علاج حروق الزيت

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ١٧:٢٩ ، ١٧ أغسطس ٢٠٢٠
علاج حروق الزيت

حروق الزيت

تُعد حروق الزيت نوع من أنواع الحرق السمطيّ (بالإنجليزية: Scald burns)؛ والتي تُعرف بأنها الحروق الناتجة عن مُسبب رطب كالتعرض للماء الساخن أو البخار، في حين أنّ الحروق العادية تكون ناجمةً عن التعرّض للحرارة الجافة كالنار والحديد، أو المواد الكيميائية والكهرباء، وقد ينتج عن كلاهما سواء الحروق العادية أم حروق السّمطي بعض الأعراض؛ كالاحمرار، وتقشّر الجلد، والانتفاخ، وظهور البثور، وابيضاض البشرة أو اسمرارها، والشعور بالألم، ومن الجدير ذكره بأنّ الألم لا يرتبط بمدى شدة الحرق، فقد يكون الحرق شديد إلّا أنه غير مؤلم نسبياً،[1] وتُعدّ الحروق السمطيّة أكثر شيوعاً بين الأطفال صغار السن، وقد تُسبب لهم حروق عميقة في درجات حرارة منخفضة وذلك لضعف سماكة جلدهم مقارنةً بالأطفال الأكبر سناً أو البالغين.[2][3]

من المُتعارف عليه طبياً أنّ الحروق يتم تصنيفها إلى ثلاث درجات اعتماداً على مقدار الجلد المُتأثر ومدى عمق الحرق، وهي كالتالي: الحروق من الدرجة الأولى وهي التي تؤثر في الطبقة العليا من البشرة فتؤدي إلى احمرارها والشعور بالألم عند لمسها دون التسبّب بظهور بثور؛ كالحروق التي تُسببها أشعة الشمس، وعادةً ما يشفى الحرق من هذه الدرجة في غضون 7 أيام إلى 10 أيام، والحروق من الدرجة الثانية والتي تُسبب ضرراً أكبر في الطبقات العليا من الجلد، مع بقاء الطبقات العميقة من البشرة سليمة، وغالباً ما تؤدي إلى ظهور التقرحات والبثور، وقد تُخرج البشرة المحروقة بعض السوائل، وعادةً ما يشفى الحرق من هذه الدرجة في غضون أسبوعين إلى ثلاث أسابيع، ويكون العلاج المنزلي فعّالًا في الحروق من الدرجة الأولى والثانية وكافياً لتخفيف الألم والالتهاب، كما أنه نادراً ما ينتج عنهم أيّ مضاعفات خطيرة أو أن تستدعي الحالة تلقي العلاج في المستشفى مع الأخذ بالاعتبار ضرورة متابعة حالة الحرق بشكلٍ مستمر والكشف عن أيّ علامات للعدوى والتي تطلب حينها التدخل الطبي، أمّا الحروق من الدرجة الثالثة وهي الأكثر شدة وخطورة فقد تُسبّب الضرر في جميع طبقات البشرة، بحيث تكون مصحوبةً بتغير لون البشرة، وقد تؤدي إلى تلف النهايات العصبية في الجلد ممّا يحول دون شعور المُصاب بالألم، وهذه الحالة تستدعي التوجّه لقسم الحوادث والطوارئ لتلقي العلاج المناسب، وقد تستدعي دخول للمستشفى،[4][5] وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ الحروق السمطية من الدرجة الأولى أو الثانية.[2]

الإسعافات الأوليّة لحروق الزيت في المنزل

تُطبّق قواعد الإسعافات الأولية المناسبة وتُستخدم في علاج الحروق والحروق السمطيّة في أسرع وقتٍ ممكن بعد التعرض للحرق، وذلك لتقليل الضرر الذي يُسببه الحرق على البشرة، ويمكن إجراء الإسعافات الأولية من قِبل المُصاب ذاته أو إجرائها لأشخاص آخرين تعرضوا للحروق، وفيما يأتي تفصيل لطريقة الإسعافات الأولية للحروق:[6]

إرشادات واجب اتباعها


يُنصح باتباع الإرشادات التالية في حالات حروق الزيت:[6][7]
  • وقف الحرق بأسرع ما يمكن وذلك بإبعاد مصدر الحرق كغمر اللهب بالماء أو تغطيته ببطانية، وإخراج المصاب من المنطقة، مع مراعاة عدم تعريض الشخص نفسه لخطر الحرق أيضاً.

