ما سبب عسر الهضم

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ١٩:٣٥ ، ٥ مايو ٢٠٢٠
ما سبب عسر الهضم

عسر الهضم

عسر الهضم (بالإنجليزية: Indigestion)، أو سوء الهضم (بالإنجليزية: Dyspepsia) أو اضطراب المعدة؛ جميعها مصطلحات طبية تُستخدم لوصف الشعور بالألم أو الانزعاج الذي يتمركز في الجزء العلوي من البطن، وقد يكون مصحوبًا بأعراضٍ أخرى؛ مثل الشعور بالامتلاء أو الانتفاخ، أو الغثيان، أو التجشؤ، أو حرقة المعدة الناتجة عن ارتداد أحماض المعدة باتجاه المريء، ويعدّ عسر الهضم أمرًا شائع الحدوث إذ يُعاني منه العديد من الأشخاص من وقتٍ لآخر،[1] ووفقًا للنّسخة الثانية من كتاب "GI Epidemiology: Diseases and Clinical Methodology" فإنّ ما نسبته 5-40% من الأشخاص يُعانون من عسر الهضم، وتتراوح نسبة الأشخاص الذين يُعانون من عسر الهضم لأول مرة بين 1-5% سنويًا، ومع هذا فإنّ معدّل انتشار عسر الهضم لا يرتفع ذلك أنّ العديد من الأشخاص لا تعود إليهم أعراض عسر الهضم ويتعافون منه.[2]ولمعرفة المزيد عن عسر الهضم يمكن قراءة المقال الآتي: (عسر الهضم أسبابه وعلاجه).

أسباب عسر الهضم

يُعزى عسر الهضم إلى العديد من الأسباب والتي نادرًا ما تتّسم بالخطورة، فمن المعروف أنّ المعدة تقوم بإنتاج الحمض الذي قد يؤدي في بعض الأحيان إلى تهيّج بطانة المعدة، أو الاثني عشر، أو المريء، والذي قد يكون مؤلمًا، ومن شأنه التسبّب بعُسر الهضم؛ ويُعزى ذلك إلى أنّ بطانة الجهاز الهضمي قد تكون شديدة الحساسية للحمض، أو قد يكون التمدّد الناتج عن تناول الطعام سببًا في حدوث عسر الهضم، وسيتمّ بيان العوامل التي من شأنها التسبّب بعسر الهضم فيما يأتي.[3]

أنماط الحياة


غالبًا ما يكون اتباع نمط حياة غير صحي أو المرور بظروف مُعينة سببًا في حدوث عسر الهضم، وفيما يلي بيان لأبرز هذه الأنماط:[4][5]
  • السّمنة.

  • تناول كميات كبيرة من الطعام خلال الوجبة الواحدة.

  • تناول الطعام بسرعة.

  • تناول الأطعمة الدهنية أو الحارة.

  • شرب المشروبات التي تحتوي على كمياتٍ كبيرة من الكافيين.

  • شرب الكحول.

  • تناول كميات كبيرة من الشوكولاته أو الصودا.

  • التعرّض لصدمة عاطفية.

  • التدخين.

  • العصبية.

  • التعرض للضغوط النّفسية، أو الإصابة بالكآبة أو القلق.


حالات صحية معينة


قد تُعاني المرأة من عسر الهضم في فترة الحمل نظرًا للتغيرات المُرتبطة بهذه المرحلة،[6] وقد يكون عسر الهضم ناتجًا عن الإصابة بإحدى المشاكل أو الاضطرابات الصّحية، ومن أبرزها ما يلي:[7]
  • متلازمة القولون العصبي: (بالإنجليزية: Irritable Bowel Syndrome)، ويُمكن تعريفها على أنّها اضطراب يُصيب الأمعاء، وتتمثل أعراض هذه المُتلازمة بالمُعاناة من آلام المعدة، والانتفاخ، والإسهال، والإمساك.

