من هم الغساسنة

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ٠٨:١٠ ، ٢٣ مايو ٢٠١٨
من هم الغساسنة

المحتويات

الغساسنة

الغساسنة هم قبائل أزديّة من اليمن، هاجرت مع نهاية القرن الثالث الميلادي نحو الحجاز، وكانت هجرتهم قَبل أو بَعد واقعة سَيل العَرِم، ثمّ انتقلوا إلى جنوب بلاد الشام، وقَبل استقرارهم في سوريا، أقاموا على أرض تهامة عند نبع ماء يسمى غسّان؛ ولهذا السبب حصلوا على اسم الغساسنة، وللغساسنة أسماء أخرى، كآل جفنة، وأولاد جفنة، وهذه الأسماء أُطلِقت عليهم؛ نسبة إلى أوّل ملوكهم جفنة بن عمرو، وقد اعتنق الغساسنة النصرانيّة مُتَّبِعين المَذهب اليعقوبيّ، ومع دخول الغساسنة بلاد الشام استطاعوا أن يحلُّوا محلَّ قضاعة؛ حيث اعترفَ البيزنطيّون بسيادتهم، وأعطَوهم ألقاباً رفيعة، وكان للغساسنة دورٌ مهمٌّ في حرب الروم مع الساسانيّين؛ حيث كانوا دولة حاجزة بين الساسانيّين وسوريا.[1][2]

استطاع الغساسنة أن يمتدُّوا بنفوذهم إلى أن استطاعوا أن يبسطوا سيطرتهم على القبائل العربيّة في كلٍّ من فلسطين، والأردن، وقد كان حُكْم ملوكِهم في البلقاء، وحوران، والغوطة، وكانت قاعدة سُلْطَتِهم هي منطقة الجابية في الجولان، أمّا جلق فقد كانت مَركزاً لهم لفترة وجيزة من الزّمن، إلّا أنَّهم لم يستطيعوا أن يصلُوا بنفوذهم إلى المُدُن المُحصَّنة، كبصرى، ودمشق، وقد اعتبرَ الغساسنة أنفسَهم ملوك البادية في الشام، وليس ملوك الحَضَر فيها؛ حيث كانوا يجوبون الباديةَ من أقصى شمالها حتى جنوبِها، وكانت لهم علاقات وثيقة بتدمر، وحوران، وكان الغساسنة ذوي طابعٍ بدويٍّ في مُختلَف جوانب حياتهم، ويبدو ذلك واضحاً حتى في جيشهم الذي لم تكن لديه حصونٌ، أو كتائب، أو حتى مراكز خاصّة به.[1][3]

حضارة الغساسنة


تُعتبَرُ حضارة الغساسنة ذات مَزيج ساسانيّ بيزنطيّ؛ وذلك لتأثُّرها بكلٍّ من الحضارة البيزنطيّة، والسّاسانيّة، وقد بَنى الغساسنة مجموعة كبيرة من القناطر، والأبراج، والقصور، كقصر المَشتى، وقلعة القسطَل، وقد وَردَ ذِكْرُ قصور الغساسنة في الشعر الجاهليّ، وكذلك عند الشعراء المُخضرَمين الذين عاشوا العَصرين معاً (الجاهليّة والإسلام)، كالنّابغة الذّبياني، وحسان بن ثابت، الذي كان يعيش عند آخر ملوك الغساسنة قبل إسلامه، أمّا بالنسبة للمجال التجاري عند الغساسنة، فمن المُرجَّح أنَّ الغساسنة استطاعوا الاستفادة أيضاً من مَوقعِهم في مجال التّجارة، سواء أكانت تجارة مَحليّة، كتجارة الحبوب والأقمشة، أم تجارة خارجيّة مع الدول الأخرى، كالهند والصّين، وقد قام الغساسنة باستخراج حروف اللغة العربيّة من الحروف النبطيّة، ونَقلُوا الحضارة البيزنطيّة بشكلها الماديّ إلى العالم العربيّ.[2][4]

ملوك الغساسنة


لم يظهر عددٌ واضحٌ لملوك الغساسنة، فقد كان هناك خلاف واضح بين المُؤرِّخين في عددهم، فمنهم من ذَكَر أنَّ عددَ ملوكِ الغساسنة عشرة ملوك فقط، ومنهم من ذَكَر أنَّ عددَهم يقارب 32 مَلِكاً حكمُوا مدّةً تَصِلُ إلى ستّمئة سنة، وكما أنّ هناك خِلافاً في عدد ملوك الغساسنة، فقد كان هناك اتِّفاق على أنَّ أوّل هؤلاء الملوك هو جفنة بن عمرو بن ثعلبة، الذي أخضع قضاعة، وفي ما يأتي ذِكرٌ لأشهر ملوك الغساسنة الذين جاؤوا بعد جفنة بن عمرو:[5]
  • عمرو بن جفنة: هو ابن جفنة بن عمرو بن ثعلبة، ويُنسَب إليه بناء دير أيوب، ودير حالي.

