ما هي تجارة العملات

تجارة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ٠٩:٠٨ ، ١٣ أكتوبر ٢٠٢٠
ما هي تجارة العملات

تعريف تجارة العملات

تُعرف تجارة العُملات بأنّها عمليات شراء العُملات وبيعها بقصد تحقيق الأرباح في سوق العُملات الأجنبيّة (بالإنجليزيّة: Foreign exchange market) أو ما يُعرف بالفوركس (بالإنجليزيّة: Forex)،[1] حيث يُمثّل هذا السوق مصدراً للعُملات الأجنبية والصرف، وهو السوق المالي الأكبر والأكثر سيولةً في العالم؛ حيث إنّ معدل حجم التداول اليومي فيه يتجاوز 5.1 تريليون دولار أمريكي، وذلك بحسب آخر تقارير بنك التسويات الدوليّة الذي يُعدّ بمثابة بنك عالمي للبنوك المركزية الوطنيّة.[2]

كيفية تجارة العملات

تقوم تجارة العُملات على مبدأ بيع عُملة معينة مِن أجل شراء عُملة أخرى، ولهذا دائماً ما يتمّ الإشارة إلى هذه العملية في أزواجٍ من العملات (بالإنجليزيّة: Currency Pair)، فمثلاً: زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي (GBP/USD) يتضمّن شراء الجنيه الإسترليني البريطاني وبيع الدولار الأمريكي، علماً بأنّ الرمز المستخدم لكلّ عُملة يتكوّن من ثلاثة أحرف، يختصر أول حرفين منه اسم الدولة ويُمثّل الحرف الأخير منه اسم العملة، ويُطلق على العملة الأولى المُدرجة في زوج العُملات الظاهرة في الجهة اليسرى منه عند كتابته بالإنجليزية اسم العُملة الأساسية (بالإنجليزيّة: Base currency)، بينما تُسمّى العُملة الأخرى الظاهرة على الجهة اليمنى باسم عملة التسعير (بالإنجليزيّة: Quote currency).[3]

يُمكن التعبير عن سعر صرف زوج العُملات بمقدار ما تُساوي الوحدة الواحدة من العملة الأساسية في عملة التسعير، فمثلاً يُمثّل زوج العملات اليورو/الدولار الأمريكي (EUR/USD) عدد الدولارات الأمريكيّة الذي يُمكن لليورو الواحد شراؤها، وبالتالي فإن تُجّار العُملات يتّجهون إلى شراء اليورو بالدولار الأمريكي إذا عَلِموا أنّ قيمة اليورو سترتفع مقابل الدولار الأمريكي، بينما يبيعون اليورو لتحقيق الأرباح حين يرتفع سعر الصرف،[4] وبشكلٍ عام يُمكن القول أنّ تُجّار العُملات يشترون زوج العُملات حينما يزداد سعر العملة الأساسية مقابل عملة التسعير، بينما يتّجهون إلى بيع زوج العملات حينما ينخفض سعر العملة الأساسية مقابل عملة التسعير.[3]

أزواج العُملات الأكثر تداولاً

يُعّد زوج عُملتي الدولار الأمريكي/اليورو (EUR/USD) أكثر أزواج العُملات تداولاً حول العالم، حيث يستحوذ على ما يُقارب 30٪ من إجمالي حجم التداول الإجمالي في سوق فوركس، ويعود ذلك إلى قوة اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكيّة والاتحاد الأوروبي، ويوضّح الجدول الآتي أكثر أزواج العُملات تداولاً في سوق فوركس للعملات الأجنبيّة ونسبة حجم تداول كلّ زوج منها إلى حجم التداول الإجمالي فيه وفقاً للإحصائيات الاقتصاديّة لعام 2020م:[5]








زوج العُملات نسبة حجم التداول
اليورو/الدولار الأمريكي (EUR/USD) 27.95%
الدولار الأمريكي/الين الياباني (USD/JPY) 13.34%
الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي (GBP/USD) 11.27%
الدولارالأسترالي/الدولار الأمريكي (AUD/USD) 6.37%
الدولار الأمريكي/الدولار الكندي (USD/CAD) 5.22%
الدولار الأمريكي/ الفرنك السويسري (USD/CHF) 4.63%

