الطباق
يمكن تعريف الطباق لغةً: بأنّه الجمع بين الشيئين أو الأمرين، فيُقال طابق فلان بين ثوبين، وطابق البعير في سيره عندما يسير ويضع رجله موضع يده، حيث يقول الجعدي:
وخيلٍ تطابق بالذارِعين
- طباقَ الكِلابِ يَطَأْنَ الهرَاسَا
إنّ الطباق هو المطابقة، والذي يقصد به أهل البديع على أنّه الجمع بين شيئين متقابلين "أي متعاكسين"، وهي جمع طبق أو طبقة، مثل: (الحي والميت)،
مسميّات أخرى للطباق
يسمى الطباق بأسماء أخرى، وهي كالآتي:
- المُطابقة.
- التطبيق.
- المُقاسمة.
- التكافؤ.
- التضاد.
أنواع الطباق
للطّباق عدة أنواع وهي كالآتي:
طباق الإيجاب
هو الجمع ما بين شيئين، أو اسمين، أو حرفين متضادين مثبتين أو منفيين، ومن الأمثلة عليه:
- كنتُ أدرسُ ليلًا نهارًا، فهنا الطباق بين كلمتيْ (ليلًا-نهارًا)، وهما مثبتتان فلم يسبقهما حرف نفي.
- إنّ هذا الباب لا يُفتح ولا يُغلَق، فهنا الطباق بين فعليْ (يُفتح-يُغلق)، وهما منفيّان إذ سبقهما حرف نفي (لا).
طباق السلب
هو الجمع ما بين فعل مثبت وفعل آخر منفيّ، أو أمر ونهي، أي ما اختلف فيه الضدّان إيجاباً وسلباً، مثل قوله تعالى: (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ*يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا)،
الطباق المعنويّ
الطباق المعنوي هو الطباق الذي يُفهَم من خلال المعنى، ومثاله قوله تعالى: (وَلَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الألباب)؛
الطباق المجازيّ
الطباق المجازي هو الطباق الذي يجمع بين لفظيْن ليسا حقيقين في المعنى مثل قول الله تعالى: (أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ)،
الطباق الحقيقي
الطباق الحقيقي هو الطباق الذي يجمع بين لفظين حقيقيين في المعنى ويأتي بأقسام هي:
- الطِّباق بين اسميْن: مثل قولنا: عند الفلاح ثماني بقرات سِمان وأخرى عِجاف، فهنا كلمتا (سِمان-عِجاف) متقابلتين في المعنى، وهما اسمان.
- الطِّباق بين فعليْن: مثل قولنا: إنّ الله سبحانه وتعالى هو الذي يُحيي ويُميت، فالفعلان (يحيي-يميت) هما فعلان متضادان في المعنى.
- الطِّباق بين مختلفيْن: مثل قوله تعالى: (فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)،
[12] فهنا المختلفان هما: الحق (وهو اسم)، وبَطَلَ (وهو فعل)، فجاء الطباق بين اسم وفعل مختلفين.
إيهام المُطابقة
إنّ إيهام المطابقة هو مصطلح يشير إلى التقابُل في اللفظ، وعدم التقابُل في المعنى، ومثاله قول الشاعر:
ضَحِكَ الصُّبْحُ فَأَبْكَى مُقْلَتِي
- حِينَ وَلَّى نَافِرًا عَنْ مَضْجَعِي
فالضحك هنا ليس مضادًا للبكاء، فمعناه يشير إلى كثرة ضوء الصباح لكنّه من ناحية اللفظ يوهِم بالمطابقة.
أثر الطباق في النصوص القرآنيّة والأدبيّة
إنّ الجمع بين لفظيْن متقابليْن في المعنى ومتضاديْن يضفي ألقًا على المعاني، وجمالاً وسحرًا على أسلوب النصّ أو السياق الذي يأتي به ويؤثّر في نفس المتلقّي أيّما تأثير، لذا نجد البلاغة تتمثل في الكثير من مواضع آيات القرآن الكريم المحتوية على الطباق المُدهش الذي يعدّ جزءًا من إعجاز القرآن الكريم الذي لا يستطيع أحد الإتيان بمثله، كما نجد أيضًا العرب منذ القديم قد اهتموا بهذا الفنّ الأدبيّ فاستخدموه في قصائدهم ومختلف أعمالهم كالروايات والقصص وما إلى ذلك ليضيفوا عذوبةً وبهاءً على أفكارهم وصورهم الفنيّة.
تدريبات على الطباق
حدّد/ي الطباق في الجُمل الآتية: |
---|
الجُملة | الطباق |
---|---|
قوله تعالى: (وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ). | (...........................................) |
فَالوَجهُ مثل الصُبحِ مبيضٌ ... والشعر مِثلَ اللَيلِ مُسوَدُّ | (...........................................) |
لقد أنجزت فيه المنايا وعيدها ... وأخلفت الآمال ما كان من وعدِ | (...........................................) |
أُغالب فيك الشوق والشوق أغلبُ ... وأعجبُ من ذا الهجر والوصل أعجبُ | (...........................................) |
استخدم/ي الكلمات الآتية لِكتابة جُمل تحتوي على طباق: |
---|
(الخير\الشر) | (الكرم\البُخل) | (ينجح\لا ينجح) | (الكفر\الإيمان) |
---|
نوع الطباق | الجُملة |
---|---|
الطباق الحقيقي | (......................................................) |
الطباق السلبي | (......................................................) |
الطباق الخفي | (......................................................) |
الطباق الإيجابي | (......................................................) |
المراجع
- 1 - أبو هلال العسكري ، <i> " كتاب الصناعتين الكتابة والشعر " , ، صفحة 307 , أبو هلال العسكري ، .
- 2 - مجمع اللغة العربية (2004)، <i> " المعجم الوسيط " , ، القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، صفحة 550 , مجمع اللغة العربية (2004)، .
- 3 - سورة البقرة ، آية: 258. .
- 4 - سورة الأنعام، آية: 122. .
- 5 - سورة البقرة، آية: 286. .
- 7 - سورة الروم ، آية: 6-7. .
- 8 - سورة المائدة ، آية: 44. .
- 9 - سورة البقرة، آية: 179. .
- 10 - سورة الأنعام، آية: 122. .
- 11 - حمادة خالد محمد علوان 2016م، <i> " الألوان البديعية في السور المكية -دراسة وصفية تحليلية- " , ، فلسطين: الجامعة الإسلاميّة- غزة، صفحة 23-27، , حمادة خالد محمد علوان 2016م، .
- 12 - سورة الأعراف، آية: 118. .
- 13 - أ.د رحيم الخزرجي، م.م.هدى السامرائي (2012م)، <i> " الطباق في العربية " , ، صفحة 10-14 , أ.د رحيم الخزرجي، م.م.هدى ال .
- 14 - سورة فاطر، آية: 19. .