصدقاء والمقربين ممّن يشعر الإنسان معهم بالراحة والسعادة، له دور كبير في التخلص من الاكتئاب أو القلق، ممّا ينعكس بدوره على عمل الذاكرة.

  • اتّباع نظام غذائي سليم مليء بالخضار، والفواكه، والأسماك، ومصادر البروتينات، وبعيد عن الدّهون الضارّة والمشروبات الكحوليّة.

  • ممارسة الرياضة باستمرار تزيد تدفُّق الدّم، وتحفّز عمل الدماغ، وتحافظ على الذاكرة، ويُفضَّل تخصيص وقت يومي لممارسة الرياضة.

  • النوم لساعات كافية، والنوم المريح والجيّد له دور كبير في موضوع التذكر، حيث يمكن استرجاع المعلومات بشكل فعال عند الحاجة إليها، أمّا قلّة النوم فتؤدي إلى عدم التركيز والنسيان.

  • في حال كانت هناك أعراض لمشكلة نسيان حقيقية، يجب عدم إهمال الأمر ومراجعة طبيب مُختص، واتباع التعليمات التي ينصح بها.

المراجع