ما أسباب لعيان النفس

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ٠٦:١٩ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٠
ما أسباب لعيان النفس

لعيان النفس

لعيان النفس، أو الغثيان (بالإنجليزية: Nausea)، هو الشعور بأنّ الشخص يُوشك على التقيؤ،[1] بحيث يشعر الفرد بعدم الراحة في الصدر أو أعلى البطن أو مؤخرة الحلق،[2] وإنّ الغثيان ليس مرضًا بحدّ ذاته، وإنّما عرَض، وقد يكون الغثيان مصحوبًا بالتقيؤ وعادة ما يكون السبب الكامن وراء الغثيان لا يستدعي القلق، ولا يدل الغثيان في الغالب على وجود مشكلة صحية خطيرة، هذا بالإضافة إلى أن هناك بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها للسيطرة عليه.[1][3]

إنّ وقت حدوث الغثيان أو التقيؤ يُعطي انطباعًا عن السبب الكامن وراء المعاناة من ذلك، فمثلًا في حال الشعور بالغثيان بعد الانتهاء من تناول وجبة الطعام بفترة قصيرة؛ فإنّ ذلك قد يكون ناجمًا عن الإصابة بتسمم غذائيّ، أو حدوث التهاب في بطانة المعدة، أو الإصابة بالقرحة، أو النّهام العصبي (بالإنجليزية: Bulimia)، وأمّا بالنسبة للغثيان أو التقيؤ الذي يحدث خلال ساعة إلى ثماني ساعات من تناول الطعام فقد يدلّ على التسمم الغذائيّ، وقد يتأخر ظهور الغثيان الناجم عن التسمم الغذائي لأطول من ذلك.[3]

أسباب لعيان النفس

كما بيّنّا سابقًا فإنّ الغثيان ليس مرضًا قائمًا بذاته، وإنّما عرَض قد ينجم عن عدد من الأسباب يأتي بيان أهمها أدناه:[4]

أسباب لعيان النفس الأكثر شيوعًا


تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى الشعور بالغثيان أو لعيان النفس، وإنّ أكثرها شيوعًا ما يأتي:
  • الغثيان الصباحيّ أثناء الحمل: يُعدّ الغثيان الصباحيّ خلال فترة الحمل من أكثر حالات لعيان النفس شيوعًا،[5] فبالاستناد إلى نتائج الدراسة المُجراة في مجلة "BMJ Clinical Evidence" في عام 2009 م فإنّ أكثر من نصف النساء الحوامل يُعانين من الغثيان والتقيؤ، عادة ما يظهر الغثيان في الأسبوع الرابع أو السادس من الحمل، وقد يكون أولى علامات الحمل ظهورًا، ويستمر حتى الأسبوع الثاني عشر أو حتى السادس عشر غالبًا، ويجدر التنبيه إلى أنّ الغثيان لا يُلحق الضرر بصحة الأم أو جنينها، ولكن في حال كان الغثيان متبوعًا بقيء شديد للغاية فقد تُشخّص إصابة المرأة الحامل بالقيء المفرط الحملي (بالإنجليزية: Hyperemesis gravidarum)، ويجدر أخذ الحيطة والحذر في حال الإصابة بهذه الحالة؛ فتركها دون علاج قد يُسبب نقصًا في العناصر الغذائية المهمة للأم وجنينها وكذلك قد يُحدث خللًا في توازن الكهرليات، وعليه يمكن القول إنّ مراجعة الطبيب أمر مهم للغاية في حال كانت المرأة تُعاني من التقيؤ الشديد أو المستمر؛ وذلك لاتخاذ الإجراءات اللازمة ووصف العلاج المناسب.[6][7]