  • إزالة جميع الملابس والمجوهرات وحفاضات الأطفال وأيّ شيء يتواجد بالقرب من المنطقة المحروقة من الجلد، مع الانتباه لعدم إزالة أيّ شيء ملتصق وعالق في الجلد لكي لا يتسبّب ذلك بضررٍ أكبر.

  • تبريد الحرق بأسرع وقت ممكن بواسطة الماء البارد أو الفاتر ولمدة 20 دقيقة.

  • ضبط درجة حرارة جسم المصاب وذلك باستخدام بطانيات أو قطع ملابس إضافية مع تجنب وضعها على منطقة الإصابة مباشرةً، وذلك للحفاظ على دفء الجسم ومنع انخفاض درجة حرارته إلى أقل من 35 درجة مئوية.

  • تغطية منطقة الحرق باستخدام بغلاف الأطعمة البلاستيكيّ الشفّاف، بحيث يتمّ وضعه على شكل طبقة فوق الحرق، بدلاً من لفها حول أحد الأطراف، ويجدُر تجنّب لف المنطقة المحروقة بشدة لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى زيادة سوء الإصابة، كما ويمكن استخدام كيس بلاستيكي شفاف نظيف كبديل لحروق اليد.

  • تخفيف وعلاج الألم الناتج عن الحرق باستخدام مسكنات الألم التي لا تستدعي وصفة طبية، مثل: الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) أو الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) أو نابروكسين الصوديوم (بالإنجليزية: Naproxen Sodium)، مع ضرورة التأكد من تعليمات الشركة المصنعة عند استخدام هذه الأدوية، تجنّب إعطاء الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin) للأطفال دون سن 16 عاماً.

  • محاولة الجلوس في وضع مستقيم قدر الإمكان في حال حرق الوجه أو العينين، مع تجنب الاستلقاء لفتراتٍ طويلة، إذ إنّ ذلك من شأنه تخفيف الانتفاخ.

  • استخدام منتجات الجل المائي؛ وهي ضمّادة تشبه الهلام تستخدم للحروق فقط في حال لم يكن هُناك مياه جارية باردة قريبة، مع الحرص على تطبيق الماء البارد دائماً فور توافره بعد استخدام جل الحروق.

  • استخدام واقي الشمس والمرطب بانتظام وبمجرد التئام الجرح، سواء أكان الحرق بسيطًا أم شديدًا.[8]


محاذير يجب الانتباه لها


هُناك العديد من الطرق والوسائل التي قد يلجأ لها البعض في حالات حروق الزيت والتي قد يترتب عليها بعض الأضرار، وعليه يجب تجنبها، وهي كالآتي:[7][5]
  • تجنّب تطبيق أيّ نوع من الكريمات أو المراهم أو المواد الدهنيّة والزيوت كزيت الزيتون وزيت جوز الهند والزيوت العطرية؛ نظرًا لكون الزيوت تحتجز الحرارة وتمنعها من الانفلات ممّا يؤدي إلى تفاقم الحرق بدلاً من التئامه، كما يجدُر أيضًا تجنّب استخدام الثلج أو الماء المثلج والجليد أو البخاخات أو الضمادات اللاصقة أو اللصقات.

  • تجنب تعريض منطقة الحرق للطقس الحار أو المشمس وإبقائه في الظل، وذلك لتقليل احتمالية زيادة شدة الحرق والألم سوءًا، وفي حال صعوبة تجنّب الشمس فيجيب ارتداء ملابس فضفاضة تُغطي الجرح.

  • تجنب فرقعة البثور نظرًا لأنّ البثور تمنع العدوى الجلدية.

  • تجنّب لف المنطقة المحروقة بشدة، إذ إنّ الانتفاخ من شأنه التسبّب بالمزيد من الأضرار.

  • تجنب وضع معجون الأسنان وهو مستحضر قد لا يكون معقّماً وبالتالي يساعد على نمو البكتيريا في منطقة الحرق.

  • تجنُّب وضع بياض البيض النيء على موضع الحرق كما هو شائع لتخفيف ألم الحرق، إذ لا توجد أيّ أدلة علمية تثبت ذلك إلّا أنّه ومن المرجح بأنّ البيض قد يزيد من انتشار البكتيريا في منطقة الحرق وبالتالي زيادة خطر الإصابة بالعدوى.

دواعي التدخل الطبي لعلاج حروق الزيت

هُناك العديد من حالات حروق الزيت التي تستدعي التدخل الطبي والحصول على المساعدة الطبية الطارئة، ونذكر من أبرز هذه الحالات والفئات ما يأتي:[9][10]

  • الإصابة بالحروق الكبيرة والعميقة والتي يصل حجمها لحجم راحة اليد أو أكبر، بغضّ النظر عن درجة الحرق.

