ما علاج ألم الظهر

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ١٩:١٥ ، ٢٥ مارس ٢٠٢٠
ما علاج ألم الظهر

نظرة عامة عن ألم الظهر

يعرف ألم الظهر (بالإنجليزية: Back pain) على أنَّه الشعور بوجع أو ألم أو شد أو اضطراب يؤثر في عظام أو عضلات الظهر، إذ يمتد الظهر من قاعدة الرقبة إلى الفخذين،[1] وفي الحقيقة يعتبر ألم الظهر من الحالات الشائعة جداً، وغالباً ما يتحسن الشعور بالألم خلال بضعة أسابيع أو أشهر، وعلى الرغم من أنَّ ألم الظهر يمكن الشعور به في أي منطقة على امتداد العمود الفقري من الرقبة إلى الفخذين، إلا أنَّ ألم أسفل الظهر (بالإنجليزية: Lumbago) على وجه الخصوص هو الأكثر شيوعاً بين آلام الظهر،[2] وتجدر الإشارة إلى أنَّه يمكن تقسيم ألم الظهر إلى نوعين اثنين، هما: ألم الظهر الحاد (بالإنجليزية: Acute) وهو النوع الذي يبدأ بشكل مفاجئ ويستمر لمدة تصل إلى ستة أسابيع، وألم الظهر المزمن (بالإنجليزية: Chronic) وهو النوع الذي يحدث ويتطور خلال فترة زمنية طويلة، ويستمر لأكثر من ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى تسبُّبه بالعديد من المشاكل بشكل مستمر.[3]

علاج ألم الظهر

يمكن أن يزول الشعور بألم الظهر ويتحسن بأخذ قسطٍ من الراحة فحسب، إلا أنَّ استخدام بعض العلاجات الطبية قد يكون ضرورياً في بعض الحالات لتخفيف الألم،[3] ومن الجدير بالذكر أنَّ أكثر الجوانب التي تعرقل وتعيق علاج ألم الظهر هي أنَّ أعراض ألم الظهر عادة ما تحتاج إلى فترة زمنية طويلة إلى حين تحسنها.[4]

الأدوية


يعتمد الطبيب في اختيار طريقة علاج ألم الظهر وتخفيفه على الأعراض المرافقة للألم، ومدى طول الوقت الذي تستغرقه المشكلة، فقد يحضِّر الطبيب نظاماً علاجياً يتضمن استخدام نوع واحد أو أكثر من الأدوية،[4] إذ إنَّ هناك الأدوية المسكنة للألم التي تساعد على التخفيف من الألم، والأدوية المرخية للعضلات التي تساعد على ارتخاء العضلات المشدودة، بالإضافة إلى الأدوية التي تقلل من الالتهابات كما أنَّها تخفف من الألم والتي تستخدم في حال كان سبب المعاناة من ألم الظهر هو الإصابة بالتهاب المفاصل، وبالتالي يمكن القول أنَّ اختيار نوع الدواء يعتمد على سبب ألم الظهر.[5]

مسكنات الألم


تستخدم مسكنات الألم (بالإنجليزية: Analgesics) للتقليل من الألم عند المعاناة من ألم في الظهر أو الرقبة، ومنها ما لا يحتاج إلى وصفة طبية، وأخرى يتم وصفها من قبل الطبيب، ويمكن بيان هذه الأدوية على النحو الآتي:[6]

