المحتويات
جلب الرزق
موضوع الرزق وتكثيره وتنميته من المواضيع التي تهمّ الناس كافةً، وقد أشار الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز إلى أنّ أحب شيءٍ للإنسان هو المال والرزق باختلاف أنواعه وصوره، قال تعالى في سورة الكهف: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا)،
تعريف الرزق
يعني الرِّزقُ: ما ينتَفِعُ بهِ الإنسان من الأموال، أو الزروع، أو أصناف التجارة، أو غير ذلك من الأشياء الماديّة، أو المعنوية، وكلُّ إنسانٍ له رزقٌ مفروضٌ ومخصص له، حيث إنّ الله حدّد لكل نفسٍ رزقها وأجلها قبل أن تخرج إلى الحياة الدنيا، وهو حتماً سيأتي لصاحبه ولو في النفس الأخير له في الدنيا،
كيفية جلب الرّزق
ينبغي على العبد المسلم أن يكدّ ويجتهد في طلب الرزق حتى لا يكون متواكلاً راكناً للراحة، فإذا ما اجتهد في طلب رزقه ثم لم يأته رزقه على الوجه الذي يسدّ به حاجته، أو تأخّر عنه رزقه بالكلية فإن هناك بعضاً من الأعمال التي يجب عليه أن يقوم بها لاستجلاب رزقه من خلالها، ومن تلك الأعمال ما يلي:
الإيمان بأن الرزق مقدّر
بأن يؤمن بذلك يقيناً فإنّ ذلك أدعى إلى كمال الإيمان، ويجب على المؤمن كذلك أن يدرك أن رزقه لم يبطئ عنه إلا لسبب، فإذا زال ذلك السبب عاد له رزقه، وأن كل ابن آدم له رزقٌ مفروضٌ قبل أن تلده أمه لا بد أنه آتيه، وفي ذلك يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- موجهاً للمسلمين من عباد الله: (إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ قد وَكَّلَ بالرَّحمِ ملَكًا، فيقولُ: أي ربِّ، نُطفةٌ، أي ربِّ، علقةٌ، أي ربِّ، مضغةٌ، فإذا أرادَ اللَّهُ أن يقضيَ خلقًا، قالَ: قال الملكُ: أي ربِّ ذَكَرٌ أم أنثى؟ شقيٌّ أم سعيدٌ؟ فما الرِّزقُ؟ فما الأجلُ؟ فيُكْتبُ كذلِكَ في بَطنِ أمِّهِ)،
الابتعاد عن الذنوب والمعاصي
إن الذنوب من أهم أسباب منع الرزق وتأخيره على الناس، وإنّ البعد عن الذنوب والتوبة منها يؤدي إلى فتح أبواب الرزق وتكثيره وزيادة البركة فيه، ودليل ذلك ما روى ثوبانَ مولى رسولِ الله عن الرَّسولِ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- أنَّه قال: (إنَّ الرَّجلَ ليُحرمُ الرِّزقَ بالذَّنبِ يُصيبُه)؛
التوكل على الله
يجب على المؤمن التوكل على الله حق التوكّل، واليقين بأنّ الرزق آتٍ لا محالة: فإذا ما أدى العبد المؤمن جميع ما هو مطلوبٌ منه من الأعمال والطاعات وابتعد عن الذنوب والمعاصي، واجتهد في طلب رزقه، ثم لم يأته رزقه، أو جاء لكنه لم يكن كافياً لسد حاجته فإنه ينبغي عليه أن يتيقّن أن الله سبحانه وتعالى يمتحنه، ويؤخر له رزقه إلى أجلٍ قريب أو بعيد، ولكنه حتماً سيأتيه.
التوجه إلى الله بالدعاء
مما ينبغي على المسلم فعله إذا تأخر رزقه أن يتوجه إلى الله سبحانه وتعالى، فإن الله يحب إذا وقع العبد في بلاءٍ أن يراه مقبلاً عليه يطلب منه ما يهمه ويعرض عليه أمره، ويرجوه أن يفك عنه ما أصابه من ضيقٍ وهم، وبهذه الحالة يزداد العبد قرباً من الله ويزيد تعلقه بالله، فيزرقه من حيث لا يحتسب، ويبارك له في ماله، ويغنيه عن سؤال الناس.