  • استخدام بعض العلاجات: قد يُسبب أخذ بعض أنواع الأدوية الشعور بالغثيان، بمعنى أنّ لعيان النفس يكون أثرًا جانبيًا لبعض الأدوية، ومن المؤسف القول إنّ الغثيان أو لعيان النفس يُعدّ أكثر الآثار الجانبية التي تترتب على أخذ الأدوية شيوعًا، وحقيقة يمكن أن تُسبب الأدوية جميعها على اختلاف أنواعها شعورًا بالغثيان، ومن الأمثلة عليها: أدوية العلاج الكمياويّ، وبعض أنواع المضادات الحيوية، وبعض مسكّنات الألم القوية، وقد تتراوح شدة الغثيان ما بين انزعاج بسيط لا يكاد يكون ملحوظًا إلى انزعاج شديد يؤثر سلبًا في حياة المصاب، وفي سياق الحديث عن الغثيان المرتبط بالأدوية يُشار إلى أنّ حدوثه لا يعني الحساسية تجاه هذا الدواء في العادة، فالحساسية تفاعل قوي يتمثل بظهور طفح جلدي مصحوب بمواجعة صعوبة في التنفس،[8][9] ومن العلاجات الأخرى التي تسبّب الغثيان العلاج الإشعاعيّ (بالإنجليزية: Radiation therapy).[10]

  • فرط حاسة الشمّ: (بالإنجليزية: Hyperosmia)، وهي الحالة التي تزداد فيها الحساسية للروائح، وعادة ما تكون مصحوبة بأعراض مزعجة، وقد تظهر هذه الحالة بشكل متقطع أي بين الحين والآخر، ولا سيّما إذا كان المصاب يُعاني من مشاكل صحية أخرى، مثل صداع الشقيقة، أو عدوى الجهاز التنفسي العلويّ، وقد تكون مشكلة فرط حاسة الشمّ دائمة بحيث يُعاني منها المصاب باستمرار، وذلك إذا كانت ناجمة عن التفاعلات الجينية، والجيد أنّ أغلب حالات فرط حاسة الشمّ على اختلافها لا تتطلب علاجًا، والغريب في الأمر أنّ المصاب بهذه الحالة قد تكون لديه حاسة الشم قوية للغاية تجاه بعض الروائح بينما يكون أقل تحسسًا لروائح أخرى، وأما بالنسبة لردة فعل المصاب تجاه الروائح على اختلافها؛ فهي تتفاوت من شخص لآخر؛ فقد يكون البعض معجبًا بذلك وقد يكون البعض الآخر منزعجًا أو يتصرف بشكل طبيعيّ للغاية وتكون ردة فعله عادية، وأمّا بالنسبة للرابط بين هذه المشكلة والغثيان؛ فقد تبين أنّ البعض قد يشعر بالغثيان كأحد أعراض هذه المشكلة.[11]

  • فقدان الشهية: حقيقة يوجد رابط وثيق بين فقدان الشهية والغثيان، فالغثيان قد يُسبب فقدانًا في الشهية، وفقدان الشهية يحول دون تناول الشخص المعني الطعام وبالتالي تزيد فرصته من المعاناة من الغثيان، وقد ترتبط المعاناة من هذين العرَضين بعدد من الحالات الصحية، فيما يأتي بيان أهمّها:[12]
    • التسمّم الغذائي: يمكن أن تُسبب البكتيريا والفيروسات تلوثًا غذائيًا، بحيث يُسبب هذا الغذاء تسممًا عند تناوله، ومن أعراض الإصابة بهذه الحالة: الغثيان، وفقدان الشهية، ومغص أو ألم في البطن، إضافة إلى المعاناة من ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، والإسهال، والتقيؤ.

    • الحساسية من الأطعمة أو عدم تحملها: يمكن أن تُسبب الحساسية من طعام معيّن شعورًا بالغثيان، وقد يلحق ذلك التقيؤ وألمًا في البطن، ومن الأعراض الأخرى التي تدل على الإصابة بحساسية تجاه طعام معين: تدميع العينين، وحكة الجلد، والعطس، الشرى أو الطفح الجلديّ، إضافة إلى الانتفاخات، وعادة ما تظهر هذه الأعراض بعد تناول الطعام بفترة قصيرة.

