تحاليل الغدة الدرقية

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ١٧:١١ ، ٨ مايو ٢٠٢٠
تحاليل الغدة الدرقية

نظرة عامة حول الغدة الدرقية

تُعدّ الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid gland) أحد أجزاء جهاز الغدد الصماء التي تتميّز بشكلها الذي يُشبه الفراشة، وتقع في قاعدة الرقبة؛ وتحديدًا أسفل الحنجرة وفوق عظمة الترقوة، وتُفرِز الغدة الدرقية هرمونَين اثنين؛ يُسمّى الأول بثلاثي يود الثيرونين (بالإنجليزية: Triiodothyronine) المعروف ب T3، في حين يُسمّى الثاني بالثيروكسين (بالإنجليزية: Thyroxine) المعروف ب T4، وفي الواقع يُنظِّم هذان الهرمونان عملية الأيض في جسم الإنسان، والتي تُمثِّل كيفية استخدام أو تخزين الجسم للطاقة، وحقيقةً يقع تنظيم وظيفة الغدة الدرقية على عاتق الغدة النخامية (بالإنجليزية: Pituitary gland)؛ التي توجد أسفل الدماغ، والتي تُفرِز الهرمون المُنبّه للدرقية أو الهرمون المنشّط للدرقية (بالإنجليزية: Thyroid- stimulating hormone)، واختصارًا TSH،[1][2] الذي يُدير إفراز هرمونَي الغدة الدرقية بناءً على ما يُعرَف بالارتجاع السلبي أو التغذية الراجعة السلبية (بالإنجليزية: Negative feedback)، أي أنّ حدوث أي تغيير على مستوى تركيز هرمون الثيروكسين الحرّ الموجود في الدم يُحفّز حدوث تغييرات كبيرة في مستوى الهرمون المنشّط للدرقية المُفرَز في الدّم.[3]

تجدر الإشارة إلى وجود مجموعة من التحاليل المُتعلّقة بوظائف الغدة الدرقية، والتي يُمكن إجراؤها لتقييم مدى أداء الغدة الدرقية لوظائفها الطبيعية، أو للكشف عن وجود أي مشاكل أو اضطرابات في عملها، كما يُمكن إيجاد السبب المؤدي إلى حدوث هذه الاضطرابات، وفي حال وصف علاج لهذه الاضطرابات؛ يُمكن تسخير هذه الاختبارات لتقييم أداء العلاج المُتّبع،[4] ومن الاضطرابات التي يُمكن تشخيصها باستخدام تحاليل الغدة الدرقية ما يأتي:[5]

  • فرط نشاط الغدة الدرقية؛ (بالإنجليزية: Hyperthyroidism)، وهو اضطراب يحدث عندما تُفرِز الغدة الدرقية هرموناتها بكميات أعلى من المستوى الطبيعي.

  • قصور الغدة الدرقية؛ (بالإنجليزية: Hypothyroidism)، وهو اضطراب يحدث عندما تُفرِز الغدة الدرقية هرموناتها بكميات أقل من المستويات الطبيعية.

  • داء غريفز؛ (بالإنجليزية: Graves’ disease)، حيث يُعدّ داء غريفز من أكثر الأمراض المُسببة لاضطراب فرط نشاط الغدة الدرقية.

  • مرض هاشيموتو؛ (بالإنجليزية: Hashimoto’s disease)، حيث يُعدّ مرض هاشيموتو من أكثر الأمراض المُسببة لقصور الغدة الدرقية.

  • العقيدة الدرقية؛ (بالإنجليزية: Thyroid nodules).

  • سرطان الغدة الدرقية.

اختبارات وظائف الغدة الدرقية


توجد مجموعة من التحاليل التي يُمكن إجراؤها لمعرفة فعالية الغدة الدرقية في أداء وظائفها، يمكن بيانها بشيء من التفصيل كما يأتي:


فحص الهرمون المنشط للدرقية


يُعتبر قياس مستوى الهرمون المنشّط للدرقية في الدم (TSH) أحد أهم الوسائل الأوليّة التي يمكن اللجوء إلى استخدامها لتقييم وظائف الغدة الدرقية؛ إذ يُعتبر مستواه من العلامات التحذيرية الأولية التي قد تظهر قبل حدوث أي تغيير ظاهر في مستويات هرمونَي الغدة الدرقية، ويُمكن تلخيص نتائج مستوى الهرمون المنشّط للدرقية التي يتمّ الحصول عليها من خلال هذا الاختبار كما يأتي:[6][7][8]
  • نتائج ضمن المعدّل الطبيعي: في حال كان مستوى الهرمون المنشّط للدرقية ضمن المستويات الطبيعية له وهي 0.4-4.2 mIU/L فإنّ ذلك يُشير إلى أنّ الغدّة الدرقية سليمة وتعمل بشكل طبيعي، كما يدلّ على صحة الشخص الجيدة، وفيما يلي ذكر للمعدل الطبيعي المعتاد لهرمون TSH.