أنواع التداول في سوق فوركس

يُدار سوقُ فوركس بواسطة شبكة عالميّة من البنوك تنتشر عبر أربعة مراكز رئيسية للتداول موزّعة على مُدن ذات توقيتٍ زمنيٍّ مختلف، وهي: لندن، ونيويورك، وسيدني، وطوكيو، حيث لا يوجد مقرّ رئيسي لسوق فوركس، وبالتالي فإنّ تُجّار العُملات يستطيعون تداول العملات الأجنبية إلكترونياً مباشرةً بين الطرفين على مدار 24 ساعة في اليوم، علماً بأنّ هناك ثلاث طُرق لتداول العُملات الأجنبية في سوق فوركس، وهي كالآتي:[3]

  • سوق فوركس الفوري: (بالإنجليزيّة: Spot Forex Market)؛ يُعدّ السوق الأكبر والأكثر تفضيلاً للتداول بين تجّار سوق فوركس، حيث يتمّ تبادل العملات فيه وفقاً لأسعارها الحاليّة، وتستغرق تسوية العملية عادةً يومين.[2]

  • سوق فوركس الآجل: (بالإنجليزيّة: Forward Forex Market)؛ يتمّ فيه إبرام عقد شراء أو بيع لمبلغ محدد من العملة بسعر مُتفق عليه، ويتمّ تسويته في تاريخ مستقبلي مُحدّد أو ضمن نطاق من التواريخ المستقبليّة، علماً بأنّ العقود الآجلة عقود مُلزِمَة للطرفين من الجانب القانوني.

  • سوق فوركس المستقبلي: (بالإنجليزيّة: Future Forex Market)؛ يتم الاتفاق على عقد لشراء أو بيع مبلغ محدد من عملة معينة بسعر وتاريخ محددين في المستقبل، وتجدر الإشارة إلى أنّ العقود المستقبليّة غير مُلزِمة قانونياً على عكس العقود الآجلة.

استراتيجيات تجارة العملات

هناك عدّة استراتيجيات يتّبعها المهتمون في تجارة العملات في سوق الصرف الأجنبي ليتمكّنوا من كسب الأرباح، وهناك عدّة عوامل تُرجّح تطبيق استراتيجية على حساب غيرها، ومنها: حالة السوق المالي، وأسعار العُملات بشكلٍ عام، والفرص المُتاحة أثناء التداول؛ لذلك لا يميل جميع متداولي العُملات إلى إتقان استراتيجية تداول واحدة وتطبيقها كلّما أُتيحت الفرصة، إنّما يرى البعض أنّ من الأفضل إتقان عدد من استراتيجيات الفوركس وتطبيقها على مختلف الحالات المتاحة، ومن أبرز هذه الاستراتيجيات ما يأتي:[6]

  • الاختراق: (بالإنجليزيّة: Breakout Trading)؛ وهي استراتيجية لا تتطلب وقتاً إلّا أنّها تركز على النتائج طويلة المدى.

  • تتبّع الاتجاه: (بالإنجليزيّة: Trend Following)؛ حيث يتحرّك السوق بالاتجاه نفسه لفترة محددة؛ لذا يجب على المتداولين مراقبة اتجاه السوق باستمرار ليكونوا من أوائل المستفيدين عند رؤية الاتجاه المطلوب.

  • التداول المتناقل: (بالإنجليزيّة: Carry trade)؛ وهي استراتيجية مختصة بأزواج العملات التي لا تتقلّب كثيراً وتُحقّق نسب فائدة عالية، بحيث يتمّ شراء العملة ذات نسبة الفائدة المرتفعة أو بيع العملة ذات نسبة الفائدة المنخفضة.

  • التداول الشبكي: (بالإنجليزيّة: Grid Trading)، وذلك بوضع أوامر وقف البيع والشراء بحيث يتمّ تنفيذها على مسافات محددة مسبقاً مع تحديد حجم مسبق للأرباح دون وقف الخسارة.

