رحلة في عالم كارتون الثمانينيات السعيد

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/01
رحلة في عالم كارتون الثمانينيات السعيد

لنكن صُرحاء منذ البداية ..


جيل الثمـانينيــات – التاريخ يؤكد – هو الجيــل الأكثر عظمة وتأثيراً فى مجريات الأمور على هذا الكـــوكب فى السنوات الماضيــة .. معظم الشباب العظمــاء الذين حققــوا طفرات تقنية وتكنولوجيــة هم من مواليــد جيل الثمانينيــات السعيــد ، ليس مارك زوكربيرغ مؤسس فيسبوك أولهم ، وليس ديفيد كارب مؤسس الـ ( Tumbler ) آخرهم .. والامثلة فى ذلك لا تعد ولا تُحصى..


جيل الثمـانينيــات هو جيل الكابتن ماجد المسؤول بشكل اساسي عن إندلاع ثورات التحرير العربيــة ، متقدمــاً الصفــوف الأولى ..



جيل الثمـانينيات العربي هو الجيل العظيم الذي لم يتلــوث ببلاهة ( سبونج بــوب ) .. ولم يجلس بالساعات يتطلع بإنبهــار إلى قنــاة ( طيــور الجنة ) التي يتراقص فيها طفـــل بديــن ، مردداً كلام غير مفهوم مفاده أنه ولد صالح ، ويطيــع ( الماما والبابا ) ، الى آخر هذا الهُــراء .. فضلاً عن ( البرتقالة ) التى تتحــدث فجأة من تلقاء نفسها أمام الطفل ، شارحة له أنها غنية بالبوتاسيــوم والفيتـامينات ، وأنه من الضــروري أن يحرص على تنــاولها ..



جيل الثمـانينيــات هو الجيــل العظيــم الذي شهــد ظهــور اجهزة بدائيــة عجيبة ، كانت هي النواة الأولى لكل أجهزة البلاي استيشن والاكس بوكس .. جيل الثمـانينيــات هو الجيــل المُلهم الذي كــان شبابه وشــاباته يحملــون هاتفاً كبيــر الحجم يخــرج منه قرن استشعــار طويل بشــع – أول جهــاز موبايل تجــاري – ، ويعتبــرون أنفسهم قد وصلوا الى قمــة التكنولوجيــا والحضــارة ..


جيــل الثمـانينيــات – بإختصــار – هو فــاكهة هذه الأرض ..


في هذا المقــال سأستعرض معكــم جزء مهم من الأمور التى ساهمت فى تكوين ونشــأة هذا الجيــل العظيم ، وهي برامج الكــارتــون العتيــدة .. برامج كارتون الثمانينيات التى جعلت مُعظم هذا الجيــل يتقن اللغة العربيــة الفصحى ، ويجيــد القراءة والكتــابة والإستمــاع لألفــاظها ومفرداتها بأفضــل مايكــون ..


وستعرف السبب حالاً ..


غراندايــزر – مغامرات الفضــاء


تتذكـرون غراندايزر طبعاً .. لحد الآن لا أعرف السبب في صراخه المستمــر ( دوووق فليييييد ) وهو في طريقه لركــوب الغراندايزر .. ولا اعرف السبب في عدم استخدامه لـ ( رعد الفضــاء ) منذ البداية ،  بحيث يخرج الشعاع الأزرق من بين قرنيــه فيريح ويستــريح ويدمر خصمه سريعاً.. بإعتبــار أن كل أعداءه يقضــون نحبهم بهذه الطريقة فى النهاية ..


ملحوظة :


راجع كلمــات المقــدمة ، واقرأها بحرص .. وتذكر ان هذه الكلمــات يسمعها ويقــرأها أطفال صغــار .. من الطبيعي أن يكون هذا الجيــل هو الأكثر اجادة للغة العربية ، وأقلهم أخطــاءاً..


سانشيـــرو


الطفل الصغيـر سانشيــرو المبتكــر الذي اختــرع إنسـاناً آليـاً مقاتلاً ( جومــارو ) ، ويخوض به عدة معــارك ينتصــر فيها جميعاً .. كان مسلسلاً عظيمــاً إلى أبعد الحــدود ، وكان المفضل لي دائمـاً ..


من تربي على هذا الكارتون ، يجب أن ترتسم الابتسامة على وجهه فوراً بمجرد سمــاع هذه الأغنية..


جونكـر – غزاة من الفضــاء


كانت لحظــة مجيــدة مليئة بالحمــاسة يصرخ لها جميع الاطفال ، عندما يرفع الفتــى ( كنتــارو ) قلادته الى السمــاء لإستدعاء جونكــر الرهيــب ، ويطير ليخترق صدره ليشكل هو وجونكر قوة خارقة لمواجهة الفضائيين ..