  • ثعلبة بن عمرو: يُنسَب إليه بناء صَرْح الغدير القائم على أطراف حوران.

  • الحارث بن جبلة: تولّى حُكْمَ الغساسنة في فترة الإمبراطور جستنيان، وقد استطاع السيطرة على عرب الشام جميعهم.

  • المُنذِر بن الحارث: هو ابن الحارث بن جبلة، وقد كانت علاقته بالبيزنطيّين مُتوتِّرة؛ وذلك لأنَّه اعتنق مذهب الطبيعة الواحدة (المذهب المونوفيزي).

  • جبلة بن الأيهم: بعد أن تلاشت دولة الغساسنة، اختارت كلُّ قبيلة من الغساسنة أميراً لها، وكان جبلة آخر أمراء الغساسنة، وقد أسلم في عهد الخليفة عمر بن الخطّاب، إلّا أنَّه عاد سريعاً إلى النصرانيّة، واستقرَّ في بلاد البيزنطيّين.


أحداث تاريخيّة مُهمَّة


امتدّت دولة الغساسنة وازدهرت في عهد المَلِك الحارث بن جبلة؛ حيث حارب الحارثُ بن أبي شمر الغساني ملكَ الحيرة المُنذِر بن ماء السماء، واستطاع الانتصار عليه في عام 528م، كما قام في عام 529م بإعانة البيزنطيّين ضدَّ السامريّين؛ وهذا ما جعل جستنيان الإمبراطور البيزنطيّ يمنحُه لقبَ البطريق، ولقب فيلارك، وهي ألقاب بيزنطيّة رفيعة، وفي عام 554م، حدثت معركة بين الغساسنة بقيادة الحارث الغسانيّ، وملك الحيرة المُنذِر الثالث؛ والتي كان سببها ادِّعاء كلٍّ منهما السيطرة على القبائل العربيّة التي تقيم في إقليم السراط (منطقة في جنوب تدمر)، وفي هذه المعركة المُسمَّاة معركة حليمة، انتصرَ الغساسنة، وقُتِلَ المُنذِر الثالث.[1]إنَّ عصر قوّة وازدهار الغساسنة قد اندثرَ بعد انتهاء عهد النعمان؛ حيث إنَّ قيام كسرى أبرويز الساسانيّ بالهجوم على سوريا في عام 613م، واحتلال القدس، ودمشق، قد أنهى نفوذ الغساسنة بشكل نهائيّ، وعند قدوم الإسلام وانتشاره عَبْرَ الفتوحات الإسلاميّة، وَقفَ الغساسنة الباقون إلى جانب البيزنطيّين؛ لمحاربة المسلمين، ففي معركة مَرْجِ الصفر عام 624م، والتي شارك فيها الغساسنة إلى جانب البيزنطيّين، استطاع خالد بن الوليد الانتصار عليهم، وفي معركة اليرموك عام 636م، اشتبكَ خالد بن الوليد مع جبلة بن الأيهم الذي كان يشارك إلى جانب البيزنطيّين فيها.[1]ومن الأحداث المُهمّة التي لا بدَّ من ذكرها، علاقة الغساسنة مع بني تَغلِب بحُكْمِ جِوارهم؛ حيث لجأ بنو تغلب إلى الغساسنة أثناء مُطارَدة ملوك الحيرة لهم، إلّا أنَّ علاقة الغساسنة ببني تَغلِب أصبحت سيِّئة في عهد المَلِك الحارث بن أبي شمر؛ إذ نشأ قتالٌ بينهم أدَّى إلى هزيمة الحارث بن أبي شمر، وبشكلٍ عام فإنَّ بني تَغلِب لم يكونوا خاضِعين تماماً للغساسنة، أو حتى للمناذِرة الذين كانوا يلاحِقونَهم.[6]

المراجع