المسكنات المتاحة دون وصفة طبية

تعتبر المسكنات المتاحة دون وصفة طبية (بالإنجليزية: Over-the-counter analgesics) أكثر فعالية عند استخدامها عند ظهور العلامة الأولية لألم الظهر الحاد، إلا أنَّه ينبغي التنبيه إلى ضرورة اتباع التوصيات والمحاذير المتعلقة بالجرعة المستخدمة الخاصة بهذه الأدوية، كما تنبغي مراجعة الطبيب أو مقدم الرعاية الصحية في حال عدم استجابة الألم للمسكن بالشكل المطلوب، أو ازدياد الألم سوءاً، ويمكن بيان بعض الأمثلة على هذا النوع فيما يأتي:[6]
  • مضادات الالتهاب اللاستيرويدية غير الموصوفة: تساعد هذه الأدوية على علاج ألم الظهر، فهي تعد الخيار الأول في العلاج لدى معظم المصابين بألم الظهر، إذ تعتبر مسكنات خفيفة، ومن أمثلتها: الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والنابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen)،[7] وفي هذا السياق يجدر العلم أنَّ دواء الأسبرين يصنف من مضادات الالتهاب اللاستيرويدية المتاحة دون وصفة طبية، وبما أنَّ هذه الأدوية تستخدم في التخفيف من الألم والالتهاب، فبذلك فهو يستخدم في علاج ألم العضلات، والتهاب المفاصل، والحمى، والالتهاب، والجروح البسيطة، وغيرها من الحالات، إذ يتوفر الأسبرين على شكل أقراص، أو كبسولات، أو تحاميل، أو لبان، فمن الممكن أن يكون الأسبرين المادة الوحيدة الموجودة في بعض أنواع هذه المضادات، ومن الممكن دمجه مع غيره من الأدوية المختلفة في أنواع أخرى من هذه المضادات، وعلى الرغم من فوائد الأسبرين إلا أنَّه يمكن أن يسبب الإصابة بمرض نادر يعرف بمتلازمة راي (بالإنجليزية: Reye syndrome)، لذلك لا يتم إعطاؤه عادة للأطفال، كما تنبغي استشارة الطبيب قبل تناول الأسبرين في حال كانت المرأة مرضعة، أو حامل، أو ترغب في حدوث الحمل، أو تعاني من مشاكل صحية.[8]

  • الأسيتامينوفين: يستخدم الأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen) في علاج الحالات البسيطة إلى المتوسطة من ألم الظهر، كما يستخدم في علاج الحالات المتوسطة إلى الشديدة من آلام الظهر بالتزامن مع استخدام الأفيونات (بالإنجليزية: Opiates)،[9] إذ إنَّ الغرض الوحيد لهذا الدواء هو تخفيف الألم فقط، فهو لا يقلل من الالتهاب، وفي الحقيقة يعد الأسيتامينوفين أحد الأدوية الأكثر شيوعاً المستخدمة في علاج ألم الظهر والرقبة، فهو أكثر المسكنات المتاحة دون وصفة طبية تداولاً وانتشاراً.[6]

  • المسكنات الموضعية: تعرف المسكنات الموضعية (بالإنجليزية: Topical analgesics) على أنّها كريمات أو مراهم يمكن دهنها على الجلد في موضع الألم،[10] إذ تستخدم هذه المسكنات عادةً لدى المرضى الذين لا يستطيعون أخذ الأدوية الفموية، كما يمكن استعمال الكريمات أو اللصقات المسكنة للألم عند الشعور بالألم في منطقة محددة.[11]


المسكنات التي تحتاج إلى وصفة طبية

يلجأ إلى استخدام المسكنات الموصوفة في حال عدم قدرة المسكنات المتاحة دون وصفة طبية على السيطرة على الألم بشكل كافٍ، أو عند ازدياد الألم أو الأعراض الأخرى سوءاً، إذ إنَّ هذه الحالات تتطلب مراجعة الطبيب أو مقدم الرعاية الصحية، وذلك للمساعدة على السيطرة على الألم، أو للحاجة إلى رعاية طبية إضافية.[6]
  • مضادات الالتهاب اللاستيرويدية الموصوفة: توجد بعض مضادات الالتهاب اللاستيرويدية التي تحتاج إلى وصفة طبية لاستخدامها، مثل: سيليكوكسيب (بالإنجليزية: Celecoxib)، وديكلوفيناك (بالإنجليزية: Diclofenac)، وإندوميتاسين (بالإنجليزية: Indometacin)، إذ يوصى باستخدام هذه الأدوية في علاج الأمراض الروماتزمية عادة، مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis)، والحالات المتوسطة إلى الشديدة من الفصال العظمي (بالإنجليزية: Osteoarthritis)، كما يتم وصفها للحالات العضلية الهيكلية متوسطة الألم، مثل: ألم الظهر.[12]

