تخفيف ألم الدورة الشهرية

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ٠٦:٠٧ ، ٢٥ يونيو ٢٠٢٠
تخفيف ألم الدورة الشهرية

ألم الدورة الشهرية

يمكن تعريف عسر الطمث أو ألم الدورة أو تشنجات الطمث (بالإنجليزية: Dysmenorrhea) على أنَّها تشنجات مؤلمة تحدث وقت بدء الدورة الشهرية أو ما حوله، وعادة ما يبدأ هذا الألم قبل بدء نزول الدم أو الحيض مباشرة، ويُعزى حدوث هذا الألم إلى ارتفاع مستويات البروستاغلاندين (بالإنجليزية: Prostaglandin) في بطانة الرحم، إذ تكون نسبة هذه المركبات مرتفعة في اليوم الأول من الدورة الشهرية، إلا أنَّ هذا الألم يقل بمجرد انخفاض مستويات البروستاغلاندين، ويحدث ذلك مع استمرار الحيض، إذ تكون بطانة الرحم قد طُرحت خارج الجسم.[1][2]

ومن الجدير بالذكر أنَّه قد يُلجأ إلى إجراء بعض التغييرات على نمط الحياة التي قد تساعد على التخفيف من الألم، مثل: ممارسة التمارين الرياضية، أو إجراء تقنيات الاسترخاء، أو الحصول على القدر الكافي من النوم، وقد يلجأ مقدم الرعاية الصحية إلى وصف بعض الأدوية للتخفيف من الألم، كالأدوية الهرمونية، مثل: موانع الحمل، أو الأدوية المسكنة للألم، وفي حال فشل الأدوية في التخفيف من الألم عندئذٍ يتم التركيز في طرق العلاج على معرفة سبب الألم ومحاولة التخلص منه.[2]

تخفيف ألم الدورة الشهرية بالعلاجات الطبيعية

من الممكن أن تساعد طرق العلاج غير الدوائية على التقليل من ألم الدورة الشهرية، إذ إنَّ الهدف من العلاجات المتوفرة في المنزل التخفيف من الأعراض لدى النساء اللواتي يعانين من تشنجات الطمث، وعلى الرغم من أنَّ فعالية هذه العلاجات لا تصل إلى مستوى فعالية العلاجات الدوائية، إلا أنَّه يمكن الدمج بين الطريقتين للوصول إلى أكبر استفادة في التخفيف من الألم،[3][4] ومن النصائح التي تساعد على التخفيف من ألم الدورة الشهرية يمكن ذكر ما يأتي:[5]

  • استخدام الحرارة: تساعد الحرارة على ارتخاء عضلات الرحم والعضلات المحيطة به، الأمر الذي قد يخفف من التشنجات والانزعاج، إذ يمكن استخدام قارورة من الماء الساخن أو قربة الماء الساخنة ووضعها على البطن للتخفيف من التشنجات، كما يمكن وضع قربة الماء الساخنة على أسفل الظهر للتخلص من ألم الظهر، بالإضافة إلى إمكانية أخذ حمام دافئ، إذ يساعد ذلك على ارتخاء عضلات كل من الظهر، والبطن، والساقين.

  • ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة: إنَّ ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة مثل: تمارين الإطالة الخفيفة، أو اليوغا، أو المشي قد تساعد على التخفيف من الألم، كما أنَّها تتسبب في إفراز الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphin)، وهي مواد طبيعية مسكنة للألم، إلا أنَّ ممارسة التمارين القوية والمجهدة من الممكن أن لا تجدي نفعاً للنساء اللاتي يُعانين من الألم.

  • التدليك: يمكن أن يساعد ذلك على ارتخاء عضلات الحوض والتخفيف من التشنجات.

  • تناول الأطعمة قليلة الدهون والإكثار من تناول الخضروات والحبوب النيئة.[1]

  • التحكم في التوتر: ويمكن ذلك من خلال ممارسة تمارين الاسترخاء مثل التنفس العميق، إذ إنَّ التوتر يتسبب في زيادة الأعراض سوءاً.[1]

  • الإقلاع عن التدخين: يتسبب التدخين في زيادة خطر الإصابة بعسر الطمث، لذلك ينصح بالامتناع عن التدخين، وتجنُّب الأشخاص المدخنين، ويمكن استشارة مقدم الرعاية الصحية للمساعدة على الإقلاع عن التدخين.[1]

  • الحدّ من تناول الأطعمة والمشروبات المحتوية على الكافيين.[6]

  • أخذ قسطٍ من الراحة عند الحاجة.[6]

  • الامتناع عن شرب الكحول.[6]

  • تجنُّب الأطعمة التي تحتوي على الملح.[7]

تخفيف ألم الدورة الشهرية دوائياً

توجد العديد من العلاجات المتوفرة لتخفيف ألم الدورة الشهرية لدى النساء.[3]

