ما هو الرياء

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ٠٨:٢٨ ، ٨ مايو ٢٠١٨
ما هو الرياء

الإخلاص في الأعمال

شرع الله -تعالى- على عباده عدداً من العبادات؛ منها: الصّلاة والصّيام، والحجّ والعمرة، وجعل أساس الأعمال والعبادات الإخلاص فيها وصفاء النيّة لله تعالى، وعدم التظاهر والتفاخر فيها بين النّاس، والإخلاص في العبادات شرط لصحّتها ولقبولها عند الله تعالى، حيث قال الله تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)،[1] فأساس الأعمال هو القصد والنيّة وارتباط الأعمال بالنيّات ارتباطٌ قويّ، ومحاسبة الإنسان يوم القيامة تكون على نيّته، حيث قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (إنما الأعمالُ بالنياتِ، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى)،[2] وصلاح النيّة هو السبيل في نيل رضى الله تعالى، وهو السبيل أيضاً لدخول الجنّة يوم القيامة، والواجب على كلّ مسلم إخلاص النيّة لله -تعالى- وتجنب أن يكون دافعه لأداء الأعمال الصالحة رغبته في ثناء النّاس عليه.[3] فما هو الرّياء، وكيف يمكن التخلّص منه؟

الرّياء

حثّ الإسلام على التخلّق بالأخلاق الحسنة والكريمة، ومنها: الإخلاص وعكسه الرّياء، وفيما يأتي بيان أهمّ الأمور المتعلّقة به:

  • تعريف الرّياء لغةً: الرّياء اسم مشتقّ من مصدر الرؤية، والرّياء هو القيام بالأعمال والإتيان بها في سبيل الحصول على إعجاب النّاس، والرؤيا تختلف عن السّمعة التي هي الإتيان بالأعمال ليسمع النّاس بها، وقد يُطلق عليها الرّياء، ويُعرف الرّياء بأنّه مخالفة الأعمال الظاهرة لما هو مخفيّ من النوايا الباطنة، بقصد الحصول على ثناء النّاس وحمدهم وإعجابهم، والأصل أن تكون نيّة الأعمال نيل رضى الله تعالى، ويُقال: فلان راءى النّاس؛ أي أنّه نافق وأظهر أمامهم أعمالاً تخالف الحقيقة التي عليها المنافق.[4]

  • تعريف الرّياء اصطلاحاً: القيام بأداء العبادات لله -تعالى- مع تعمّد إظهارها للنّاس ليحمدوه عليها ويُعجبوا بها، والقصد من الرّياء تعظيم النّاس أو الرغبة في إعجابهم به أو رهبةً من النّاس وخوفاً منهم، وقرين الرّياء العُجْب؛ وهو أن ينظر الإنسان لنفسه بعين الإعجاب لصلاحه أو لعبادته.[5]

  • حُكْم الرّياء: بيّنت الشريعة الإسلاميّة أنّ الرّياء محرّم، وأنّ العمل المصاحب للرّياء مردود وغير مقبول، والرّياء كذلك نوع من أنواع الشّرك بالله تعالى، ومن أدلّة تحريم الرّياء:[6]
    • قال الله تعالى: (قُل إِنَّما أَنا بَشَرٌ مِثلُكُم يوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُم إِلهٌ واحِدٌ فَمَن كانَ يَرجو لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحًا وَلا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا).[7]

    • قال الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث القدسيّ فيما يرويه عن الله عزّ وجلّ: (أنا أغنَى الشركاءِ عن الشركِ، مَن عمِل عملاً أشرك فيه معِي غيرِي، تركتُه وشركَه).[8]

  • علامات الرّياء: لا بدّ للمسلم أن يبتعد عن الرّياء وأن يتخلّص منه، وللتخلّص من الرّياء لا بدّ من التعرّف على أبرز علاماته؛ ومنها: رغبة الفرد في الظهور والشهرة وتعرّف عليه، والكِبر وعدم التواضع للنّاس، والقيام بالأعمال من أجل النّاس أو خوفاً منهم، الاستعجال بالإفتاء في مسائل أحكام الشّريعة الإسلاميّة والتصدّر لذلك، والميل إلى مخالفة الآراء وإن كانت صواباً والبُعد عن الرأي المتّفق عليه.[6]