  • نتائج أقل من المعدّل الطبيعي: قد تدلّ مستويات الهرمون المنشط للدرقية المنخفضة عن المعدّل الطبيعي على وجود أحد الاضطرابين التاليين، الأول؛ هو فرط نشاط الدرقية، الذي تمّ الإشارة إليه سابقًا، ويتمثّل بإفراز الغدة الدرقية لهرموناتها يكميات أعلى من المستوى الطبيعي، والثاني؛ هو حالة قصور الغدة الدرقية الثانوي (بالإنجليزية: Secondary hypothyroidism)؛ والذي يحدث نتيجة وجود اضطراب الغدة النخامية يمنعها من إفراز كميات كافية من الهرمون المنشّط للدرقية،وبالتالي عدم تحفيز الغدة الدرقية لإفراز هرموناتها بشكل كافٍ.

  • نتائج أعلى من المعدّل الطبيعي بشكل بسيط: ويكون ذلك في حال كانت مستويات الهرمون المنشط للدرقية مرتفعة بشكل بسيط عن المعدّل الطبيعي مع بقاء مستويات هرمون الثيروكسين الحرّ في الدم ضمن مستوياتها الطبيعية، بحالة تُعرَف بقصور الغدة الدرقية دون السريري (بالإنجليزية: Subclinical hypothyroidism)، أو بقصور الغدة الدرقية الخفيف.

  • نتائج أعلى من المعدّل الطبيعي بشكل كبير: وتتمثّل هذه الحالة بما يُعرف بقصور الغدة الدرقية الأساسي (بالإنجليزية: Primary hypothyroidism)؛ وذلك في حال كانت مستويات الهرمون المنشط للدرقية مرتفعة عن المعدّل الطبيعي، مما يعني أنّ هرمونات الدرقية التي يتمّ إفرازها من الغدة الدرقية غير كافية لتغطية حاجة الجسم الطبيعية.


فحص هرمون الثيروكسين


يُمكن إجراء فحص مستوى هرمون الثيروكسين في الدم لتقييم وظائف الغدة الدرقية وتشخيص اضطرابات الغدة الدرقية؛ إذ إنّ ارتفاع أو انخفاض مستوى هرمون الثيروكسين يُشير إلى وجود مشكلة ما، إضافة إلى إمكانيّة تقييم ومتابعة العلاجات المستخدمة لحالات اضطرابات الغدة الدرقية أو الغدة النخامية المختلفة؛ وتحديد ما إذا كان هنالك أي داعٍ لتغيير العلاج المُستخدم أو تعديل جرعته، ويتواجد هرمون الثيروكسين على شكلين؛ هما: هرمون الثيروكسين الحرّ؛ الذي يتمكّن من الدخول إلى أنسجة الجسم المختلفة عند الحاجة، أمّا النسبة الأكبر منه تكون على شكل هرمون الثيروكسين المرتبط؛ الذي يرتبط بالبروتينات في الدم؛ التي تُعيق عملية عبوره لأنسجة الجسم، وتتعدّد الاختبارات المتوافرة لقياس مستوى هرمون الثيروكسين؛ إذ يوجد ما يُعرف بفحص هرمون الثايروكسين الكلّي؛ الذي يتضمّن مستوى كلٍّ من الحرّ والمرتبط معًا، في حين يمكن قياس مستوى هرمون الثيروكسين الحرّ فقط، الذي يعد أكثر دقّة من الفحص السابق، ويمكن الاستدلال على اضطرابات الغدة الدرقية بناءً على نتائج هذه الاختبارات، إذ يمكن تقسيم النتائج كما يأتي:[4][9][10]
  • نتائج طبيعية: وتتراوح بين 0.7-1.9 ng/dl لمستوى هرمون الثيروكسين الحرّ.