الأدوية المتاحة دون وصفة طبية


تستخدم المسكنات المتاحة دون وصفة طبية، مثل: الأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen) في حال لم تُجدِ العلاجات الطبيعية نفعاً في التخفيف من الألم، إذ إنَّ هذه الأدوية تقلل من تشنجات الطمث والألم، وتجدر الإشارة إلى أنَّه يمكن استخدام مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drug) المتاحة دون وصفة طبية، مثل: الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والنابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen)، إذ إنَّ هذه الأدوية تساعد على التقليل من تشنجات الطمث إلى جانب التخفيف من الألم، وذلك من خلال تقليل كمية البروستاغلاندين التي ينتجها الرحم، وبالتالي التخفيف من تأثيرها، ومن الضروري استشارة الطبيب قبل البدء بأخذ هذه الأدوية للتأكد من إمكانية ذلك، بالإضافة إلى إخباره في حال كانت الجرعة الموصى بها غير كافية في التخفيف من تشنجات الطمث، كما ينبغي التنبيه إلى ضرورة اتباع التعليمات الملصقة على علبة الدواء والمتعلقة بالجرعة التي يجب استخدامها، ويجدر العلم أنَّه يُمنع استخدام مضادات الالتهاب اللاستيرويدية في حال المعاناة من النزيف، أو الحساسية تجاه الأسبرين، أو تقرحات ومشاكل أخرى في المعدة، أو أمراض في الكبد.[5][8]

وفي هذا السياق يجدر بيان أنَّ مضادات الالتهاب اللاستيرويدية منها ما هو متاح دون وصفة طبية، ومنها ما يحتاج إلى وصفة طبية لاستخدامها، وبالرغم من ذلك لا تعتبر الأدوية الموصوفة أكثر فعالية من تلك التي لا تحتاج إلى وصفة ما دام تم استخدام الجرعة المناسبة أو اللازمة من كلتيهما.[3]

وفي الحقيقة يُنصح باستخدام مسكنات الألم عند بداية الدورة الشهرية، أو عند الشعور بالأعراض، والاستمرار في أخذها لمدة يومين أو ثلاثة أيام، أو لحين زوال الأعراض واختفائها، وتجدر الإشارة إلى أنَّه قد نشرت المجلة الأمريكية لأمراض النساء والولادة (بالإنجليزية: American Journal of Obstetrics & Gynecology) عام 2017 دراسة أفادت أنَّ 18% من النساء اللواتي يعانين من ألم الدورة الشهرية لا يستجبن لمضادات الالتهاب اللاستيرويدية على الرغم من فعاليتها في التخفيف من الألم.[9][10]

الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب


مضادات الالتهاب


من الممكن أن يصف الطبيب بعض مضادات الالتهاب القوية للتخفيف من الألم في حال لم تحقق مضادات الالتهاب اللاستيرويدية التي لا تحتاج لوصفة طبية الغرض المطلوب، إذ يمكن استخدام الأدوية الناركوتية المسكنة للألم، مثل: الدواء المحتوي في تركيبته على الأسيتامينوفين والهيروكودون (بالإنجليزية: Hydrocodone) لدى النساء اللواتي يعانين من تشنجات الطمث غير المحتملة.[11]

وإن لم تُجدِ تغييرات نمط الحياة واستخدام الأدوية المتاحة دون وصفة طبية نفعاً في التخفيف من الألم، قد يصف مقدم الرعاية الصحية أدوية أخرى بجرعة أعلى من المتاحة دون وصفة، مثل: الآيبوبروفين أو غيره من مضادات الالتهاب، وقد يتم وصف موانع الحمل الفموية، إذ إنَّ النساء اللواتي يتناولن هذه الأدوية يكون ألم الدورة لديهن أخف وأقل.[6]

حبوب منع الحمل


يلجأ إلى استخدامها في حال فشل مضادات الالتهاب أو عند وجود موانع لاستخدامها، أو في حال الرغبة بمنع الحمل، حيث يعد استخدام موانع الحمل الهرمونية طريقة فعالة وصالحة في علاج عسر الطمث الأولي، وتجدر الإشارة إلى أنَّ أكثر موانع الحمل الهرمونية التي تمت دراستها لهذا الغرض هيء الفموية المركبة، كما ثبتت فعالية الأنواع الأخرى من خلال التجربة والاستخدام للغرض نفسه، مثل: الحلقات واللصقات، وحقن ميدروكسي بروجيستيرون (بالإنجليزية: Medroxyprogesterone)، واللولب الهرموني الذي يفرز مادة الليفونورغيستيرل (بالإنجليزية: Levonorgestrel).[12]