من أعظم مسلسلات الأطفال التي يمكن أن تشاهدها في حياتك !


سالي


المسلسل التعيس الذي كــان يجب أن يتم مشــاهدته في أي منزل به طفلــة صغيــرة ، والذي كان السبب غالباً في أن يحطــّم الاطفــال رأس اختهم التعيسة المدمنة على هذا المسلسل ..


أعترف اننى كنت أكره هذا المسلسل تحديداً بجنــون .. ولكــن لا يمكن أبداً إزالته من ذاكــرة أي شخص من جيل الثمـانينيات ..


الكابتن مــاجد


كان أفضــل جزء على الاطلاق هو الجزء الأول لهــذا الكارتون العظيم .. عندما كان الكابتن ماجد طفلاً يجوب الملاعب ، ويستغرق 3 حلقــات لتسـديد ركلته الصــاروخيــة .. و3 حلقات أخرى لتمرير كرة عرضيــة .. و3 حلقات أخرى لتجــاوز خصمه العنيد ( بسام ) وتسديد ركلــة فى مرمى رعد ..


أين هو الآن كابت ماجد .. لا أحد يدري .. ربمــا الآن هو محلل رياضي يرتدي بذلة أنيقة ، ويحلل مباريات كأس أمريكا اللاتينية أو الدوري الياباني، ولكن ما نعلمه أنّ الكابتن ماجد كان اللاعب الذي يحلم جميع أطفال ذلك الجيل بأن يكونوا مثله.


كان افضل مسلسلات كارتون الثمانينيات على الإطلاق لأطفــال هذا الجيل .. الافضل على الإطلاق !


الرجل الحديدي


حتى الكثيرين من جيل الثمـانينيات لا يعرفون هذا الكـارتون ، ربمــا لأنه لم يكن مشهــوراً بما فيه الكفــاية .. أتذكر اننى كنت أشــاهده عبر شرائط فيديو يتم إدخالها فى جهــاز فيديو كبيـــر يصدر أصواتا صاخبــة ..


كانت لحظــة مجيدة للغاية عندما يقفـــز كمــال ولميــس معاً صارخيــن ( الى الرجل الحديدي ) ، الذي يبدأ أول ظهــوره بعــدة قفــزات بهلوانية فى الهــواء ، قبل أن يقــابل الدينــاصور التعيس الذي قاده حظه العاثــر لمواجهة بهلــوان مثله ..


كان مسلسلاً عجيباً فعلاً .. وإن كنت الآن أتذكــر أنه يؤكد على معنى ( الاتحاد قوة ) .. قيمة مهمة للغاية بالنسبة للطفــل في سن مبكــرة ..


ماوكلي – فتى الأدغال


من أعظم مسلسلات كارتون الثمانينيات بل حتى مسلسلات الكارتون على الإطلاق .. لا يحتاج الى شــرح أو تذكيــر .. أنــا واثق من أنك تتألم بشدة بمجرد سماع اغنية المقدمة ، وانك تستحضــر أياماً عظيمة جميلة فى زمن جميــل راق لن يعود أبداً للأسف !


ليتَ ماوكلي يعود يوماً فيعيد لنا طفولتنا السعيدة !


السنــافر


مسلسل عجيب جداً ، يقبع فى وجدان كل شخص من جيل الثمـانينيات ، حتى إذا كان لا يشــاهده أو لا يطيق مشاهدته مثلي .. لكن موسيقى السنــافر ، وشرشبيــل الشرير الذي لا يفعل شيئاً سوى مطاردتهم ، مطبــوعة فى وجدان هذا الجيــل بشكــل لا يمكن النقاش فيه !


والأمر الأكثر غرابةً في كلّ المسلسل هو تلك الحلقات التي كان يقوم فيها شرشبيل بأسر بعض السنافر ووضعهم في أقفاصٍ يمكنهم الهرب منها بسهولة لتجدهم جالسين يحتارون كيف سيهربون.


بالمناسبة : لحد الآن لا أعرف ما معنى كلمة سنــافر .. ولا شرشبيــل !


الكابتن رابح


كان لدينا في هذا الجيـل السعيد العديد من ( الكباتن ) ان جــاز التعبيــر .. صحيح أن الكابتن ( ماجد ) كان له الهيمنة الكبــرى فى عالم كارتون كرة القدم ، إلا أن الكابتن رابــح ظهر له كمنافس متأخر .. وكان له العديد من الركلات الصــاروخية لا بأس بها أبداً ..


كان مسلسلاً عظيمـاً له ذكريــات جميلة !