  • نتائج ذات قيم مرتفعة: تدلّ القراءات المرتفعة لمستوى هرمون الثيروكسين الكلّي أو الحرّ على وجود اضطراب فرط نشاط الدرقية.

  • نتائج ذات قيم منخفضة: تدلّ القيم المنخفضة لمستوى هرمون الثيروكسين الكلّي أو الحرّ على وجود اضطراب قصور الغدة الدرقية.


فحص هرمون ثلاثي يود الثيرونين


يُمكن إجراء فحص هرمون ثلاثي يود الثيرونين للكشف عن فرط نشاط الغدّة الدرقية، إضافة إلى أهميته في تقييم ومتابعة العلاجات المستخدمة لحالات اضطرابات الغدة الدرقية عامةً، وكما هو الحال بالنسبة لهرمون الثايروكسين؛ فإنّ هرمون ثلاثي يود الثيرونين يوجد على شكلين؛ هما: هرمون ثلاثي يود الثيرونين الحرّ، وهرمون ثلاثي يود الثيرونين المرتبط بالبروتين؛ الذي يعدّ أعلى نسبة من الشكل الحرّ، وعليه فإنّ مستوى هرمون ثلاثي يود الثيرونين الكلّي يتأثّر بمستويات البروتين وقدرة هذه البروتينات على الارتباط، في حين لا يتأثر فحص هرمون ثلاثي يود الثيرونين الحرّ بذلك، وعادة ما يلجأ الأطباء لإجراء هذا الفحص في حال كانت قراءات الهرمون المنشط للدرقية غير طبيعية، خاصّة في حال عدم كانت قيم هرمون الثيروكسين الحر طبيعية، ومن الجدير بالذكر أنّه لا يمكن الاعتماد على نتائج هذا الاختبار فحسب لتشخيص اضطرابات الغدة الدرقية، وإنّما يُعدّ هذا الفحص إجراءً يُساعد على تحديد الحاجة لإجراء المزيد من الاختبارات الأخرى لبيان الأسباب المؤدية لارتفاع هذا الهرمون أو انخفاضه، ولكن، بشكل عام؛ قد تُشير قراءات هرمون ثلاثي يود الثيرونين غير الطبيعية إلى ما يأتي:[4][10]
  • القراءات الطبيعية: 80-180 ng/dl.

  • القراءات المرتفعة: قد تُشير القراءات المرتفعة لهرمون ثلاثي يود الثيرونين الحرّ أو الكلّي إلى الإصابة بفرط نشاط الغدّة الدرقية.

  • القراءات المنخفضة: قد عادة القراءات المنخفضة لهرمون ثلاثي يود الثيرونين الحرّ أو الكلّي إلى الإصابة بقصور الغدّة الدرقية.


اختبارات الأجسام المضادة


إنّ وظيفة جهاز المناعة في الإنسان تكمن في حماية الجسم من الأجسام الدخيلة، مثل البكتيريا والفيروسات، ويتم ذلك بمساعدة خلايا الدم المعروفة باسم الخلايا اللمفاوية (بالإنجليزية: Lymphocytes)، التي تُنتج أجسامًا مضادّة قادرة على تدمير الأجسام الغريبة، ولكن في بعض الحالات، تتفاعل الأجسام المضادة التي تُنتجها الخلايا اللمفاوية ضد خلايا الغدة الدرقية، كنوع من أنواع أمراض المناعة الذاتية، وينتج عن ذلك اضطرابات قصور الغدة الدرقية أو فرط نشاط الغدة الدرقية، وبالتالي يمكن اللجوء إلى إجراء فحص الأجسام المضادة للغدة الدرقية عند الحاجة لتشخيص هذه الحالة.[6][11]

فحص الغلوبولين المناعي المحفز للدرقية


يُعرّف الغلوبولين المناعي المحفز للدرقية (بالإنجليزية: Thyroid stimulating immunoglobulins) على أنّه أجسام مضادة تُحفِّز الغدة الدرقية لإفراز المزيد من هرموناتها في الدم، وعادة ما تكون نسبته مرتفعة لدى الأشخاص المصابين بداء غريفز (بالإنجليزية: Graves disease)، أو لدى المصابين بالتهاب الغدة الدرقية المعروف بداء هاشيموتو (بالإنجليزية: Hashimoto's thyroiditis).[12]