وينبغي أخذ الحيطة والحذر عند البدء باستخدام موانع الحمل الهرمونية، إذ إنَّها من الممكن أن تتسبب في حدوث النزيف والبقع في الدورتين أو الثلاث الأولى من بدء استخدامها، كما أنَّه من الضروري التوقف عن استخدام هذه الأدوية ومراجعة الطبيب عند ظهور أية أعراض أو علامات تدل على الإصابة بأمراض وعائية (بالإنجليزية: Vascular disease) وهي الأمراض التي تصيب الأوعية الدموية بشكل رئيسي، ويلزم أيضاً تنبيه المريضة إلى أنَّه لن يتم زوال ألم الدورة بشكلٍ كامل خلال بضعة أشهر، على الرغم من إمكانية الشعور ببعض الراحة خلال الدورة الأولى أو الثانية، كما أنَّه من المفيد أيضاً إحاطة المرأة بالآثار الجانبية المحتمل أن تترتب على استخدام موانع الحمل الهرمونية، والتي تتمثل بألم الصدر، وألم البطن، وتغيرات في الرؤية أو العين، والصداع، وألم الساق الشديد.[12]

تخفيف ألم الدورة الشهرية بعلاج المسبب

يمكن التخفيف من ألم الدورة الشهرية من خلال علاج المسبب للألم، كعلاج الأورام الليفية الرحمية أو الانتباذ البطاني الرحمي، إذ تعتبر الإصابة بالأورام الليفية الرحمية (بالإنجليزية: Uterine fibroids) أو الانتباذ البطاني الرحمي (بالإنجليزية: Endometriosis) من الحالات التي تسبب المعاناة من تشنجات الطمث والألم، لذلك فإنَّ علاج هذه الحالات يمكن أن يقلل من الألم، ويمكن ذلك من خلال إجراء بعض العمليات الجراحية لإزالة الأنسجة غير المرغوب بها، مثل: تنظير البطن (بالإنجليزية: Laparoscopy)، أو انسداد الشريان الرحمي (بالإنجليزية: Uterine artery embolization)، كما يُلجأ إلى إجراء عملية استئصال الرحم لدى المرأة التي لم تعد ترغب بالإنجاب، ويعد ذلك خياراً علاجياً أخيراً.[13][11]

وفي الحقيقة هناك أسباب أخرى للإصابة بعسر الطمث الثانوي، إذ ترتبط هذه الأسباب بمعاناة المرأة من أمراض في الأعضاء التناسلية، ومن هذه الأسباب يمكن ذكر ما يأتي:[14]

  • مرض التهاب الحوض: يعرف مرض التهاب الحوض (بالإنجليزية: Pelvic inflammatory disease) على أنَّه عدوى بكتيرية تسببها العديد من أنواع البكتيريا المختلفة، إذ تحدث هذه العدوى في الأعضاء التناسلية لدى المرأة والتي تتضمن الرحم، والمبيض، وقنوات فالوب، وعنق الرحم، إذ تؤدي هذه العدوى إلى المعاناة من الألم في أسفل البطن، ويعتبر هذا الألم أكثر الأعراض شيوعاً،[15]كما أنَّها تؤدي إلى المعاناة من دورات شهرية غزيرة ومؤلمة،[16] وتجدر الإشارة إلى أنَّه يمكن علاج مرض التهاب الحوض من خلال استخدام المضادات الحيوية الموصوفة من قبل الطبيب.[15]

  • تضيق عنق الرحم: يمكن تعريف تضيق عنق الرحم (بالإنجليزية: Cervical stenosis)على أنَّه تضيق القناة الخاصة بعنق الرحم، والذي يُشكل الجزء السفلي من الرحم، إلا أنَّ هذا التضيق لا يتسبب بحدوث أية أعراض عادة، ولكنه من الممكن أن يسبب اضطرابات في الحيض قبل الوصول إلى سن اليأس، مثل: عسر الطمث، والنزيف غير الطبيعي، وانقطاع الحيض (بالإنجليزية: Amenorrhea)، ومن الجدير بالذكر أنَّه يتم علاج تضيق عنق الرحم في حال كانت المرأة تعاني من أعراضه، أو حدوث تدمي الرحم (بالإنجليزية: Hematometra) وهو تراكم الدم في الرحم، أو تقيح الرحم (بالإنجليزية: Pyometra) فقط، ويتم العلاج من خلال توسيع عنق الرحم.[17]

  • العضال الغدي الرحمي: يشير مصطلح العضال الغدي الرحمي (بالإنجليزية: Adenomyosis) إلى حالة تنمو فيها خلايا بطانة الرحم نحو الداخل باتجاه الجدار العضلي للرحم بدلاً من النمو نحو الخارج، إذ يتم تحفيز هذه الخلايا خلال دورة المرأة الشهرية مما يؤدي إلى المعاناة من النزيف الشديد جداً وغير الطبيعي وتشنجات الطمث، ويمكن القول بأنَّه تتوفر العديد من الخيارات العلاجية لعلاج هذه الحالة، ومن هذه الخيارات ما يأتي:[18]
    • الأدوية المضادة للالتهابات، مثل: الآيبوبروفين للتقليل من الألم والانزعاج.

    • الأدوية الهرمونية، مثل: حبوب منع الحمل الفموية، أو اللولب الهرموني، أو الحقن الهرمونية، إذ إنَّها تساعد على التقليل من الأعراض.

    • عملية انسداد الشريان الرحمي.

    • استئصال الرحم.

المراجع