  • العدوى البكتيرية: قد يحدث عسر الهضم نتيجة إصابة الجهاز الهضمي بالعدوى التي تُسبّبها بكتيريا الملوية البوابية (بالإنجليزية: Helicobacter Pylori) أو ما يعرف باسم جرثومة المعدة.

  • خزل المعدة: المعروف أيضًا بشلل المعدة (بالإنجليزية: Gastroparesis)، والذي يحدث نتيجة توقف عضلات القناة الهضمية عن العمل؛ ممّا يعني تباطؤ حركة الطعام أو توقّفها، ويترتب على ذلك المُعاناة من عدّة أعراض؛ منها الغثيان، والقيء، وآلام المعدة، والانتفاخ، والارتداد الحمضي.

  • القرحة:(بالإنجليزية: Ulcer)، وتعني وجود التهاب في بطانة أحد أجزاء القناة الهضمية؛ كالمعدة، أو المريء، أو الأمعاء الدقيقة.

  • سرطان المعدة:(بالإنجليزية: Stomach cancer)، والذي يعدّ حالة نادرة، ولكن قد يحدث عسر الهضم كأحد أعراضه.

  • مرض الارتداد المعدي المريئي: (بالإنجليزية: Gastroesophageal Reflux Disease)، وتأتي تسمية هذا المرض من حدوثه نتيجة ارتداد حمض المعدة وتدفقه إلى المريء بشكلٍ مُتكرر، ممّا يؤدي إلى تهيّج بطانة المريء.[8]

  • الفتق الحجابي: (بالإنجليزية: Hiatus Hernia)، حيثُ يتسبّب فتق الحجاب الحاجز باندفاع المعدة إلى الأعلى وبروز جزئها العلوي في منطقة الصدر، ويُمثل الحجاب الحاجز الطبقة التي تفصل التجويف البطني عن الصدر.[9]

  • الداء البطني: (بالإنجليزية: Celiac Disease)، أو ما يُعرف عامةً بمرض حساسية القمح، والذي يُعدّ أحد الأمراض المناعية التي لا يستطيع أصحابها تناول الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين (بالإنجليزية: Gluten) نظرًا لكونه يُلحق الضرر بأمعائهم.[10]

  • حصى المرارة: (بالإنجليزية: Gallstones)، والمتمثلة بوجود حصى صغيرة الحجم مكوّنة من الكوليسترول عادةً، وفي معظم الحالات لا تُسبّب أعراضًا ولاتحتاج إلى علاج، ولكن في حالاتٍ أخرى قد تتسبّب بالمُعاناة من أعراض مُعينة؛ من بينها عسر الهضم.[11]

  • التهاب البنكرياس: (بالإنجليزية: Pancreatitis)، ويحدث عندما تُهاجم عصارات وإنزيمات الجهاز الهضمي البنكرياس مُتسبّبةً احمراره وانتفاخه.[12]

  • الانسداد المعوي: (بالإنجليزية: Intestinal blockage)، ويعني الانسداد الكلي أو الجزئي للأمعاء الدقيقة أو الغليظة، ممّا يحول دون تحرّك الطّعام، والشراب، والغازات عبر الأمعاء، وقد يُرافق هذا الانسداد الشعور بالألم الشديد الذي يكون متقطعًا.[13]

  • إقفار الأمعاء: (بالإنجليزية: Intestinal Ischemia)، المعروف أيضًا بمتلازمة الإقفار المعوي (بالإنجليزية: Intestinal Ischemic Syndrome)، وتحدث نتيجة انسداد أوعية دموية مُعينة ممّا يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى الأمعاء.[14]

  • التهاب المرارة: (بالإنجليزية: Cholecystitis)، والذي يحدث نتيجة تجمّع العُصارة في المرارة وانسداد القنوات، وغالبًا ما يُعزى ذلك إلى حصى المرارة.[15]

  • عدم تحمل اللاكتوز: (بالإنجليزية: Lactose intolerance)، ويُذكر بأنّ اللاكتوز هو أحد أنواع السكريات الموجودة في اللبن ومشتقاته، ويحدث مرض عدم تحمّل اللاكتوز حين يتعذر على الجسم هضمه، ويعدّ هذا المرض أحد المشاكل الهضمية الشائعة.[16]

