يقصد بالتوبة إقرار العبد واعترافه بما قد اقترفه من ذنب والعزم على ترك تلك الآثام والامتناع عن إتيانها نهائياً بلا رجعة وهو من كمال الدين والخلق وحسن الإسلام حيث تمثل الجوع للخالق جل وعلا والقيام بحقه والابتعاد عن ما يكرهه من الأمر ما ظهر منه وما بطن، وقد اتفق علماء وفقهاء الدين الإسلامي على مشروعية صلاة التوبة والتي تتم بأداء ركعتين يؤديها العبد منفرداً وليس في جماعة إذ أنها نافلة ولكي تكون التوبة مقبولة في حالة إتيان كبيرة من الكبائر يوجد شروط لابد من اتباعها وألا يكون هناك مانع من موانعها التي أوضحها ديننا الإسلامي بالقرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (قال الله تبارك وتعالى يا ابنَ آدم إنَّك ما دَعَوْتَنِي ورجوْتَنِي غفرتُ لك على ما كان فيكَ ولا أُبالي، يا أبن آدم لو بلغتْ ذنوبُك عَنَانَ السَّماء ثُم أستغفرتْنِي غفرتُ لك ولا أبالي، يا ابْنَ آدَمَ إنَّك لو أتيتَنِي بقراب الأرضِ خطايا ثُمَّ لقيتَنِي لا تُشركُ بي شيئًا لأتيتُك بقرابِها مغفرة).التوبة النصوح الصادقة لابد من أن يتوافر بها بعض الشروط والتي تتمثل في الندم الحقيقي عما قام به التائب من ذنب فيما سبق، والعزم على رفض الذنوب وتركها ابتغاء مرضاة الله جل وعلا والإصرار على عدم العودة للذنب مرة ثانية، فضلاً عن ضرورة إرجاع الحق إلى أصحابه، مع ضرورة الاستمرار على القيام بالأعمال الصالحة والالتزام بفروض الله والنوافل، كما ينبغي أن تحدث التوبة بالوقت الذي يمكن أن تقبل به من الله تعالى.[1]
صلاة التوبة
صلاة التوبة تعرف في الشريعة الإسلامية باسم آخر وهو صلاة الاستغفار والتي لا تعد من بين الصلوات المفروضة ولكنها مستحبة عند الله والتي قد هجرها الكثير من المسلمين في الوقت الحالي على الرغم من عظم ثوابها وفضلها في حياة العباد وهي صلاة يقوم بأدائها من يرغب في التوبة عن ذنب قد قام باقترافه والرجوع إلى طريق الحق، وهو ما تحدث عنه رب العباد في سورة النور الآية 31 (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).فقد ربط الله جل وعلا الفلاح في الدنيا والآخرة بالتوبة وهو ما ورد في سورة طه الآية 83 (إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)، حيث يكون المسلم قد وقع في الذنب صغيراً كام أم كبيراً ويرغب في التوبة عنه على الفور وحينها يتوجه إلى صلاة هاتين الركعتين متوسلاً بها إلى الله سبحانه لكي يقبل توبته ويغفر ذنبه والتي قد ورد عن الأئمة الأربعة (أحمد بن حنبل، الشافعي، أبي حنيفة، ومالك) أنها صلاة مشروعة مستحبة.كما وردت نشروعية صلاة التوبة في السنة النبوية المطهرة حيث ورد عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد يذنب ذنبا فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر له، ثم قرأ هذه الآية: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ).وفيما يتعلق بالوقت الذي يمكن أداء صلاة التوبة به والتي تعد نافلة فلا مانع من أداها بأي وقت من اليوم وتتمثل أوقات النهي الخمس فيما يلي:
دعاء التوبة من الكبائر
التوبة من الأمور التي يحبها الله تعالى وهو ما قاله جل وعلا في سورة البقرة الآية 222 (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) ولمن يرغب في أن يقبل الله توبته عليه أن يتبع الشروط الصحيحة لها وأن يتم ذلك دون وجود مانع لها، كما يمكن أداء صلاة التوبة وترديد الاستغفار بما له من صيغ مختلفة، كما يمكن الاستعانة بأدعية التوبة من الكبائر مثل:
علامات قبول التوبة من الكبائر
لا يمكن لمن تاب عن الكبائر خاصة فعل الزنا والعياذ بالله من التأكد من قبول الله تعالى لتوبته بشكل يقيني ولكن هناك بعض العلامات التي قد تبين له ذلك كما قد يستشعرها بقلبه ومن بين العلامات تلك الآتي:
المراجع
- 1 - شروط التوبة .
- 2 - صلاة التوبة .
- 3 - سيد الاستغفار .
- 4 - علامات قبول التوبة .