  • التعرض للحروق الشديدة من الدرجة الثالثة.

  • ظهور علامات الصدمة على المصاب.

  • الجهل بمدى خطورة الحرق ودرجته.

  • ظهور أعراض أخرى مرتبطة بالحروق، بما في ذلك علامات صدمة جهاز الدوران (بالإنجليزية: Shock).

  • حالات ظهور علامات العدوى؛ كزيادة الشعور بالألم، أو ارتفاع الحرارة، أو خروج صديد أو إفرازات من الجلد المحروق، أو انتفاخ الغدد الليمفاوية، أو ظهور خطوط حمراء تتنتشر من منطقة الحرق.

  • ظهور علامات الجفاف، مثل: انخفاض التبول، وجفاف الجلد، والشعور بالدوخة أو خفة الرأس، والغثيان، وصداع الرأس، والعطش.

  • حالات تأثير الحرق في المناطق التناسلية، أو الوجه، أو حول فتحة الشرج، أو حول كامل الأصبع أو الأيدي.[11]

  • حالات الإصابة بالحروق الطفيفة المصحوبة بالألم المُستمر لأكثر من 48 ساعة.[10]

  • حالات ظهور بثور في منطقة الحرق؛ خاصّة في حال ظهور البثور في الوجه أو اليدين أو القدمين، أو الذراعين، أو الساقين أو الأعضاء التناسلية، ذلك أنّ البثور تعني تعرّض الشخص لحروقٍ بسماكةٍ جزئية.[12][9]

  • حالات عدم تلقي مطعوم الكزاز في السابق.[9]

  • حالات عدم التئام الجرح بالرغم من مُضي أسبوعين على التعرض للإصابة.[1]

  • المصابين بالحروق ممّن يُعانون من ضعف الجهاز المناعيّ كمرضى فيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) واختصاراً (HIV).[10]

  • الأشخاص المصابين بالحروق من الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم عشرة أعوام، أو كبار السن والبالغين الذين تزيد أعمارهم عن 49 عام.[1]

  • المصابين بالحروق ممّن يُعانون من مشاكل طبية؛ مثل السكري، أو أمراض الكبد أو الجهاز التنفسي أو القلب.[1]

  • النساء الحوامل المُصابات بالحروق.[1]

  • حالات الحروق التي ينتج عنها اسمرار البشرة أو ابيضاضها بغضّ النظر عن حجمها.[12]

لا تتطلب الحروق من الدرجة الأولى والثانية عناية طبية في الغالب، حيث يمكن علاج معظم الحروق الطفيفة في المنزل ويتم التعافي منها خلال أسبوعين، إلّا أنّه من الضروري مراقبة الحروق للكشف عن أيّ علامات قد تدل على أن الحالة تزداد سوءاً، ومن الجدير ذكره احتمالية تطوّر حروق الدرجة الأولى إلى حروقٍ من الدرجة الثانية، كما يمكن أن تظهر أعراض تدلّ على تضرّر طبقاتٍ أعمق على الجلد بعد مُضي بضع ساعات، كما يجب طلب العلاج الطبي في حال الإصابة بحروق من الدرجة الثانية العميقة أو المُنتشرة أو التي لم تتحسن مع مرور الوقت، وأما بالنسبة للحروق الشديدة فبعد إجراء الإسعافات الأولية اللازمة وتقييم درجة الحرق، قد يخضع المصاب للعلاج الطبي الذي يشمل استخدام الضمادات والأدوية والعلاجات الجراحية، وذلك بهدف إزالة الأنسجة التالفة، ومنع العدوى، وتخفيف الألم، وتقليل خطر التندب، واستعادة القدرة الوظيفية للعضو المصاب، وقد يحتاج المصاب للخضوع إلى عمليات ترقيع الجلد لتغطية الجروح الكبيرة، إلى جانب الحاجة في كثيرٍ من الحالات إلى الدعم النفسي والعاطفيّ والمتابعة بأنواع العلاجات المساندة كالعلاج الطبيعي.[5][8]

الأدوية ومنتجات التئام الجروح


بعد تلقي الإسعافات الأولية عند التعرض للحروق الشديدة، قد يتم وصف بعض العلاجات الدوائية والمنتجات التي تُساعد على تسريع التعافي والتئام موضِع الحروق، وفيما يأتي بعضاً منها:[13][14]
  • أدوية الألم والقلق: قد يقوم الطبيب بوصف أدوية لتقليل الألم مثل المورفين (بالإنجليزية: Morphine) ومضادات القلق (بالإنجليزية: Anti-anxiety Medications) للتقليل من الألم الشديد للحروق، وخاصةً المُصاحب للقيام بتغيير الملابس.