  • الأدوية الناركوتية: تعد الأدوية الناركوتية (بالإنجليزية: Narcotics) آمنة للاستخدام وذات فعالية عالية عند استخدامها بالشكل الصحيح وتحت إشراف الطبيب، إذ من الممكن أن تعتبر هذه الأدوية الخيار المناسب للمساعدة على التقليل من ألم الظهر أو الرقبة المتوسط إلى الشديد، كما قد توصف بعد الخضوع لعملية جراحية في العمود الفقري ولفترة زمنية قصيرة، بالإضافة إلى وجود حالات مختلفة يكون فيها استخدام الأدوية الناركوتية مناسباً،[6] ومن الجدير بالذكر أنَّ الأدوية الناركوتية تعمل كمخدر للجهاز العصبي المركزي وذلك بهدف التخفيف من الألم،[13] وينبغي التنبيه إلى أنَّ استخدام هذه الأدوية قد يسبب الإصابة بالإمساك لدى بعض الأشخاص، وعند ذلك ينصح بزيادة شرب السوائل، وتناول الأطعمة الغنية بالألياف، وزيادة ممارسة التمارين الرياضية، أو استخدام الملينات، كما أنَّها قد تسبب المعاناة من الغثيان أو التقيؤ، وينصح بأخذ هذه الأدوية مع الطعام عند حدوث ذلك، بالإضافة إلى وجود أدوية أخرى يمكن أن تساعد على التخفيف من الغثيان والإمساك.[14]


مرخيات العضلات


يصف الطبيب أحد مرخيات العضلات بالإضافة إلى المسكنات، وذلك إن لم تُجدِ مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية أو مضادات الالتهاب اللاستيرويدية نفعاً في التخفيف من ألم الظهر، ومن الأمثلة على هذه الأدوية: سيكلوبينزابرين (بالإنجليزية: Cyclobenzaprine)، وباكلوفين (بالإنجليزية: Baclofen)، وتيزانيدين (بالإنجليزية: Tizanidine)، وكاريسوبرودول (بالإنجليزية: Carisoprodol)، وتعتبر مرخيات العضلات مفيدة بشكل خاص للإصابات الحادة،[7] وتجدر الإشارة إلى أنَّ مرخيات العضلات تقلل الألم والانزعاج من خلال التأثير في العضلات، بحيث تصبح أقل شدة وتيبُّساً، إذ تعمل بآليات وطرق عدة، إلا أنَّ هذه الأدوية تسبب النعاس لذلك ينبغي أخذ الحيطة والحذر عن استخدامها، كعدم استخدام الآلات، وتجنب قيادة السيارة، بالإضافة إلى الإقلاع عن شرب الكحول.[15]

الحقن فوق الجافية


يمكن حقن الأدوية في المنطقة المحيطة بالنخاع الشوكي والتي تعرف باسم الحيز فوق الجافية، وذلك بهدف تخفيف الألم والالتهاب في العمود الفقري أو الأطراف، ومن الجدير بالذكر أنَّه يتم حقن الستيرويدات والأدوية المخدرة والمضادة للالتهابات عادة في منطقة فوق الجافية، إذ يقلل هذا الحقن من الألم والانتفاخ الموجود في جذور الأعصاب الشوكية وما حولها، بالإضافة إلى ما حول الأعصاب التالفة والتي من الممكن أن تشفى مع مرور الوقت، كما أنَّه من الممكن أن يتم حقن الكورتيزون (بالإنجليزية: Cortisone) في منطقة فوق الجافية في حال لم تُجدِ العلاجات الأخرى نفعاً في تخفيف الألم، أو في حال انتشار الألم باتجاه الساقين نحو الأسفل، إذ يساعد الكورتيزون على التقليل من الالتهاب الموجود حول جذور الأعصاب، ويستمر مفعول الكورتيزون في تقليل الألم لأقل من بضعة أشهر عادة.[16][10]

ومن الجدير بالذكر أنَّه قد يلجأ الطبيب إلى استخدام التصوير الموجه، مثل: التصوير المقطعي المحوسب (بالإنجليزية: Computed tomography scan)، أو الكشف الفلوري (بالإنجليزية: Fluoroscopy) الذي تستخدم فيه الأشعة السينية لإنتاج عدة صور، وذلك للمساعدة على تحديد الموضع الدقيق والصحيح لإدخال الإبرة، بحيث يستهدف المنطقة الخاصة المسببة للألم للحصول على أقصى استفادة من الحقن.[16]