ليدي ليدي


مسلسل كارتوني آخر من النوع الذي يسبب توتراً في أي منزل يضم أطفال ذكــور متشردين يحملون كرة القدم تحت إبطهم ويصرخون في وحشية طوال الوقت ، وأطفال إنــاث رقيقات الحــال ، يحملن دائمــاً دمية باربي الصغيــرة أو دبدوب رقيق ..


 لم يكن هناك بيــت يخلو من فتاة صغيرة تعشق هذا المسلسل بجنون ..


عدنان ولينــا


حتى يومنا هذا ، لا أفهم الفكــرة الأساسية التى كان يدور حولها هذا المسلسل .. كل ما أتذكره هو أنه كــان مهم جداً ، وأن الجميع كانوا يتحدثون عنه .. وأنه كــان يأتي فى التلفــزيون كثيــراً جداً .. وذلك الصــوت الانثــوي الرخيم المميز المتكــرر الذي يقول ( عدنان ولينــا ) ..


ولكن – مع ذلك – أرى أنه كان مسلسل سخيف جداً ..


مغامرات عصــام / الصياد الصغير


كارتون من النوع الذي عندما تتذكــر لحنه وإيقــاعه وكلمــاته ، تشعر بالحنين يعتصــر صدرك .. كــان لهذا المسلسل العديد من البوسترات التى كــان يتم طباعتها في منتجــات مختلفة .. عصائر وأكيــاس بطاطس مقلية وخلافه ..


كنت دائمـاً أخلط بين هذا المسلسل ، ومسلسل آخر جميل اسمه ( الصيــاد الصغير رامي ) ، الذي كان بطله يجـاهد في كل حلقــة لصيــد سمكة عملاقـــة عنيدة ..


كلا المسلسلين كــانا منتشرين جداً بين هذا الجيــل ، وتملأ ملصقــاتهم الجدران وعلب العصائر !


كعبــول وعبقــرينو


المسلسل الذي كان يضبــط موعده تماماً مع موعــد قدومك من المدرسة .. يبدو أنه يتبع ظاهرة كونية مــا ، تجعله يبدأ فور أن يعود الطفل من المدرسة بدقة مدهشة !


كعبــول البدين وعبقرينو المشــاكس .. مسلسل يقبع في وجدان أي شخص قضى فترة طفولته فى أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينــات ، بلا مناقشة ..


هــايدي


مسلسل ( بنــاتي ) آخر ، لحنه مميـــز ومعروف للجميــع .. يمكن تلخيص هذا المسلسل في أن هايدي البدينة كانت تركض دائماً في سفح جبل جميــل ، وأن عمّهــا المسؤول عنها لم يكن يفعل شيئاً سوى تنــاول الخبز على العشــاء وإلقاء النصــائح والخروج للصيــد ..


من كان من الممكن ان يتابع حماقة كهــذه ؟!


جزيرة الكنــز


أخيراً .. مسلسل الكــارتون العبقري ، الذي أعتقــد انه من المستحيل تقريباً ألا يكون قد أثـّر في طفــولتك وأنت تتـابعه عبر تلفــزيون دولتك الوطني .. لأن القنــوات الفضائية وقتها كــانت تحبــو في بدايتها ..


جزيرة الكنــز ..


تتذكــر جيم وقطه الصغير  .. وسيلفـــر الأعرج .. والقراصنة .. واغنية ( خمسة عشــر رجلاً ماتوا من أجل صنــدوق ) !


لا يمكن لأي أحد أن ينسى مسلسلاً عظيمــاً كهــذا ، كان مليئاً بالإبداع والأحداث ، وحتى النصــائح والحِكم المؤثــرة !


هل نسيت شيئـاً ؟ .. طبعاً نسيت .. أين ( باباي وزيتونة ) ، وأين توم و جيــري ، وأين ( سلاحف النينجــا ) ، و أين ( النمر المقنع ) و ( بينك ) .. وغيرهم ؟


هذا ليس حصــراً لمسلسلات الكــارتون التى أثــّرت على جيل الثمانينيات – وربمـا أوائل التسعينيــات – بقــدر مــا هو إشــارة سريعة إلى أهم وأبــرز هذه الأعمــال الإبداعيــة .. والتى – مازلت مصممــاً – لا يُمكن مجرد مقارنتها مع السخــافة التى نشــأ عليها أطفـال الأجيال الأخرى التالية ..


مزيج من السعادة والتأثر والحنين والحزن رافقني طوال كتابة هذه السطــور .. أعتقد أنك انت أيضـاً لديك نفس الشعــور ..


ألا ليتَ الطفولة تعود يوماً ، فنخبــرها بما فعلت بنا هذه الأيام السوداء التى نعيشها الآن !