فحص الأجسام المضادة للتيروغلوبولين وإنزيم بيروكسيديز الدرقي


وُجد أنّ أغلب الأشخاص المُصابين بقصور الغدة الدرقية الناتج عن مرض هاشيموتو تحديدًا يمتلكون أجسامًا مضادة تستهدف أجزاء معينة من الغدة الدرقية، حيث تتضمّن هذه الأجسام المضادة كلًّا من إنزيم البيروكسيديز الدرقي (بالإنجليزية: Thyroid peroxidase)، الذي يلعب دورًا مهمًّا في عملية تصنيع هرمونات الدرقية، بالإضافة إلى التيروغلوبولين (بالإنجليزية: Thyroglobulin)؛ وهي مادة مهمة لتصنيع هرمونات الدرقية، وبالتالي وكما تمّ الإشارة إليه، فإنّ وجود هذه الأجسام المضادة يُشير إلى احتمال الإصابة بقصور الغدة الدرقية الناتج عن مرض هاشيموتو.[13][14]

فحص التيروغلوبولين


يُعدّ فحص التيروغلوبولين أحد التحاليل التي يتمّ اللجوء إليها لمراقبة علاج سرطان الغدة الدرقية، فالتيروغلوبولين بروتين يُصنّع من قبل خلايا الغدة الدرقية، بما في ذلك خلايا الغدة الدرقية الطبيعية والسرطانية، وإنّ الهدف الأساسي من علاج سرطان الغدة الدرقية يكمن في التخلص من الخلايا السرطانية بشكل كامل، فعادة ما يبدأ الطبيب العلاج بإجراء عملية جراحية لاستئصال الغدة الدرقية، ومن ثمّ إعطاء المريض اليود المشع (بالإنجليزية: Radioiodine)؛ وذلك للتأكد من القضاء على ما تبقّى من خلايا الغدة الدرقية، ويأتي هنا دور اختبار التيروغلوبولين المهم لتحديد بعض الأمور، بالإضافة إلى إجرائه في حالات أخرى، وفيما يأتي تفصيل ذلك:[15][16]
  • تحديد نجاح العلاج: حيث يكون العلاج ناجحًا في حال اختفاء التيروغلوبولين من الدم، أو وجوده بكميات بسيطة جدًا، أمّا في حال بقاء مستوى التيروغلوبولين كما كان عليه قبل العلاج، أو في حال ارتفاع مستوياته، فإنّ ذلك يعني أنّ عملية التخلص من خلايا الغدة الدرقية كانت غير ناجحة، وأنّ خلايا الغدة الدرقية السرطانية ما زالت في الجسم.

  • عودة الإصابة بالسرطان: من الممكن إجراء تحليل التيروغلوبولين في حال الشكّ بالإصابة بسرطان الغدة الدرقية مجددًا بعد الشفاء منه.

  • إجراء روتيني: يمكن إجراء فحص التيروغلوبولين في حالات الإصابة باضطراب قصور الغدة الدرقية أو فرط نشاط الغدة الدرقية.

  • عند الأطفال: يمكن إجراء فحص التيروغلوبولين لدى الأطفال الذين تعمل لديهم الغدة الدرقية بشكل طبيعي، وذلك لتقدير الجرعات القليلة والزائدة من هرمون الدرقية.


تصوير الغدة الدرقية


يُعدّ التصوير الطبي أحد أهمّ الطرق المُتبعة كإجراء روتيني لأغراض تشخيص وعلاج الأمراض المختلفة، ويتوفر في وقتنا الحالي العديد من الطرق المختلفة لتصوير جسم الإنسان يما يتناسب مع الغاية المرغوبة منه.[17]

الموجات فوق الصوتية


يُعدّ التصوير بالموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound imaging) أحد اختبارات التصوير التي يمكن إجراؤها لتصوير الغدة الدرقية عند الحاجة، وتتميز هذه الطريقة بأنّها تستخدم موجات الصوت لتكوين صورة تعكس شكل الجسم الداخلي دون التسبب بأي آلام للشخص المعنيّ، وعادة ما يلجأ الطبيب إلى هذا الإجراء في حال أظهر الفحص الجسدي حالات معينة يمكن بيانها كما يأتي:[18]
  • ظهور عُقَيْدة درقية؛ (بالإنجليزية: Thyroid nodule) وهي نمو يتمّ ملاحظته على الغدة الدرقية.