    • ممارسة التمارين الرياضية: قد يُعاني البعض من فقدان الشهية (أي عدم القدرة على تناول الطعام) إضافة إلى الشعور بالغثيان بعد ممارسة التمارين الرياضية، والجدير بالتوضيح أنّ هذه الأعراض غالبًا ما يُعاني منها الرياضيون الذي يمارسون رياضات التحمل، كعدّائي الماراثون، وأمّا بالنسبة للأسباب التي تُفسّر معاناة هؤلاء الرياضيين أو ممارسي الرياضة الشاقة عامة من الغثيان فيمكن إجمالها بقولنا إنّ ممارسة التمارين الشاقة تسحب الدم من المعدة وأجزاء الجسم الأخرى، مما يُسبب الشعور بالغثيان، فضلًا عن أنّ شرب الماء بكميات قليلة جدًا أو كثيرة جدًّا يُسبب الغثيان كذلك.


مشاكل في الأذن الداخلية


يمكن أن يُعزى الغثيان في بعض الحالات إلى وجود خلل في مراكز التحكم بالتوازن في الأذن الداخلية، ومن ذلك الحالات التي يرتبط فيها الغثيان بالشعور الدوار، علمًا بأنّ الدوار هو مصطلح يُطلق على الحالة التي يشعر فيها الشخص بأنّه يتحرك أو يسقط على الرغم من أنّه فعليًا لا يتحرك، ومن الأسباب التي قد تؤدي إلى المعاناة من الدوار ما يأتي:[2][13]
  • دوار الحركة (بالإنجليزية: Motion sickness)، والذي ينجم عن الحركات المتكررة في اتجاهات مختلفة خلال التنقل في السيارة أو القارب أو القطار أو حتى الطائرة، أو ما شابه.

  • الإصابة بعدوى فيروسية في الأذن الداخلية.

  • الحساسية من تغيير اتجاه الوضعية، ويُعرف بدوار الوضعة الحميد (بالإنجليزية: Benign positional vertigo).

  • حدوث أورام في الدماغ أو الأعصاب.

  • الإصابة بداء مينيير (بالإنجليزية: Meniere's disease).

  • اعتلال العصب الدهليزي (بالإنجليزية: Vestibular Neuritis).


الأسباب النفسية


توجد العديد من الأسباب النفسية التي قد تؤدي إلى الشعور بالغثيان؛ فقد يُعاني البعض من الغثيان عند رؤية شخص يتقيأ، ويُشار إلى أنّ طلاب التخصصات الطبية قد يشعرون بالغثيان وربما الدوخة وحتى الإغماء عند مشاهدة الجثث في معامل تشريحها لأول مرة، ويُضاف أنّ من الأسباب النفسية الأخرى التي تؤدي إلى الشعور بالغثيان: الإصابة بالأمراض النفسية مثل الرهاب الاجتماعي الذي يُعرف باضطراب القلق الاجتماعي (بالإنجليزية: Social anxiety disorder)، ومن أسباب الغثيان النفسية كذلك نذكر الآتي:[13][4]
  • فقدان الشهية العصابي (بالإنجليزية: Anorexia nervosa).

  • النهام العصبي (بالإنجليزية: Bulimia nervosa).

  • اضطراب القلق العام (بالإنجليزية: Generalized anxiety disorder).

  • الاكتئاب وتحديدًا اضطراب الاكتئاب الرئيس (بالإنجليزية: Major depressive disorder).

  • الخوف أو التوتر العاطفي.[14]


الحالات الصحية المرتبطة بالبطن والحوض


توجد مجموعة من الحالات الصحية المرتبطة بمنطقة البطن والتي تُسبب الشعور بالغثيان، ومن هذه الحالات ما يأتي:[2][13]
  • الالتهاب المعدي المعوي (بالإنجليزية: gastroenteritis)، وهو التهاب فيروسيّ المنشأ، وإنّ هذا السبب هو أكثر العوامل المرتبطة بالبطن التي تُسبب شعور المصاب بالغثيان.