الأدوية الحيوية


تستخدم الأدوية الحيوية في علاج ألم الظهر إذا كان التهاب المفاصل هو المسبب للألم،[17] كما قد يصف الطبيب الأدوية الحيوية في حال كانت مضادات الالتهاب اللاستيرويدية التقليدية مثل الآيبوبروفين غير فعالة في علاج أمراض المناعة الذاتية الالتهابية، مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي، والتهاب الفقار القسطي (بالإنجليزية: Ankylosing Spondylitis)،[18] إذ إنَّ ما يحدث في هذه الأمراض هو أنَّ الجهاز المناعي يهاجم الأنسجة الطبيعية عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات مادة طبيعية تعرف باسم السيتوكين (بالإنجليزية: Cytokine) في الجسم، الأمر الذي يتسبب في التهاب المفصل والشعور بالألم، وعند استخدام الأدوية الحيوية في هذه الحالات فإنَّها توقف عمل السيتوكين بشكل فعال جدّاً، وبالتالي تثبط من عمل الجهاز المناعي، وهذا بدوره يقلل من الالتهاب، والألم، والضرر الحاصل في المفصل، وعلى الرغم من أنَّ الأدوية الحيوية مصممة للتقليل من الالتهاب ووقف تعرض المفصل للتلف، إلا أنَّها تعرض الشخص لخطر الإصابة بالعدوى لأنَّها تثبط عمل الجهاز المناعي، بالإضافة إلى خطر التعرض لتفاعلات موضع الحقن أو التسريب، إذ يتم إعطاء الأدوية الحيوية عن طريق الحقن أو التسريب في الوريد (بالإنجليزية: infusion)، وتجدر الإشارة إلى وجود أربعة أنواع من الأدوية الحيوية، وهي: مثبطات خلايا B، ومثبطات إنترلوكين، ومثبطات عامل نخر الورم (بالإنجليزية: Tumor necrosis factor inhibitors)، بالإضافة إلى النواع الرابع الذي يعرف باسم Selective Co-stimulation Modulators، إذ يتم اختيار أيٍّ منها بحسب نوع الالتهاب، وذلك لأنَّ كل نوع مخصص لنوع من الالتهاب.[19][20]

مضادات الاكتئاب


يجدر بالذكر أنَّه يبدو أنَّ التفاعلات الكيميائية الحاصلة في الخلايا العصبية والتي تحفز الشعور بالاكتئاب هي نفسها التفاعلات التي تتحكم في طرق الألم في الدماغ، ولذلك فإنَّ بعض مضادات الاكتئاب قد تقلل من الشعور بالألم؛ لأنَّها من المحتمل أن تؤثر في هذه التفاعلات الكيميائية الحاصلة في الخلايا العصبية، وعليه يمكن القول أنَّ مضادات الاكتئاب من الممكن أن تخفف من مشاعر التوتر التي تؤدي إلى ظهور أعراض ألم الظهر، إذ إنَّ ألم الظهر يعد من الأعراض الشائعة للإصابة بالاكتئاب، كما أنَّه يمكن أن يكون علامة دالة على وجوده، ومن الجدير بالذكر أنَّ بعض مضادات الاكتئاب قد تحسن من النوم، فقد يصف الطبيب بعض هذه المضادات في حال كان اضطراب النوم ناجماً عن المعاناة من ألم الظهر، إذ تساعد هذه المضادات على استعادة النوم الطبيعي، إلا أنَّ مضادات الاكتئاب تتسبب في حدوث العديد من الأعراض الجانبية، مثل: النعاس، وجفاف الفم، والإمساك، وفقدان الشهية، والإرهاق.[13]

الجراحة


لا تعتبر العمليات الجراحية فعالة دائماً في علاج العديد من أنواع آلام الظهر الشائعة، إذ يتم علاج معظم الأشخاص بنجاح من خلال أخذ قسط من الراحة، وممارسة التمارين الرياضية، واستخدام الأدوية، ويلجأ إلى إجراء العمليات الجراحية في الحالات التي يكون فيها ألم الظهر مستمر، بالإضافة إلى الحالات التي يحدث فيها ضغط عصبي يمكن أن يؤدي إلى ضعف العضلات، ومن الصعوبة معرفة ما إذا كانت العمليات الجراحية تساعد على حل مشكلة ألم الظهر أم لا، لذلك تنبغي مراجعة أخصائي جراحة العظام للمساعدة على تحديد مدى ضرورة إجراء عملية جراحية للظهر، كما ينصح بعدم الاكتفاء برأي واحد، بل أخذ أكثر من رأي قبل اتخاذ قرار بشأن العملية الجراحية.[21][22]

الحالات التي تستدعي إجراء العمليات الجراحية


يمكن أن تتسبب الإصابة بورم، أو عدوى، أو مشكلة في جذور الأعصاب مثل: متلازمة ذنب الفرس (بالإنجليزية: Cauda equina syndrome) في المعاناة من ألم الظهر، إلا أنَّ ذلك يعد نادراً، وفي هذه الحالة يوصى بإجراء عملية جراحية بشكل فوري للتخفيف من الألم وتجنب حدوث المزيد من المشكلات، كما يوصى بإجراء العمليات الجراحية لعلاج ألم الظهر في الحالات الآتية:[23]
  • الإصابة بداء القرص التنكسي (بالإنجليزية: Degenerative disc disease)، أو تعرض أقراص العمود الفقري للضرر مع التقدم في العمر.