  • تضخّم الدرقية أو التورّم الدرقي (بالإنجليزية: Goiter)؛ ويتمثّل بتغيّر شكل الغدة الدرقية بحيث تكون ذات شكل غير طبيعي وحجم كبير.

  • ظهور عُقدة لمفاوية بشكل غير طبيعي بالقرب من الغدة الدرقية.

  • إجراء خزعة للغدة الدرقية أو العقيدة الدرقيةللكشف عن الإصابة بسرطان الغدة الدرقية أو غيرها من أمراض الدرقية؛ إذ يتم توجيه الإبرة المُستخدمة في هذا الإجراء عن طريق الموجات فوق الصوتية، بحيث يتم أخذ كمية صغيرة من أنسجة الغدة الدرقية أو العُقَيْدة ليتمّ فحصها عن قرب.


التصوير بالنويدات المشعة


يُعدّ التصوير بالنويدات المشعة (بالإنجليزية: Radionuclide imaging) وسيلة لتقييم حالة الغدة الدرقية وتشخيص اضطراباتها، إضافةً إلى تقييم طبيعة الكتل (العُقَيْدات) المكتشفة في الغدة، سواء كانت حميدة أم خبيثة، وكذلك تحديد ماهيّة انتشار سرطان الغدة الدرقية إلى خارجها،[19] ويتمثّل بتصوير الغدة الدرقية باستخدام بعض النظائر، أو باستخدام كاميرا أشعة غاما، وفي الواقع يوجد العديد من المواد المشعة المتاحة للاستخدام في هذا التصوير، والتي يُحدّدها الطبيب بناءً على المعلومات التي يرغب في الحصول عليها، ويُعدّ اليود المُشع أكثر هذه المواد استخدامًا؛ ويعود السبب في ذلك إلى قدرة خلايا الغدة الدرقية على التقاط اليود بشكل كبير مقارنة بباقي خلايا جسم الإنسان، مما يؤدي إلى تجمّع اليود المشع في الغدة الدرقية، وفي الواقع تكون كمية الإشعاع كافية لرؤيتها في الصورة ولكن في ذات الوقت تكون قليلة جدًا بحيث لا تُسبب أي ضرر على المُصاب، وبالتالي فإنّ عملية تقييم العُقَيْدات الدرقيّة التي يتمّ فحصها تعتمد على نسبة اليود المشع الذي تلتقطه هذه العُقَيْدات، ومن الجدير بالذكر وجود استخدامات أخرى لليود المشع، مثل؛ استخدامه لعلاج الخلايا السرطانية المُتبقية بعد استئصال الغدة، وعلاج المرض في حال عودته بعد إتمام العلاج مرة أخرى، وتقييم حالة انتشار الخلايا السرطانية لأماكن أبعد عن الغدة الدرقية، بالإضافة إلى دوره كفحص دوريّ للمُصابين بعد عملية استئصال الغدة الدرقية،[20][21] ويجدر التنبيه على أهمية تحديد حالة الحمل للإناث في سن الإنجاب قبل هذا الإجراء لتجنّب الأخطار المحتملة على كلّ من الأم والجنين.[22]

التصوير بالأشعة المقطعية والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني


يُعدّ كلّ من التصوير بالأشعة المقطعية (بالإنجليزية: Computed tomography scan) والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (بالإنجليزية: Positron emission tomography scan) من الطرق المُستخدمة في اختبارات الغدة الدرقية، حيث يتميّز التصوير بالأشعة المقطعية باستخدامه لأشعة سينية خاصّة لبيان حجم وموقع سرطان الغدة الدرقية في حال وجوده، إضافة إلى إمكانية تحديد ماهية انتشار هذا السرطان إلى أماكن أخرى من جسم الإنسان، أمّا فيما يتعلق بالتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، فيتمّ فيه استخدام كميات قليلة من المواد المشعة، ويستطيع الطبيب رؤية الأعضاء والأنسجة الداخلية للجسم عبر جهاز الكومبيوتر باستخدام كاميرا خاصّة، ومن أهمّ مميزات التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني قدرته على كشف التغييرات المختلفة على المستوى الخلويّ، وبالتالي يستطيع الأطباء استخدامه للكشف عن السرطان في مراحله المبكرة والكشف عن انتشاره لخلايا أخرى.[23]

المراجع