أهمية المساجد في الإسلام
تعدّ المساجد في الإسلام بيوتاً لله تعالى، لذلك فهي أشرف الأماكن على وجه الأرض، ولها أهميةٌ بالغةٌ عظيمةٌ عند المسلمين، وقد اكتسبت هذا الشرف؛ لأنّ ذكر الله تعالى يتردّد فيها صباحاً مساءً، ودائماً ما يملؤها رجالٌ لا يغفلون عن طاعة الله تعالى في شغلهم، وفراغهم، وحِلّهم، وترحالهم، والمساجد تعالج قلوب الناس، فهي تغيّر حالها من الشقاء إلى السعادة، ومن الهمّ إلى الانشراح، وتجعلها رقيقةً نظيفةً من الآثام التي يرتكبها الإنسان، كما أنّ الملائكة ترُفّ عليها بأجنحتها، والرحمة تتنزّل عليها، وفيها تحصل التربية الإسلامية للمسلمين، فتُلقى فيها المحاضرات والدروس، ويجتمع فيها المسلمون ويصطفون صفاً واحداً خلف إمامٍ واحدٍ، متجاوزين كلّ أنواع الفروق بينهم، كلّهم أمام الله -عزّ وجلّ- وبين يديه متساوون، لا فضل لأحدهم على الآخر؛ إلّا بما يحمله في قلبه من تقوى الله عزّ وجلّ، ممّا يربيهم على التعاون والتكاتف، وعدم الاعتداء على بعضهم، فتتأكّد بذلك معاني الإسلام السامية في نفوسهم، وتترسّخ فيها عظمة هذا الدين وفضله.
ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حديثٌ يأمر فيه من دخل إلى المسجد، أن يصلّي ركعتين قبل الجلوس فيه، حيث قال: (إِذا دخل أحدكم المسجد فلا يَجلس حتى يصلِّي ركعتين)،
آداب الجلوس في المسجد
لمّا كان للمسجد أهميةٌ وفضلٌ عظيمين في الإسلام، فإنّ للجلوس فيه، والتعامل معه آدابٌ لا بدّ للمسلم من مراعاتها، فيما يأتي بيانها:
- الحرص على الإسهام في بناء المساجد، وعمارتها؛ فهذا من صفات أهل الإيمان، وعمارة المساجد على نوعين: العمارة الحسيّة؛ والتي تكون ببناء المساجد للناس؛ حتى يصلّوا فيها، ويتعبّدوا لله تعالى تحت جدرانها، والعمارة المعنوية: والتي يُراد بها أداء الصلاة فيها، والاعتكاف، وقراءة القرآن، والدعاء، ونحو ذلك من العبادات، مع اتخاذها مكاناً للتربية والتوجيه.
- إتيان المسجد مشياً، مع جواز الركوب إليه، إلّا أنّ الأولى والأعظم أجراً ذهاب المسلم إلى المسجد مشياً، لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ أعظمَ الناسِ أجراً في الصلاةِ، أبعدُهم إليها ممشى، فأبعدُهم).
[8] - الحرص على حضور صلاة الجماعة في المسجد؛ وذلك لأنّ من أدّاها جماعةً؛ كان أجره مضاعفاً سبعاً وعشرين مرةً عن أجر من أدّاها منفرداً.
- أداء صلاة تحيّة المسجد عند دخول؛ لما ورد في الحثّ عليها.
- الاجتهاد في المحافظة على نظافة المسجد:؛ كالحرص على إبعاد كلّ أنواع النجاسات والقذارات عنه.
- عدم الاستعجال عند سماع الإقامة في المسجد.
- ترك أكل وشرب ما له رائحةٌ كريهةٌ؛ كالبصل، والثوم، والدخان، ونحوها عند الذهاب إلى المسجد؛ حتى لا يؤذي الإنسان المصلّين بذلك.
المراجع
- 2 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي قتادة، الصفحة أو الرقم: 1167، صحيح. .
- 3 - حكم تحية المسجد , www.islamqa.info , 2012-3-28، 2018-10-31. بتصرّف. .
- 4 - باب تحية المسجد , www.al-eman.com , 2018-10-31. بتصرّف. .
- 5 - الشيخ عبد العزيز بن محمد الداود (2015-10-4)، " ما هي تحية المسجد الحرام؟ " , www.alukah.net , الشيخ عبد العزيز بن محمد ال .
- 6 - حكم ركعتي تحية المسجد , www.ar.islamway.net , 2018-1-28، 2018-10-31. بتصرّف. .
- 7 - عبد الله بن محمد العسكر، " المسجد في الإسلام " , www.saaid.net , عبد الله بن محمد العسكر، .
- 8 - رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي موسى الأشعري عبد الله بن قيس، الصفحة أو الرقم: 662، صحيح. .