  • الشعور السائد في السوق: (بالإنجليزيّة: Market Sentiment)؛ إذ يؤثّر الشعور السائد في السوق على القرارات التي يتخذها المتداولون بشكل كبير.[7]

  • الاختراق المُتلاشي: (بالإنجليزيّة: Breakout Fading)؛ كثيرا ما تحدث اختراقات كاذبة في مخططات سوق فوركس موفّرةً فرصة مثالية للاختراق المتلاشي.[7]

  • انخفاض التقلبات المفاجئة: (بالإنجليزيّة: Decreased Volatility Breakout)؛ وهي استراتيجية مشابهة لاستراتيجية الاختراق وهي تتطلب تسجيل فترة من التقلبات المنخفضة نسبياً.[7]

مزايا سوق فوركس

يُفضّل العديد من المبتدئين في تداول العُملات والمستثمرين المحترفين على حدٍّ سواء التداول في سوق فوركس؛ لِما فيه من مزايا تُسهّل تجارة العُملات من أهمّها ما يأتي:[8]

  • أكبر سوق مالي في العالم: حيث يُمكن الوصول إليه بسهولة من جميع أنحاء العالم.

  • إمكانية استخدام السوق من قِبل للجميع: يستطيع كلّ من كبار وصِغار المستثمرين والأفراد والشركات التداول من خلاله، فهو لا يحتاج بالضرورة إلى رأس مال أوّلي ضخم.

  • ضخامة السوق وسيولته الدائمة: يُساهم حجم سوق فوركس الضخم في زيادة السيولة فيه، مِما يُسهّل عمليات تداول العُملات الأجنبيّة طوال الوقت دون عوائق ماديّة.

  • سوق مالي لا مركزي: حيث لا تستطيع أيّة جهة مهما كانت أهميتها التحكّم بأسعار الصرف؛ نتيجةً لحجم السوق وأعداد المشاركين الهائلة، كما يكون التداول عادةً بشكل مباشر أيّ بدون وسيط.

  • الربح في الاتجاهين الصاعد والهابط: حيث يستطيع المشترك العثور على فرصٍ للتداول والربح سواء كان سعر زوج العُملات بارتفاع أو انخفاض.

  • التداول في أيّ وقت: حيث يكون متاحاً طوال خمسة أيام في الأسبوع على مدار 24 ساعة في اليوم، إذ تبدأ عمليات التداول مع افتتاح جلسة سيدني وتنتهي بجلسة نيويورك ثمّ تبدأ من جديد، وهكذا تدوم عمليات التداول على مدار الساعة.

  • التداول بدون عمولات تجارية: لا يوجد غالباً عمولات على معظم الحسابات، أو قد تكون منخفضة للغاية إذا كانت التداولات ضخمة.

  • إمكانية فتح حساب تجريبي مجاني: حيث يُمكن للمبتدئين أو الأشخاص الذي يودّون تحسين مهاراتهم تجربة الأمر دون أيّة مخاطرة بمالٍ فعلي.

مخاطر سوق فوركس

لا يخلو تداول العملات الأجنبية في سوق فوركس من المخاطر كما قد لا يكون الاستثمار فيه الأنسب للجميع، حيث يُنصح دائماً لنجاح تجارة العُملات بتحديد الأهداف الاستثمارية، واكتساب بعض المهارات والخبرات، والرغبة في خوض المُخاطَرة والقدرة على تحمّلها؛ وذلك لتفادي التعرّض لخسائر ماديّة فادحة،[4] وتجدر الإشارة إلى أنّ أبرز هذه المخاطر تتمحور حول صعوبة تحديد أسعار العملات الأجنبية، حيث تتأثّر أسعار الصرف بالعوامل السياسية والاقتصادية العالميّة التي يُصعب تحليلها واستخلاص استنتاجات مضمونة يمكن الاعتماد عليها في عمليات التداول؛ لذا فإنّ معظم عمليات تداول العملات الأجنبية تتمّ على أساس مؤشّرات تخمينيّة، وعليه يُعدّ ذلك السبب الرئيسي لارتفاع معدل التقلّب في سوق فوركس العالمي.[9]

المراجع