  • المعاناة من الانزلاق الغضروفي، إذ يتعرض واحد أو أكثر من الأقراص التي تزود عظام العمود الفقري بالدعم اللازم للتلف والضرر.

  • الإصابة بالتضيق الشوكي (بالإنجليزية: Spinal stenosis)، والذي يتمثل بتضيق العمود الفقري، الأمر الذي يسبب الضغط على النخاع الشوكي والأعصاب.

  • الإصابة بانزلاق الفقار (بالإنجليزية: Spondylolisthesis)، إذ تنزلق واحدة أو أكثر من فقرات العمود الفقري من مكانها.

  • التعرض لكسور في فقرات العمود الفقري ناجمة عن التعرض لجروح في عظام العمود الفقري أو المعاناة من هشاشة العظام.


أنواع العمليات الجراحية لآلام الظهر


يمكن ذكر أنواع العمليات الجراحية المستخدمة في علاج ألم الظهر على النحو الآتي:
  • رأب الفقرة ورأب الحدبة: يُلجأ إلى إجراء عملية رأب الفقرة ورأب الحدبة (بالإنجليزية: Vertebroplasty and kyphoplasty) لعلاج وترميم كسور الضغط الحاصلة في فقرات العمود الفقري نتيجة المعاناة من هشاشة العظام،[23] إذ تتمثل عملية رأب الفقرة بإدخال إسمنت العظم (بالإنجليزية: Bone cement) إلى العمود الفقري بهدف التخفيف من الألم أو تثبيت الفقرة المكسورة، أما في عملية رأب الحدبة فيتم فيها استخدام بالون ذي ضغط عالٍ داخل العمود الفقري بهدف إنشاء فراغ يتيح إدخال إسمنت العظم، أو محاولة استعادة طول العمود الفقري أو زيادته إلى الوضع الطبيعي أو ما يقرب من الطبيعي في بعض الأحيان.[24]

  • جراحة تخفيف الضغط واستئصال الصفيحة الفقرية: تُجرى هذه العملية للتخفيف من الضغط الواقع على جذور الأعصاب الشوكية الناجم عن تغيرات في العمود الفقري مرتبطة بالتقدم في العمر، كما يتم إجراؤها لعلاج بعض الحالات، مثل: الانزلاق الغضروفي، والأورام، وجروح العمود الفقري، إذ إنَّ تقليل الضغط الواقع على جذور الأعصاب من الممكن أن يخفف من الألم، ويتيح للشخص استعادة قدرته على أداء أنشطته اليومية، فهي أكثر أنواع العمليات الجراحية شيوعاً لعلاج التضيق الشوكي الحاصل في المنطقة القطنية من العمود الفقري، وفي الحقيقة يعد اللجوء إلى الجراحة في علاج التضيق الشوكي أمراً اختيارياً، إلا أنَّه يوصى بإجراء هذه العملية في حال لم تتحسن الأعراض باستخدام العلاجات غير الجراحية، وبشكل عام يعتقد الباحثون أنَّ لهذه العملية نتائج جيدة، كما أنَّها تقلل من الألم في الأطراف السفلية لدى المرضى الذين يعانون من أعراض التضيق الشوكي الشديدة، والذين يعانون من مشاكل صحية خطيرة.[25]

  • استئصال القرص: يتم إجراء عملية استئصال القرص (بالإنجليزية: Discectomy) بهدف التقليل من الألم، ولاستعادة القدرة الطبيعية على الحركة، حيث يتم فيها استئصال القرص المنزلق في أسفل الظهر المسبب للضغط على جذور الأعصاب أو النخاع الشوكي، وعادة ما يتم إجراء هذه العملية باستخدام مجهر أو ميكروسكوب خاص لمشاهدة القرص والأعصاب، مما يتيح للطبيب الجراح إجراء شقوق صغيرة، مما يقلل من الضرر الحاصل للأنسجة المحيطة، وتجدر الإشارة إلى أنَّه تتم إزالة جزء من عظم الفقرة المصابة قبل إجراء استئصال القرص من خلال عملية تعرف باسم استئصال الصفيحة الفقرية (بالإنجليزية: Laminectomy)، إذ يسمح هذا الإجراء للطبيب برؤية أفضل للقرص المنزلق، ويمكن القول أنَّ من إيجابيات هذه العملية تخفيف الألم بشكل أسرع من العلاجات غير الجراحية.[26]