  • اضطربات أخرى: مثل أمراض الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid diseases).[6]


الأدوية


تتسبّب بعض الأدوية بمُعاناة الشخص من عسر الهضم كإحدى أعراضها الجانبية، ومع ذلك فإنّه يجدر عدم وقف استخدامها، أو استبدالها، أو تغيير جرعتها إلا بأمرٍ من الطبيب، ومن الأمثلة على هذه الأدوية ما يلي:[17][6]
  • الأدوية التي تحتوي في تركيبتها على النترات (بالإنجليزية: Nitrates)، والتي تُستخدم بهدف تحقيق توسّع للأوعية الدموية، إلّا أنّها قد تتسبّب بارتخاء العضلة العاصرة المريئية السّفلية (بالإنجليزية: Lower esophageal sphincter) ممّا يسمح لسوائل المعدة بالتّسرب نحو المريء مُسبّبةً عسر الهضم.

  • الأدوية المسكنة للألم؛ مثل مضادات الالتهابات غير السيترويدية (بالإنجليزية: Non Steroidal Anti inflammatory Drugs) واختصارًا (NSAIDs)، والتي قد تُلحق الضرر بالجهاز الهضمي وخاصّة المعدة والأمعاء مسببةً عسر الهضم؛ ومن أمثلتها النابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen)، والآيبوبروفبن (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin).

  • حبوب منع الحمل (بالإنجليزية: Oral contraceptive pills) والعلاج بالإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen).

  • الستيرويدات (بالإنجليزية: Steroid).

  • بعض أنواع المضادات الحيوية.

  • الأدوية المُستخدمة في علاج أمراض الغدة الدرقية.

مدة استمرار عسر الهضم

ترتبط استمرارية المُعاناة من حالة عسر الهضم باستمرارية مسببه؛ فبالرجوع إلى ما سبق ذكره من أسباب عسر الهضم، نجد أنّ عسر الهضم كان عرضًا لا مرضًا، فإذا كان سبب عسر الهضم هو نمط الحياة غير الصّحي فالحل يكون بتغيير نمط الحياة للتغلب على عسر الهضم، وفي حال كان سبب عسر الهضم هو تناول الأدوية فلا بُدّ من التحدث إلى الطبيب حول الأدوية التي يشعر الشخص بأنّ عسر الهضم مُرتبط باستخدامها، والتشاور معه بشأن إمكانية استبدالها بأخرى لا تتسبّب بذلك، مع ضرورة التأكيد على عدم وقف الأدوية أو تغييرها دون استشارة الطبيب.[18]

في بعض الحالات قد يكون سبب عسر الهضم حالةً طبية؛ كالحمل المُحدد بفترةٍ زمنية مُعينة، وغالبًا ما تتلاشى أعراض عسر الهضم مع مرور الوقت وبانقضاء مدّة الحمل، أما الحالات المرضية التي تُسبب عسر الهضم كأحد أعراضها فيتمّ التحكّم بالأعراض عن طريق اتخاذ الإجراءات المُلائمة التي تُمكّن من السّيطرة على الاضطراب الرئيسيّ؛ فمثلًا في حالات الفتق وحصى المرارة غالبًا ما يتطلب الأمر إخضاع الشخص للجراحة لحل المُشكلة وما يترتب عليها من عسر الهضم، وفي حالات القرحة، والارتداد المعدي المريئي، والتهاب المعدة؛, فإنّ هذه الحالات تستجيب للعلاج الدوائي بسهولة مما يساعد على التغلب على عسر الهضم، وُهناك حالات أخرى يستلزم علاجُها اتباع خطّة علاجية تشمل تغيير نمط الحياة، والعلاج الدوائي، والرعاية المُتخصصة، وربما الجراحة، كحالات السّرطان، والتهاب البنكرياس، وخزل المعدة، والاكتئاب.[18]

المراجع