صلة الرَّحم تجلب الرزق
كما أن قطع الرحم يمنع الرزق فإن من يصل رحمه ويبرها يصله الله ويرزقه ويبارك له في نفسه وعمره وماله، ويدل على ذلك ما رواه ابن حبان أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن أحَبَّ أنْ يُبسَطَ له في رزقِه ويُنسَأَ له في أجَلِه فلْيتَّقِ اللهَ ولْيصِلْ رحِمَه)،
الصدقة تجلب الرزق
إن الله -سبحانه وتعالى- يُكثر رزق العبد وينمّيه بالصدقة، ويبارك في أمواله، ويؤتيه من حيث لا يحتسب، بل إنه يعيطه في الدنيا مثل ما تصدّق به وزيادة، ويؤخّر له الأجر إلى يوم القيامة، فيؤجَر المؤمن على الصدقة أجران؛ أحدهما حالاً بأن يعود له ما تصدّق به، وفي الآخرة بأن ينال الأجر والمثوبة على صدقته، ودليل ذلك ما يرويه ابن عبد البر في التمهيد عن علي بن الحسين بن علي -رضي الله عنهما- حيث يقول: (اجتمع عليُّ بنُ أبي طالبٍ وأبو بكرٍ وعمرُ وأبو عبيدةَ بنُ الجرَّاحِ فتمارَوْا في أشياءَ، فقال لهم عليُّ بنُ أبي طالبٍ: انطلِقوا بنا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نسألُه، فلمَّا وقفوا على النَّبيِّ عليه السَّلامُ قالوا: يا رسولَ اللهِ جِئنا نسألُك، قال: إن شئتم سألتموني وإن شئتم أخبرتُكم بما جئتم له، قالوا أخبِرْنا يا رسولَ اللهِ، قال: جئتم تسألوني عن الصَّنيعةِ لمن تكونُ؟ ولا ينبغي أن تكونَ الصَّنيعةُ إلَّا لذي حسَبٍ أو دِينٍ، وجئتم تسألوني عن الرِّزقِ يجلِبُه اللهُ على العبدِ، اللهُ يجلبُه عليه فاستنزِلوه بالصَّدقةِ، وجئتم تسألوني عن جهادِ الضَّعيفِ، وجهادُ الضَّعيفِ الحجُّ والعمرةُ، وجئتم تسألوني عن جهادِ المرأةِ، وجهادُ المرأةِ حُسنُ التَّبعُّلِ لزوجِها، وجئتم تسألوني عن الرِّزقِ من أين يأتي وكيف يأتي، أبَى اللهُ أن يرزُقَ عبدَه المؤمنَ إلَّا من حيث لا يحتسِبُ).
المراجع
- 1 - سورة الكهف، آية: 46. .
- 2 - معنى كلمة رزق , قاموس المعاني , 24-2-2017. .
- 3 - إبراهيم الدويش، " الرزق وأسبابه " , سما الإسلام , إبراهيم الدويش، .
- 4 - رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 3/9، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما. .
- 5 - من أسباب جلب الرزق والصبر على ضيق الحال , إسلام ويب , 5-11-2000، 28-2-2017. بتصرّف. .
- 6 - رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2646. .
- 7 - رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن ثوبان مولى رسول الله صلَّ الله عليه وسلَّم، الصفحة أو الرقم: 3/289، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح. .
- 8 - المعاصي من أسباب ضيق الرزق ونكد العيش , إسلام ويب , 28-2-2010، 28-2-2017. .
- 9 - رواه السفاريني الحلبي، في شرح كتاب الشهاب، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 58، إسناده حسن. .
- 10 - محمد النابلسي (29-2-2008)، " الأسباب التي تقلل الرزق " , موسوعة النابلسي , محمد النابلسي (29-2-2008)، .
- 11 - رواه ابن حبان، في شرح ابن حبان، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 439. .
- 12 - رواه ابن عبد البر، في التمهيد، عن علي بن الحسين بن علي، الصفحة أو الرقم: 21/20، حسن. .