  • بضع الثقبة: تتمثل عملية بضع الثقبة (بالإنجليزية: Foraminotomy) بتوسيع الفتحة التي تخرج منها جذور الأعصاب عن القناة الشوكية، إذ إنَّ هذه العملية تقلل من الألم من خلال إزالة الضغط الواقع على الأعصاب الخارجة من العمود الفقري، فقد يسبب تضيق الفتحة التي يخرج منها العصب حدوث الألم، ومن الممكن إجراء هذه العملية في أي جزء من العمود الفقري.[27]

  • شفط الغضروف العنقي: (بالإنجليزية: plasma disk decompression) يتم في هذه العملية إدخال إبرة إلى القرص المصاب في العمود الفقري، ثم يتم تزويدها بجهاز ليزر ساخن، إذ يكوِّن هذا الجهاز وسطاً يقلل من حجم القرص من خلال خفض حجم النسيج المكون له، وبالتالي التخفيف من الضغط الواقع على الأعصاب، وفي الحقيقة تصنف هذه العملية على أنَّها جراحة بالليزر تستخدم فيها موجات الراديو لعلاج ألم أسفل الظهر المرتبط بالإصابة بالانزلاق الغضروفي البسيط.[23]

  • دمج الفقرات: تُجرى عملية دمج الفقرات (بالإنجليزية: Spinal fusion) لربط فقرتين أو أكثر من فقرات العمود الفقري، وذلك من خلال إضافة قطعة من العظام في الفراغ الواقع بين الفقرتين، إذ يساعد ذلك على منع حدوث حركات مبالغ فيها بين الفقرتين المتجاورتين، والتقليل من خطر حدوث المزيد من الضغط أو التهيج للأعصاب المحاذية، بالإضافة إلى التقليل من الألم والأعراض المرتبطة به،[28] ومن الجدير بالذكر أنَّه يتم إجراء عملية دمج الفقرات في حال فشل العلاجات غير الجراحية في السيطرة على الألم، والأعراض العصبية المحتملة المرتبطة بالإصابة بالمرحلة الأخيرة من التهاب المفاصل في العمود الفقري، إذ إنَّ التخلص من الحركة في المنطقة المصابة من خلال إجراء عملية دمج الفقرات الجراحية من الممكن اعتباره أمراً فعالاً جدّاً في التخفيف من الأعراض.[29]

  • استبدال القرص بآخر صناعي: يتم استبدال القرص الطبيعي بآخر صناعي بين فقرتين من فقرات العمود الفقري،[3] إذ تُجرى هذه العملية لدى المصابين بداء القرص التنكسي في قرص منعزل واحد فقط، إذ إنَّ سرعة التشافي بعد العملية تكون أسرع مقارنة بعملية دمج الفقرات، كما تحافظ هذه العملية على القدرة على الحركة في مستوى القرص المصاب، وفي هذا السياق يجدر العلم أنَّ عملية دمج الفقرات كانت هي العملية الرئيسية المستخدمة في علاج داء القرص التنكسي المؤلم حين فشلت العلاجات غير الجراحية في علاج هذا المرض، وذلك قبل تطوير عملية الاستبدال هذه، وبشكل عام لا ينصح بإجراء عملية استبدال القرص بآخر صناعي لدى المرضى الذين يعانون من كسور في العمود الفقري، أو عدم الاتزان، أو الانضغاط العصبي، أو المصابين بداء القرص التنكسي في أقراص متعددة، إذ تعتبر عملية دمج الفقرات هي الخيار العلاجي المناسب في هذه الحالات.[30]