  • التهاب الكبد (بالإنجليزية: Hepatitis) أو التهاب البنكرياس (بالإنجليزية: Pancreatitis).

  • حدوث انسداد أو تمدد في المعدة والأمعاء.

  • الإصابة بداء الارتجاع المعدي المريئي (بالإنجليزية: Gastroesophageal reflux) والمعروف اختصارًا بـ GERD.

  • حدوث تهيّج في بطانة المعدة أو الأمعاء، أو الحوض، أو حتى الزائدة الدودية.

  • التهاب الكلية.

  • مشاكل في المثانة البولية.

  • الإمساك.

  • الدورة الشهرية؛ فقد يكون الغثيان من الأعراض الطبيعية التي ترافق الدورة الشهرية.

  • شلل المعدة (بالإنجليزية: Gastroparesis)، وتتمثل هذه الحالة بعدم أداء عضلات جدار المعدة وظائفها على الوجه المطلوب، الأمر الذي يؤثر في قدرتها على هضم الطعام.

  • مرض كرونز (بالإنجليزية: Crohn's disease)؛ وهو أحد الامراض الالتهابية التي تُصيب الأمعاء.

  • تضخم الطحال (بالإنجليزية: Splenomegaly).

  • القرحة الهضمية.

  • سرطان البنكرياس.

  • حدوث نزف في المعدة نتيجة سبب أو آخر.[9]

  • عسر الهضم (بالإنجليزية: Indigestion).[14]


حالات مرتبطة بالدماغ والحبل الشوكيّ


إنّ العديد من المشاكل والحالات الصحية المرتبطة بالدماغ والحبل الشوكيّ قد تُسبب الغثيان، ومنها:[4][9]
  • صداع الشقيقة (بالإنجليزية: Migraine).

  • التعرض لضربات على الرأس.

  • الإصابة بورم في الدماغ.

  • السكتة الدماغية (بالإنجليزية: Stroke).

  • التهاب السحايا (بالإنجليزية: Meningitis).

  • مَواهُ الرَأس أو استسقاء الدماغ (بالإنجليزية: Hydrocephalus)‏ وتتمثل هذه الحالة بزيادة كمية السوائل في الدماغ.


أسباب أخرى


إضافة إلى ما سبق، من الممكن أن تتسبب عوامل أخرى بشعور الشخص بالغثيان، ويمكن إجمالها فيما يأتي:[9][13]
  • آثار جانبية لاستخدام التخدير أثناء الجراحات المختلفة.

  • حدوث اضطراب في مستوى بعض المواد الكيميائية أو المعادن في الجسم؛ سواء تمثّل هذا الاضطراب بارتفاع أو انخفاض مستوياتها عن الحدّ الطبيعيّ.

  • وجود سموم في الجسم.

  • شرب كميات كبيرة من الكحول.

  • الإصابة بفيروس روتا (بالإنجليزية: Rotavirus).

  • الإصابة بتفاعل تحسسي شديد.

  • الحماض الكيتوني السكري (بالإنجليزية: Diabetic ketoacidosis).

  • ارتفاع ملحوظ في درجة الحرارة يُعرف بالحُمّى.

  • النوبات القلبية (بالإنجليزية: Heart Attacks).

  • الفشل القلبي (بالإنجليزية: Heart Failure).

  • الفتق الحجابي أو فتق الحجاب الحاجز (بالإنجليزية: Hiatal hernia).

  • فرط نشاط الغدد جارات الدرقية.

  • فرط نشاط الغدد الدرقية.

  • قلة أو قصور نشاط الغدد جارات الدرقية.

  • الشعور بالألم الشديد.[3]

  • الخضوع لجراحة مؤخرًا.[15]

فيديو أسباب القيء في الصباح

يعتبر القيء عرضاً للكثير من الأمراض، وهو من المشاكل التي تواجه العديد من الأشخاص، فما هي أسباب القيء الصباحي؟ :


المراجع