هل نقول للطفولة وداعًا؟! عليك إعادة التفكير بالسماح لطفلك باستخدام التكنولوجيا

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/24
هل نقول للطفولة وداعًا؟! عليك إعادة التفكير بالسماح لطفلك باستخدام التكنولوجيا

كانت طفولتي ممتعةً للغاية، فكوني من مواليدِ التسعينات، لم نمتلك تلك التكنولوجيا المتقدمة، لا هواتف ولا حواسيب، فالطريقةُ الوحيدة للعب هي مع إخوتي أو أصدقائي في الحيّ.


أذكرُ حين كنّا نجتمع في حديقةِ منزلي ونصنعُ قوالب الحلوى والبيوت وغيرها من الوحلِ ونزينها بالحجارةِ وأوراقِ النباتات، أو حين ننقسمُ مع أولاد الحيّ إلى فريقين ونلعب تلك الألعاب الشيّقة، ففي مخيّلتنا نحن أفرادُ عصاباتٍ وشرطة، يا إلهي! مجرد التفكير بذلك يشعرني بالحنين إلى تلكَ الأيام.


ماذا اختلفَ اليوم؟! أشعرُ بالغضب تجاه أطفالِ هذه الأيام، فعندما سألتُ ابن خالتي البالغَ من العمر العشرةَ أعوام ماهي لعبتك المفضلة؟ قال لي ماين كرافت، أو عندما سألته ماذا تفعل عندما تكون مع أصدقائِك، فأجابني نلعبُ على الكومبيوتر، ماذا حصل فعلًا!


فكرت مليًا في هذا الأمر، تذكّرت متى بدأ وَلعي بالهواتف المحمولة وشغفي في امتلاك واحدٍ منها، لربما كنت في الصفِّ التاسع، لكن كانت طفولتي قد ولّت وأصبحت من المراهقين، أعتقد أنَّ هذا منطقيٌّ بعضَ الشيء، لكن ماذا لو كانت التكنولوجيا منتشرةً قبل تلك الفترة أكنتُ سأتأثر في عمرٍ أبكر، يبدو أطفال اليوم إجابةً واضحةً لاستفساري.


منذ أن يولدَ الطفل في عائلة ما اليوم، تصبحُ لعبته هي الهاتف المحمول، يلهونه بالصور، يسمعونه الأغاني أو يعطونه إياه ليعضه مثلًا، نعم فقد حصلت أمامي في مرة من المرّات، يتعوّد أطفالنا اليوم على التكنولوجيا منذ أيامهم الأولى، وتتطوّر معهم لتصبحَ جزءًا لا يتجزأ من حياتهم، فوداعًا للدمى المحشية، ووداعًا للرجال الآليين، ووداعًا لكلِّ تلك الألعاب الطفوليّة.


تفقد بدايةً هذه الإحصائيات


70 بالمئة من الأطفال بين 11 و12 عام يستخدمون الهاتف المحمول، وتزداد هذه النسبة إلى 90 بالمئة عند الأطفال في عمر 14 عامًا.


56 بالمئة من الأطفال بين 10 و13 عامًا يملكون هاتفًا محمولًا، بينما الحقيقة الصادمة أنَّ 25 بالمئة من الأطفال بين 2 و5 أعوام يملكون هاتفًا محمولًا.