العلاج الطبيعي


يساعد إجراء العلاج الطبيعي للظهر على التخفيف من الألم والأعراض من خلال استخدام تقنيات وطرق العلاج اليدوية، بالإضافة إلى أهميته في تعليم الفرد كيفية أداء تمارين التمدد والتقوية، حيث يقوي العلاج الطبيعي عضلات الظهر، مما يساعد على تخفيف الألم واستعادة الحركة، حيث أظهرت دراسة حديثة أنَّ ممارسة التمارين المخصصة لتقوية عضلات الظهر قد تكون جيدة ومفيدة حتى لو كان الشخص لا يعاني من ألم الظهر، ومن فوائد العلاج الطبيعي أيضاً أنَّ المعالج الطبيعي يبين للمريض كيفية أداء الوضعيات والتقنيات المناسبة للنوم، وحمل الأشياء، ويساعده على تعلُّم كيفية العناية بصحة الظهر بشكل عام لتجنب حدوث ألم الظهر والتخلص منه حال حدوثه، وتجدر الإشارة إلى أنَّ ممارسة التمارين المقوية للظهر تساعد على حماية النساء المسنات من الإصابة بالكسور المحتملة في فقرات العمود الفقري.[31][32]

العلاج المعرفي السلوكي


يساعد العلاج المعرفي السلوكي (بالإنجليزية: Cognitive behavioral therapy) العديد من الأشخاص على التعامل مع الألم المزمن، فهو أحد أشكال العلاج النفسي، إذ يتضمن لقاء المعالج من 10إلى 20 مرة يتم فيها التركيز على أفكار الشخص، وهذا ما يعرف بالجانب المعرفي من العلاج، أما الجانب السلوكي فيتم فيه التركيز على أفعال وسلوكيات الشخص، حيث يساعد المعالج المريض على معرفة المشاعر السلبية والأفكار التي تراوده عند الشعور بألم الظهر بداية، ومن ثم يرشده إلى كيفية تحويل هذه الأفكار والسلوكيات إلى أفكار وسلوكيات مفيدة ونافعة، إذ إنَّ تغيير الأفكار من السلبية إلى الإيجابية يساعد على التحكم في الألم، وبذلك فإنَّ المعالج يساعد المريض على تحديد الأفكار السلبية وتجنبها، والتدرب على استخدام الأفكار الإيجابية وتطوير التفكير السليم والصحيح، وكل ذلك من خلال إجراء العلاج المعرفي السلوكي، كما يساعد العلاج المعرفي السلوكي على تعليم المريض كيفية زيادة نشاطه، إذ إنَّ ممارسة الأنشطة ذات التأثير المنخفض بشكل منتظم مثل السباحة والمشي تساعد على تقليل ومنع الإصابة بألم الظهر لمدة زمنية طويلة.[33]

نصائح وإرشادات للحد من ألم الظهر

إنَّ معظم حالات ألم الظهر لا تحتاج إلى التدخل الطبي، إذ من الممكن علاجها من خلال استخدام المسكنات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، وتطبيق الرعاية الذاتية، وهناك بعض النصائح والإرشادات التي يمكن اتباعها للحد من حدوث ألم الظهر، ويمكن ذكر بعض منها فيما يأتي:[34]

  • المواظبة على الحركة: كان يُعتقد في السابق أنَّ الاسترخاء في السرير يساعد على التخلص من ألم الظهر، إلا أنَّ ما يعرف اليوم أنَّ الأشخاص الذين يستمرون بالحركة يتعافون من ألم الظهر بشكل أسرع، لذلك ينصح بالاستمرار في الحركة وأداء الأنشطة اليومية قدر المستطاع، وقد يبدو الأمر صعباً في البداية، إلا أنَّه سرعان ما يبدأ الألم بالتحسن، ويجدر العلم أنَّه ليس من الضروري أن يزول الألم بشكل كامل حتى يعود الشخص إلى العمل، إذ إنَّ العودة إلى العمل تساعد على استعادة النشاط الطبيعي، كما أنَّها تشغل الشخص عن شعوره بالألم.[35]

  • ممارسة تمارين الظهر والتمدد: تساعد ممارسة التمارين الرياضية، مثل: السباحة، والمشي، واليوغا وغيرها بشكل منتظم بالتزامن مع ممارسة تمارين التمدد على المحافظة على قوة وصحة الظهر، إذ إنَّ التمارين البسيطة وتمارين التمدد تساعد عادة على التقليل من ألم الظهر، ويمكن ممارسة هذه التمارين في المنزل بحسب الحاجة إلى ذلك.[35]