  • خطر الرّياء: الرّياء صفة من صفات المنافقين، والواجب على المسلم التخلّق بالأخلاق الحسنة، وذكر الرّياء كصفة من صفات المنافقين في القرآن الكريم؛ حيث قال الله تعالى: (يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا).[9][6]

أنواع الرّياء

يحاول العبد أن يحسّن من نفسه أمام الناس، رغبةً في الحصول على الثّناء والإعجاب والحمد، ويسلك العبد عدّة طرق لتحقيق ذلك، منها:[10]

  • الرّياء بالبدن؛ ويكون بإظهار التعب والإرهاق والمرض؛ حتى يظنّ النّاس بأنّ ذلك من كثرة العبادات والطّاعات، ويكون أيضاً بإظهار الحزن على الإسلام والمسلمين، وإظهار الخوف من الحياة الآخرة.

  • الرّياء بالملابس والهيئة العامة؛ بعدم الاهتمام بالشكل الخارجيّ كعدم الاهتمام بالملابس، وبالمشي في الطريق مع خفض الرأس، وعدم إزالة أثر السجود عن الوجه.

  • الرّياء بالأقوال؛ ومنه الرياء في النصح والوعظ والإرشاد، وتعمّد ذكر الله -تعالى- أمام الناس، وإظهار الحزن والأسف عل ارتكاب النّاس للمعاصي والذّنوب والمنكرات، وإظهار العلم أمام النّاس.

  • الرّياء بالأعمال؛ القيام بالعبادات بنيّة مراءاة النّاس، ومنه: الإطالة في السجود والركوع، والجهاد في سبيل الله -تعالى- رياءً.

  • الرّياء بالأصحاب والزّوار؛ وهو تعمّد زيارة العلماء والدّعاة والشيوخ ليُقال عنه إنه أخذ العلم عن كثير من الشّيوخ والعلماء ويتفاخر بهم.

علاج الرّياء

حذّر الإسلام من الرّياء ووصفه بأنّه شرك بالله تعالى، والواجب على المسلم أن يبتعد عنه ويجتنبه في جميع الأعمال والعبادات والطّاعات التي يقوم بها، ومَن كان عنده شيء من الرّياء عليه أن يعالج نفسه بعدّة طرق؛ منها:[11]

  • استشعار مراقبة الله -تعالى- لجميع ما يصدر من العبد من الأقوال والأفعال، ممّا يؤدي إلى زرع تعظيم الله -تعالى- والخوف منه في القلب، واستشعار مراقبة الله -تعالى- يُطلق عليه الإحسان؛ وهو القيام بالعبادات مع استشعار مراقبة الله -تعالى- ورؤيته للعبد، ومَن يستشعر مراقبة الله -تعالى- له لا يكترث برؤية أي أحد لأعماله.

  • الاستعانة بالله -تعالى- على التخلّص من الرّياء، ومن صور الاستعانة بالله تعالى: الدّعاء وطلب التخلّص من الرّياء من الله تعالى.

  • التعرّف على الآثار السلبيّة للرّياء من حيث إنّه يحبط الأعمال والعبادات، ويُوجب سخط وغضب الله تعالى.

  • معرفة عقوبة الرّياء في الحياة الدنيا، مثل: كشف القصد السيئ والنوايا الخبيثة للنّاس.

  • الحرص والعمل على إخفاء العبادات وعدم إظهارها وعدم القيام بها أمام النّاس، وعدم تحرّي مكان اجتماع النّاس لأداء العبادات والطّاعات، لتجنب حمد وثناء النّاس، والعبادات المقصود إخفاؤها هي العبادات التي يسنّ الإسرار بها؛ مثل: الصّدقة وقيام الليل.

المراجع