  • كريمات ومراهم للحروق: في حال عدم نقل المُصاب لمراكز الحروق المختصة فقد يتم وصف مجموعة متنوعة من المنتجات الموضعية لعلاج موضِع الحروق وتسريع التئامها ومنع العدوى، ومن هذه الأدوية: باسيتراسين (بالإنجليزية: Bacitracin) وسلفاديازين الفضة (بالإنجليزية: Silver sulfadiazine).

  • الضمادات: في حال نقل المصاب لمراكز الحروق المختصة فقد يتم تغطية الجرح بالشاش الجاف فقط، وفي بعض الحالات قد يستخدم فريق الرعاية الطبية ضمادات الجروح المتخصصة لتحضير المنطقة لعملية التّعافي.

  • العلاجات المائية: (بالإنجليزية: Water-based treatments)، كالاستعانة بتقنية العلاج الضبابي بالموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound Mist Therapy) التي تستخدم طاقة صوتية من شأنها تعزيز عملية تحفيز وتنظيف الأنسجة المُتأثرة بالحرق وبالتالي فهي تُساعد على تعزيز التئام موضع الحروق.

  • السوائل: قد يتم وصف السوائل الوريدية في سبيل الوقاية من الجفاف وفشل الأعضاء.

  • مضادات العدوى: يُعدّ المصاب بالحروق عُرضةً لخطر الإصابة بالعدوى، وفي حال الإصابة بالعدوى قد يتم وصف المضادات الحيوية الوريديّة.

  • حقنة التيتانوس: قد يوصي الطبيب بحقنة التيتانوس (بالإنجليزية: Tetanus shot) بعد الإصابة بالحروق.


العلاج الطبيعي والوظيفي


يُلجأ في بعض الأحيان إلى العلاجات الطبيعية وخاصةً إذا كانت المنطقة المُتأثرة بالحرق كبيرة أو تُغطي أحد مفاصل الجسم، إذ يُساعد العلاج الوظيفي والطبيعي في حال شعر المُصاب بصعوبة في ممارسة الأنشطة اليومية المعتادة، كما أنّها تعمل على شد الجلد كي تبقى المفاصل مرنة، وقد تُساعد ممارسة بعض التمارين تُساعد على تعزيز تنسيق العضلات وقوتها.[15]

الجراحة وإجراءات أخرى


قد تستلزم بعض حالات حروق الزيت الخضوع لواحد أو أكثر من الإجراءات التالية:[8][15]
  • دعم التنفس: في حال تعرض الوجه أو الرقبة للحرق قد تنتفخ الحنجرة وتُغلق، وقد يستلزم ذلك قيام الطبيب بإدخال أنبوب في القصبة الهوائية لتزويد الرئتين بالأكسجين.

  • أنبوب التغذية: تستلزم بعض الحالات الحصول على الدعم الغذائي من خلال تمرير أنبوب تغذية عبر الأنف وصولاً للمعدة، ويتضمّن ذلك المصابين بحروقٍ شديدة أو الذين يعانون من نقص التغذية.

  • تعزيز التروية الدموية حول منقطة الحرق: في حال تكوّن قشور نُدبية حول الطرف المصاب بالحرق قد يؤدي ذلك إلى تضيّق الأوعية الدموية وتقليص الإمدادات الدموية، كما وقد تؤدي القشور الندبيّة حول الصدر إلى صعوبة التنفس، بالتالي قد يلجأ الطبيب لقطع هذه القشور فيما يُعرف بإجراء تخفيف الضغط (بالإنجليزية: Decompression).

  • الجراحة التجميلية: تُحسّن الجراحة التجميلة من مظهر ندوب الحروق وتُساعد على زيادة مرونة المفاصل المتضررة من الندوب.

  • ترقيع الجلد: (بالإنجليزية: Skin grafts)، والتي تُعد من الإجراءات الجراحية التي يتمّ فيها استخدام جزء من الجلد السليم لاستبدال الأنسجة المُتندّبة التي نتجت عن الحروق العميقة، ويتم اللجوء إليها في حال لم يكُن الجسم قادراً على التعافي من تلقاء نفسه، وغالباً ما تُجرى بعد إخضاع المريض للتخدير في غرفة العمليات المُجهزّة، وفي الحقيقة تعتمد تفاصيل الجراحة على شدة الحرق وموقعه.[15][16]

المراجع