  • العلاج بالحرارة والبرودة: يستخدم العلاج بالبرودة لتخدير الأعصاب في المنطقة المصابة، ويشغل الشخص عن الشعور بالألم، إذ إنَّ تطبيق كمادة باردة على المنطقة المصابة يقلل من الألم والانتفاخ، ولكن يجدر التنبيه إلى عدم وضع الكمادة لمدة تزيد عن 15-20 دقيقة، وذلك لتجنب حدوث ضرر في الجلد، كما ينصح بوضع منشفة تفصل بين الجلد والكمادة، وفي الحقيقة ينصح باستخدام العلاج بالبرودة خلال 24-48 ساعة الأولى من بدء الشعور بالألم، إذ إنَ استخدام الثلج لمدة طويلة يتسبب في حدوث التيبُّس،[32] أما العلاج بالحرارة فينصح أطباء جراحة العظام باستخدامه في حالات الآلام الشائعة التي تحدث بسبب كثرة الحركة، وإصابات العضلات، حيث تساعد الحرارة على ارتخاء عضلات الظهر والتخفيف من توترها، كما أنَّها تخفف من تيبُّس الظهر وتشنجات العضلات، الأمر الذي يساعد على التخفيف من ألم الظهر، ويمكن القول أنَّ استخدام كمادات الحرارة يكون كل بضع ساعات خلال النهار لحين بدء زوال الألم والانزعاج.[36]

  • العلاج بالماء: تعتمد فكرة العلاج بالماء على ممارسة التمارين الرياضية بالماء، إذ إنَّ زيادة درجة الحرارة وضغط الماء الساكن يعزز من زيادة دوران الدم والمرونة في الجسم، وبالتالي التقليل من الانتفاخ، ومن إيجابيات هذا العلاج أيضاً التخفيف من الألم، وتقوية العضلات الضغيفة، والتقليل من تشنجات العضلات، وزيادة نطاق حركة المفصل.[37]

  • العلاج بالتدليك: يحفز تدليك عضلات الظهر زيادة تدفق الدم إلى المنطقة المصابة، الأمر الذي يساعد على تعزيز عملية التشافي، كما أنَّ تقنيات التدليك المستخدمة مثل العلاج بالإبر (بالإنجليزية: Acupressure) تزيد من مستويات الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphin)، وهي مواد كيميائية في الدماغ تعزز الشعور بالسعادة والصحة الجيدة، كما أنَّها تقلل من الشعور بالقلق والألم، ومن الفوائد الأخرى للتدليك أنَّه يقلل من التوتر من خلال تحفيز الشعور بارتخاء العضلات، مما يزيد من مرونتها ويساعد على التخلص من الألم المرتبط بها.[38]

  • التقليل من الوزن: يعد التقليل من الوزن وممارسة التمارين الرياضية من الطرق المذهلة لمنع الإصابة بألم الظهر، إذ تساعد تقوية عضلات البطن والعضلات المحيطة بالعمود الفقري على دعم الظهر والتقليل من الألم، كما يساعد تقليل الوزن وممارسة التمارين الرياضية على تعزيز صحة الهيكل العظمي والتقليل من ألم الظهر،[39] وقد نشرت مجلة American Journal of Epidemiology دراسة في الأول من شهر حزيران عام 2011م بينت أنَّ ممارسة التمارين الرياضية لمدة ساعة أو أكثر خلال الأسبوع ترتبط بتقليل خطر المعاناة من الألم المزمن في الظهر، والرقبة، والأكتاف، بنسبة تزيد عن 20% مقارنة بعدم ممارسة التمارين الرياضية.[40]

  • الإقلاع عن التدخين: يتسبب التعرض لدخان السجائر لفترة طويلة في توقف وظيفة خلايا تعرف باسم مستقبلات الأستيل كولين النيكوتينية (بالإنجليزية: Nicotinic acetylcholine receptors) المسؤولة عن التحكم في الشعور بالقلق والألم، ولها دور رئيسي في الجهاز العصبي المركزي والطرفي، كما أنَّه يغير طريقة التعامل مع الألم، ويضعف تدفق الأكسجين إلى الأنسجة، الأمر الذي يجعل الفرد معرضاً لخطر الإصابة باضطرابات في العظام والمفاصل، مثل: هشاشة العظام، بالإضافة إلى المعاناة من الالتهابات والاكتئاب، وفي الحقيقة يعتبر المدخنون المصابون بحالات صحية في العمود الفقري أكثر عرضة للمعاناة من الألم الشديد والعجز لفترات طويلة، ويجب التنبيه إلى ضرورة الامتناع عن التدخين قبل أو خلال الخضوع للعلاج، إذ إنَّ ذلك مرتبط بالتحسن الملموس والكبير في الألم.[41]

المراجع